تعد طرق الحصول على مياه الشرب في الظروف غير الاعتيادية، مظهراً من المظاهر الواجب إدراكها للتعايش والتأقلم مع الطبيعة، خاصة لهواة المسير الجبلي في الريف الساحلي.

الشاب "فراس تفاحة" ممن أدركوا طرائق الاستدلال والحصول على المياه عبر كشاف الفوج السابع، واستعان بها خلال رحلة في الطبيعة الريفية الجبلية، وهنا تحدث عن أهميتها فقال: «لم أدرك أهمية طرق الحصول على مياه الشرب في الظروف غير الاعتيادية إلا حين تعرضت لهذه الظروف في إحدى المسيرات الكشفية الجبلية التي شاركت فيها، فبعد نقص المياه لدينا لجأت إلى فلترة تقليدية بسيطة لمياه حصلت عليها من مسيل مائي خفيف، ومن ثم عرضها لدرجات حرارة عالية لتعقيمها، لتصبح جاهزة للشرب، لذلك أقول إنه يجب على جميع محبي المسير الجبلي إدراك الطرق المتعددة للحصول على المياه للظروف غير الاعتيادية الخارجة عن المألوف».

لم أدرك أهمية طرق الحصول على مياه الشرب في الظروف غير الاعتيادية إلا حين تعرضت لهذه الظروف في إحدى المسيرات الكشفية الجبلية التي شاركت فيها، فبعد نقص المياه لدينا لجأت إلى فلترة تقليدية بسيطة لمياه حصلت عليها من مسيل مائي خفيف، ومن ثم عرضها لدرجات حرارة عالية لتعقيمها، لتصبح جاهزة للشرب، لذلك أقول إنه يجب على جميع محبي المسير الجبلي إدراك الطرق المتعددة للحصول على المياه للظروف غير الاعتيادية الخارجة عن المألوف

وقد تكون الحاجة إلى إدراك منهجية تعدد الطرق البسيطة للاستدلال والحصول على المياه، محاكاة للظروف الطبيعية التي يجب إدراكها وتسخيرها للاستفادة منها والتأقلم معها، فالحصول على المياه وخاصة مياه الشرب، وفق رأي الكشاف المتقدم "عزيز حمدان" أمر سهل وبسيط في أصعب الظروف الطبيعية، وفق طرائق كشفية تناسب الواقع المفروض، وهنا يقول لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 نيسان 2014: «في الأماكن البعيدة عن الحياة البشرية وخاصة في الجبال ورحلات المسير الكشفية أو الترفيهية، يجب أن يدرك الرحال أو المتنزه طرائق الاستدلال إلى المياه، ومن ثم الطرق السليمة والبسيطة للحصول عليها بعدة طرق منها على سبيل الاستدلال، من خلال تجمع الطيور في السماء أو النمل على الأرض، إضافة إلى مكان نمو الأشجار والنباتات، كأشجار الصفصاف والحور ونبات القصب، وفي حال كانت المياه مالحة جداً نقوم بجمع بعضها؛ التي لا يمكن شربها مباشرةً لأنها تؤدي إلى الوفاة، ونعمل على تسخينها إلى درجة التبخر ونضع فوقها قطعة من الملابس لتجمع كميات البخار المتصاعدة، ومن ثم نقوم بعصر هذه القطعة القماشية في وعاء نظيف لتكون صالحة للشرب. كذلك يمكن تطبيق ذات الطريقة بإنجاز حفرة في الأرض وجمع المياه فيها ووضع بعض الصخور النظيفة المعرضة لدرجات حرارة عالية، مما يؤدي إلى عملية التبخر».

تنقية وفلترة المياه بعد الحصول عليها

ويمكن أن تكون طرق الحصول على مياه الشرب في المسير الجبلي، عبر أوراق الأشجار أو النباتات العشبية، ويوضح هذا الكشاف "محمد حسامو" نائب عميد الفوج السابع في "كشاف طرطوس"، حيث أضاف: «نبحث عن الأشجار ذات الأوراق الكبيرة في الصباح الباكر، فنجد عليها قطرات من المياه الناتجة عن عمليات استقلاب فيزيائية، وهو ما يعرف بقطرات الندى، فنجمعها بقطعة قماشية شديدة الامتصاص، لتجنب خطر وجود الحشرات، ونقوم بعصرها في وعاء وتعقيمها بدرجات حرارة عالية لتصبح جاهزة للشرب.

كما يمكن جمع الكثير من أوراق الأشجار الصغيرة النظيفة ضمن كيس بلاستيكي محكم الإغلاق، ونضع في أسفل الكيس حجراً صغيراً نظيفاً ليحدث مركز ثقل في الكيس، ونضعها تحت أشعة الشمس لتمارس عملية النتح، فتتجه قطرات المياه الناتجة إلى مركز هذا الثقل، ومن ثم نحدث ثقباَ في أسفله للحصول على المياه ومن ثم تعقيمها، كما يمكن تكرار العملية بتجديد كمية الأوراق، ويمكن لهذه الطريقة البسيطة أن تنتج حوالي الليتر من المياه في كل ساعة».

الكشاف محمد حسامو

أما عن تعقيم المياه بأبسط الطرق لتصبح صالحة للشرب، فتحدث الكشاف المتقدم "أحمد شربا" وقال: «بعد الحصول على المياه يجب تصفيتها وتعقيمها لتصبح صالحة للشرب، وهناك طرق عدة بسيطة لا تحتاج إلى معدات، أهمها من خلال المواد الطبيعية المتوافرة في المكان الطبيعي كالرمل والحصى وفحم النار، حيث يتم وضعها فوق بعضها بعضاً ضمن عصا مجوفة، مشكلة فلتر تصفية، أو ضمن قارورة نفذ منها الماء، وهنا نكون حصلنا على مياه مفلترة نقية، ويلزمنا بعد تعقيمها من الجراثيم، ويكون ذلك عن طريق تسخينها بدرجات حرارة عالية، وبعدها تترك حتى تبرد».