زهادة سعر سمكة "النايلون" برأي "صياد الأم عين" السيد "محمد آمنة"، ولونها المميز لم يشفع لها عند محبي تناول الأسماك بالعموم؛ لأنها بحاجة إلى من يتقن طرائق تنظيفها وطهوها وتناولها.

السيد "فايز شداد" من أهالي ريف مدينة "بانياس" اعتاد تناول سمكة "النايلون"؛ لأنه يجد في لحمها دسماً لا يجده في بقية أنواع الأسماك من ذات الفئة والحجم المتوسط، وهنا قال: «أحب السمكة التي يكون لها حراشف كثيفة، وبعد تجربة سمكة "النايلون" أصبحت أتناولها باستمرار تقريباً، فسعرها مناسب لي، وأحرص على شرائها منظفة وجاهزة للطهو، علماً أني في كل مرة أشتريها أشتري نوعاً آخر لا يملك حراشف قاسية أو حسكاً كثيفاً كما سمكة "النايلون"، ليكون وجبة جيدة وسهلة التناول لأطفالي الصغار».

أحب السمكة التي يكون لها حراشف كثيفة، وبعد تجربة سمكة "النايلون" أصبحت أتناولها باستمرار تقريباً، فسعرها مناسب لي، وأحرص على شرائها منظفة وجاهزة للطهو، علماً أني في كل مرة أشتريها أشتري نوعاً آخر لا يملك حراشف قاسية أو حسكاً كثيفاً كما سمكة "النايلون"، ليكون وجبة جيدة وسهلة التناول لأطفالي الصغار

إن سمكة "النايلون" البلدية أي غير المهاجرة والمتوافرة بكثرة في مياهنا البحرية، سمكة غير شعبية، وهذا بحسب رأي السيد "خالد خليل" تاجر سمك في "ساحة السمك" بمدينة "بانياس"، خلال لقاء مدونة وطن "eSyria" معه بتاريخ 17 تشرين الثاني 2014، حيث أوضح هذا بقوله: «تعد سمكة "النايلون" الوردية المائلة إلى الأحمر سمكة بلدية غير شعبية، لأن لها متناوليها الخاصين بين محبي تناول السمك عامة، رغم أنها متوافرة بكثرة وتصاد كل يوم تقريباً بطريقة غير مباشرة، أي إنها تقع في شباك الصيادين باستمرار فيضطر الصياد إلى رفعها من الشباك وبيعها في "ساحة السمك" رغم أنه على علم تام بأنها سمكة غير شعبية، قاصداً بذلك محبيها ومتقني تنظيفها وطهوها.

السيد محمد العتم

لا يقصد صياد السمك صيد هذا النوع من السمكة لأن استهلاكها قليل، رغم أن سعرها زهيد جداً وقد لا يتجاوز الكيلوغرام منها 150 ليرة سورية في أغلى مزاداتها، ويقال إنها دخلت إلى مياهنا البحرية واستقرت مع دخول الاحتلال الفرنسي، ويعتقد أنها كانت محملة مع مياه إحدى البواخر البحرية القادمة من "فرنسا"، التي دخلت مياهنا في تلك الفترة بهدف الاحتلال».

وفي لقاء مع السيد "أبو عبد الله"، "محمد العتم" العامل في "ساحة السمك" قال: «سمكة "النايلون" من أصعب أنواع الأسماك من حيث التنظيف، لأن لها حراشف قاسية وحسكاً كثيفاً جداً، ويعد أهالي جزيرة "أرواد" من أمهر منظفيها وطباخيها، لأن لهم تاريخاً قديماً في التعامل معها، وخاصة في رحلاتهم البحرية.

سمكة النايلون بلونها الوردي

وبالنسبة لي أحب تنظيفها لأني أجيد التعامل معها، علماً أني في أغلب مرات تنظيفها أجرح بيدي من قبل حراشفها أو حسكها، ولذلك ابتكرت طريقة سهلة لتنظيفها بالاعتماد على قطعة خشبية أقوم بتجهيزها على شكل سكين، تسهل علي عملية إزالة الحراشف القاسية، ومن ثم تنظيفها جيداً من الداخل تجهيزاً لقليها بالزيت، حيث تتميز بطراوة لحمها ودسمه الجيد جداً، وهو ما منحها مذاقاً شهياً ولذيذاً جذب بعضهم لتناولها باستمرار، حيث أصبح لها زبائنها».

أمام الصياد "محمد آمنة" الذي أطلقنا عليه "صياد الأم عين" لأنه تمكن من صيد سمكة "أم عين" بوزن أربعين كيلوغراماً في إحدى رحلاته البحرية، فقال عن سمكة "النايلون": «تصاد سمكة "النايلون" ضمن أعماق متفاوتة ما بين العشرة أمتار وحتى الأربعين متراً، حيث تعلق بشباكنا باستمرار وكأنها سمكة غبية، علماً أنها سمكة من المراعي الصخرية، وتتميز بلونها الوردي الأحمر، وبالنسبة لي في أغلب الأوقات أقوم بطهوها في عرض البحر خلال رحلة الصيد، وذلك بشوائها على صاج معدني أضعه على غاز سفري، فتتحول حراشفها الكثيفة والقاسية إلى كتلة واحدة مع الجلد، أقوم بنزعها وفق عملية سلخ كاملة، وهذا بخلاف بعض الأشخاص الذي يقوم بتجهيز قطعة خشبية يدق بها مجموعة من المسامير المعدنية لتساعده بنزع الحراشف.

صياد الأم عين محمد آمنة

وفق خبرتي بالتعامل مع هذه السمكة أنصح بعدم تناولها من قبل الأطفال الصغار، حرصاً عليهم من الحسك الكثيف فيها».