رغم تعدد الطواحين العاملة بقوة تساقط المياه من المرتفعات ضمن الحدود الإدارية لقرية "بشرائيل" التابعة لمدينة "صافيتا"، بقيت طاحونة "بولس" التراثية الطاحونة الوحيدة المستخدمة لري الحقول والاستخدام بعد انتهاء مواسم طحن الحبوب.

هذا ما قاله السيد "لؤي عيسى" من أبناء وسكان القرية خلال زيارة مدونة وطن "eSyria" لها بتاريخ 5 تموز 2014، وأضاف: «طاحونة "بولس" الواقعة على نهر "الأبرش" في بداية منطقة "العوجان" السياحية المعروفة من قبل القاصي والداني ليست مجرد طاحونة مائية تراثية تذكر في أحاديث كبار السن من أبناء القرية والقرى المحيطة، وإنما هي وسيلة مهمة لرفع مياه النهر من منطقة منخفضة إلى منطقة مرتفعة تسمى في أحاديث أبناء القرية بـ"الرميله"، وهي موقع أثري مهم جداً وتربته خصبة للزراعة ومساحته كبيرة مقارنة مع بقية المواقع الزراعية في القرية، التي تزرع بمختلف المحاصيل الزراعية الجيدة، فالأجداد وخلال العمل على الطاحونة المائية التي يقدر عمرها بعدة عقود قد تزيد على القرن وفق الأحاديث المتناقلة بالتواتر من بعض الأشخاص، ابتكروا طريقة مهمة في حياتهم الزراعية لرفع مياه النهر فوق مجراه الحالي باستخدام قوة المياه ذاتها، وذلك عبر تدوير فراشات تعمل كما الناعورة بطريقة تقليدية وتنقل المياه من المستوى المنخفض إلى المستوى المرتفع، وهذا الأمر زاد من قيمة الطاحونة المائية في حياة أبناء القرية وأمد في عمرها العملي».

ضمن الحدود الإدارية للقرية على نهر "الأبرش" تتواجد عدة طواحين مائية تراثية هي: طاحونة "العوجان"، وطاحونة "بيت كابر"، والطاحونة الشرقية، ولكن طاحونة "بولس" هي الأقدم على الإطلاق واستخدمت لطحن مختلف أنواع الحبوب كالذرة والشعير والقمح، وهذا على خلاف بقية الطواحين التي اختص أغلبها بالقمح فقط

السيد "أحمد عيسى" موظف متقاعد من أبناء وسكان القرية أكد خلال لقائنا به وجود عدة طواحين مائية، وهنا قال: «ضمن الحدود الإدارية للقرية على نهر "الأبرش" تتواجد عدة طواحين مائية تراثية هي: طاحونة "العوجان"، وطاحونة "بيت كابر"، والطاحونة الشرقية، ولكن طاحونة "بولس" هي الأقدم على الإطلاق واستخدمت لطحن مختلف أنواع الحبوب كالذرة والشعير والقمح، وهذا على خلاف بقية الطواحين التي اختص أغلبها بالقمح فقط».

جانب من طاحونة بولس

أما المدرس "عصام أحمد" فيقول: «لم يكن العمل على طاحونة "بولس" يبدأ مع انتهاء مواسم الحصاد والدريس أي فصل الحبوب عن القشور، وإنما كان يبدأ مع بداية فصل الشتاء الماطر حيث يحول جزء من مياه النهر إلى قناتين فرعيتين تسمى كل منهما بالبغلة، وتصلان إلى بئرين ارتفاع كل منهما حوالي عشرة أمتار ليؤمنا قوة دوران كبيرة من تساقط المياه على الفرّاشات التي تعمل على تدوير الأحجار الكبيرة التي تطحن الحبوب، وهنا تكمن قيمة المكان والموقع الذي بنيت فيه الطاحونة والبالغ مساحته حوالي أربعين متراً مربعاً، بجانب ريف صخري كبير مرتفع مجوف بعمق حوالي المترين على امتداده عرضياً، حيث كان هذا الريف الصخري مكان انتظار الدور والتسلية فيما بين المنتظرين، فيقيهم من المطر والبرد المعروف بقدومه من الجهة الشرقية».

وتابع: «إضافة إلى وجود جسر صخري طبيعي ألغى جميع مشكلات التنقل بجانب الطاحونة ومن وإلى مختلف أجزائها وقنوات نقل ورفع مياهها، فهذا الجسر نحتته قوة المياه عبر تقادم السنين فأخذ شكل قنطرة قببية في الوجه السفلي الداخلي للكتلة الصخرية وأخذ السطح العلوي الخارجي لها شكلاً مستوياً ما سهل مرور الناس فوقها خلال حركة التنقل بين ضفتي النهر. كما يوجد بجانب موقع الطاحونة المائية مغارة طبيعية غير مكتشفة تسمى بمغارة "المرديسية" فيها العديد من الممرات أو السراديب الضيقة، ويعتقد أن لها شأناً كبيراً في الحياة التراثية والأثرية في العهود السابقة».

مغارة المرديسية بجانب طاحونة بولس

يشار إلى أن سبب تسميتها بطاحونة "بولس" غير معروف بشكل دقيق من قبل أحد، ولكن يعتقد أن التسمية تعود إلى صاحب الملكية.

الجرف الصخري