تعد سمكة "الزلاق" البلدية من الأسماك البحرية شديدة الانزلاق، وكثيرة التلون بالألوان الزاهية التي تتناسب ومكان إقامتها، وكأنها تريد بذلك التمويه على وجودها.

تنمو وتعيش سمكة "الزلاق" فيما يعرف بلغة الصيادين ضمن مياه الشاطئ البحري، وهذا بحسب رأي الصياد "خالد خليل"، خلال حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 نيسان 2014، حيث أضاف: «المياه الشاطئية هي المياه التي لا يتجاوز عمقها أكثر من أربعين متراً كارتفاع، وهي المياه المناسبة والمحببة لنمو واستمرار حياة سمكة "الزلاق" البلدية غير المهاجرة، فهي بالعموم لا تتحمل الضغوطات المائية المرتفعة، لذلك لا تتعدى بيئتها المائية خمسة وثلاثين متراً كعمق، رغم أن شكلها وألوانها الغامقة توحي للوهلة الأولى بأنها سمكة الأعماق الكبيرة، فهي بالعموم ذات شكل انسيابي مغزلي طولاني وليس أسطواني، أي إنها كعرض ليست كسمكة "المليفا" أو "البوري" أو "البراق" مثلاً، وإنما هي كسمكة "الفريدي" أو "القجاج"، حتى إن رأسها مسحوب أكثر نحو الأمام لينتهي بفم كبير قوي جداً، لم يتناسب وحجم رأسها، إلا أنها استفادت من حجمه الكبير في اختيار طرق التعامل مع نوعية طعامها كالأصداف، حيث تقوم بتكسيرها وفتحها وتناول ما في داخلها».

ملمس سمكة "الزلاق" لزج جداً، فيمكن أن تسقط السمكة من اليد خلال عملية حملها، ويعتقد أن لزوجتها الشديدة هي سبب مهم في تسميتها المميزة

السيد "رائد موسى" تاجر سمك في "ساحة السمك" بمدينة "بانياس" تحدث عن سبب تسمية السمكة بـ"الزلاقة" وألوانها الزاهية، فقال: «اللون الأساسي لسمكة "الزلاق" الرمادي، وتتفاوت درجات قتامته وبياضه على ظهر وبطن السمكة، كما يتخللها عدة ألوان زاهية منها الأحمر أو الأخضر أوالأصفر، وتتوضع هذه الألوان متفردة كلٌ على حدة فوق جسدها بشكل خطوط طولانية، ويعكس كل لون منها طبيعة ومكان نمو وعيش "الزلاقة"، فهي تكتسب من خصائص مكان عيشها ما تكتسبه النباتات من التربة المتنوعة التي تعيش فيها، كالتربة البيضاء أو الحمراء.

الفم الكبير لسمكة الزلاق

أما بالنسبة لتغذيتها أو كما يطلق عليه مرعى السمكة، فهو مرعى صخري متعدد الترب التي تعكس نوعيتها ألوان السمكة بالعموم، كما يمكن أن تنوجد بين الشعب المرجانية، وتتغذى على العوالق الصخرية من أعشاب وأصداف، وهذا انعكس على طبيعة ولذة لحمتها، فجعلها شهية متعددة الاستخدامات».

وفي لقاء مع السيد "عبود بكري" تاجر سمك في الساحة أيضاً، أكد أن لسمكة "الزلاق" شعبية جيدة، وهنا قال: «بالعموم نكهة لحمة السمك تعود إلى طبيعة المرعى الخاص بها، وبما أن مرعى سمكة "الزلاق" صخري ومرجاني وتتغذى على العوالق والأصداف، فهذا منحها نكهة لحمة بيضاء شهية، يمكن طهوها بالقلي وهي أفضل طريقة أو بالشوي، وذلك بعد عملية صيدها بواسطة الشباك العادية لقربها من المياه السطحية. وجميع هذه الصفات إضافة إلى حجمها وطولها الجيد، الذي يصل إلى خمسة وعشرين سنتيمتراً، ووزن يقدر وسطياً بحوالي 200 غرام للسمكة الواحدة، رغب رب الأسرة فيها كثيراً، فالكيلوغرام منها قد يحصد نحو ثماني سمكات، وهذا ناهيك عن سعرها المتوسط الذي يمكن تحديده ما بين سعر الكيلوغرام من سمكة "البلميدا"، وسعر الكيلوغرام من سمكة "الفريدي"».

سمكة الزلاق الرمادية

أما التاجر "رامز ياسين" من ساحة السمك في المدينة أيضاً، فقد أوضح أن لحمة "الزلاق" شهية في القلي لكنها غير متماسكة، ويتخللها الكثير من الحسك، مضيفاً: «لسمكة "الزلاق" عدة أنواع منها: المائلة إلى اللون الأحمر، والمائلة إلى اللون البني، ومنها أيضاً المائلة إلى اللون الرصاصي أو الأخضر، وذلك نتيجة للون التربة البحرية التي تعيش فيها».

ويتابع السيد "رامز": «ملمس سمكة "الزلاق" لزج جداً، فيمكن أن تسقط السمكة من اليد خلال عملية حملها، ويعتقد أن لزوجتها الشديدة هي سبب مهم في تسميتها المميزة».

سمكة الزلاق الملونة