لا يزال "الهوب هوب" وهو الاسم الذي خبره وأدرك خدمته مسافرو التسعينيات وما قبل، بين مختلف المحافظات، وسيلة النقل الداخلية الأساسية في مدينة "مصياف"، يضفي ذكراه على راكبه.

يعتمد أهالي مدينة "مصياف" على وسيلة النقل الشعبية الأكثر شهرة في تنقلاتهم بين كراج الانطلاق الرئيس ومختلف أرجاء المدينة، فهو مريح وعملي ويقل عدداً لا بأس به من الركاب، خاصة في ظل أزمة السير الحالية، وهذا بحسب حديث السيد "محمد زوزو" أحد راكبي "الهوب هوب"، لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 تشرين الثاني 2014.

أرى في وسيلة النقل هذه المتعة، لأنها تعيد إلى ذاكرتي تلك الرحلة الممتعة عندما كانت السيارات قليلة، وكيف ركبت فيه مع الآخرين وكأننا محشوون في علبة صغيرة. كما أنه مريح، فأغلب سائقيه الحاليين يعتنون به جيداً، فمقاعده منجدة ونظيفة وواسعة، بخلاف "السرافيس" الحديثة، نركب فيه بكثافة

ويتابع السيد "محمد": «في كل مرة أقصد فيها مدينة "مصياف" أركب في "الهوب هوب" من الكراج الجديد إلى سوق المدينة، حيث أتبضع مختلف حوائجي وأعود أصعد إليه للوصول إلى الكراج، فهو وسيلة النقل المعتمدة في النقل الداخلي ضمن المدينة، وقد عاودنا اعتياده منذ حوالي العشرين سنة تقريباً، بعدما كان وسيلة نقل خارجية بين المحافظات، وبالنسبة لي لم أركب في هذه "الباصات" قبل أن تبدأ الخدمة هنا في المدينة سوى مرة واحدة خلال سفر من محافظة "حماة" إلى محافظة "حلب"».

ويضيف السيد "زوزو": «أرى في وسيلة النقل هذه المتعة، لأنها تعيد إلى ذاكرتي تلك الرحلة الممتعة عندما كانت السيارات قليلة، وكيف ركبت فيه مع الآخرين وكأننا محشوون في علبة صغيرة.

كما أنه مريح، فأغلب سائقيه الحاليين يعتنون به جيداً، فمقاعده منجدة ونظيفة وواسعة، بخلاف "السرافيس" الحديثة، نركب فيه بكثافة».

السيدة "فرح يوسف" من ريف مدينة "مصياف" قالت: «في ظل زحمة السير الحالية يؤمن "الهوب هوب" جميع الناس قاصدي المدينة للتسوق، فعندما أرغب بالنزول إلى المدينة أنتظر في قريتي الريفية حوالي نصف ساعة وقد تزيد في فترة الذروة أي عند زحمة الموظفين وطلاب المدارس، أما هنا فأقصد مدخل الكراج فأرى "الهوب هوب" ينتظرني، وكذلك بالعكس إلى الكراج.

لي ذكريات كثيرة معه عندما كنت أدرس في "دمشق"، ومنها أني كنت مضطرة لانتظار موعد الرحلة حتى يتثنى لي العودة إلى منزلي، وهنا لا يهم أي مقعد أحظى به، ولكن المهم تأمين الرحلة لأن عدد الباصات قليل في تلك الفترة، ولكن بالعموم كان للسيدات أولوية يفرضها سائق الباص ويقبل بها الرجال غير مكرهين، لأن الجميع معرضون لها».

أما الجد "يوسف بعجور" فقال: «ذكرياتي مع "الهوب هوب" كثيرة لأن وسيلة التنقل هذه أخذت من عمري الكثير خلال مرحلة خدمة العلم، وكنت أحاول دوماً في فصل الشتاء الحصول على مقعد بجانب السائق، وخاصة على غطاء المحرك الذي يظهر من الداخل، لأنه يبعث الحرارة في الداخل فلا أشعر بالبرد.

كما أن السائقين يعتنون كثيراً بزينة الواجهة الأمامية، فترى عناقيد العنب الصناعية وأغلب أنواع الفاكهة معلقة أمام السائق، ناهيك عن صوت الممثلين والممثلات، ومتعة النظر إلى الطريق عبر الواجهة الزجاجية الكبيرة».

وفي لقاء مع السيد "أيمن حسامو" سائق "هوب هوب" من وإلى سوق مدينة "مصياف" قال: «تعمل هذه السيارات في البلاد منذ حوالي خمسين عاماً وأكثر، وفي مدينة "مصياف" نهاية التسعينيات تقريباً، بعد أن دخلت "السرافيس" الحديثة ونقلت "الباصات" من الخدمة الخارجية إلى الخدمة في المدينة كنقل داخلي، وخاصة في "مصياف" كاستمرارية لعملها، ويعتمد سائقوها على النقل الداخلي ضمن المدينة والتعاقد مع الشركات والمدارس ورياض الأطفال لتشغيلها بالطريقة الأمثل، ويبلغ عددها في المدينة نحو خمسة وعشرين "باصاً".

عندما دخلت إلى البلاد كانت مجرد محرك و"شاسيه" معدني أي أساس فقط، وهنا أصحاب الورشات والصناعات المعدنية طبقوا لها الهيكل المعدني الخارجي والمقاعد ومختلف الحوائج الداخلية لها، وبرأيي إنها حلت الكثير من مشكلات الازدحام، بسعتها الجيدة للركاب».