سمكة من الأسماك الأساسية في مياهنا البحرية، لها أربعة أنواع تختلف عن بعضها بشكلها ولونها ومكان تواجدها، فهي تتنقل ما بين المرعى الصخري والرمي والرغل.

هي سمكة "اللقس" البلدية ذات الطعم الشهي المرغوب والمحبوب بين بقية أقرانها من الأنواع المتوسطة الحجم والصغيرة، وهذا ما أكده السيد "محمد علي" لمدونة وطن "eSyria" خلال زيارتها ساحة السمك في مدينة "بانياس" بتاريخ 14 آذار 2014، حيث قال: «عندما أرغب في تناول سمك جيد اللحم من حيث الكمية المتوافرة فيه، أشتري سمكة "اللقس"، وهنا لا أهتم بنوعيتها إن كانت صخرية أم رملية -أي من حيث الغذاء- لأن طعمها المميز شهي بكلا النوعين، حيث أختار السمكة ذات الحجم المتوسط الذي يناسب طريقة القلي بالزيت النباتي.

السمكة التي تعيش في المياه الصخرية تتوافر أكثر من السمكة التي تعيش في المياه الرملية، لأن وسائل الصيد الجائر كالمتفجرات، لا تؤثر فيها بشكل كبير مقارنة مع الأسماك التي تعيش في المياه الرملية

وهذه السمكة تتميز عن بقية أقرانها من الأسماك المتوسطة الحجم والصغيرة بكثافة لحمها الأبيض وقلة حسكها، ما يجعل أطفالي يرغبون في تناولها دون الخوف من الحسك.

إضافة إلى أنها غنية بالفيتامينات والبروتينات والفوسفور أكثر من قريناتها من ذات الحجم، وذلك نتيجةً لطبيعة غذائها في الأعماق».

وللتعرف أكثر على هذا النوع من الأسماك البلدية "اللقس" التقينا تاجر السمك في مزاد بيع السمك ضمن ما يعرف بساحة السمك، السيد "رائد موسى"، وهنا قال: «سمكة "اللقس" بتعدد أنواعها التي تصل إلى أربعة، من الأسماك التي تنمو وتعيش في مياهنا البحرية، بخلاف نوع واحد منها يعيش ويغادر مياهنا البحرية فترة زمنية قصيرة، خلف غذائه المهاجر، ليعود إلى مياهنا للتكاثر والنمو من جديد.

ولهذه السمكة أربعة أنواع مختلفة عن بعضها بالشكل، والنوع الأول منها يعرف بـ"اللقس الحفش"، وهو سمك ينمو في المراعي الصخرية القاسية، وهو ذو شكل وحجم كبير مقارنة مع بقية الأنواع الأخرى من "اللقس"، وعلى جسده الانسيابي والمسطح ألوان متعددة ومختلفة عن لونه الأساسي القريب من البني المائل إلى السواد، وهي ألوان ذهبية على شكل بقع دائرية، وتتميز لحمته بأنها لزجة دسمة، أو ما يعرف بعرف الصيادين "ماوية"، ويمكن صيدها بواسطة شبك الشرك "السنارة" على أعماق متوسطة تصل إلى أربعين قامة بحرية، والقامة البحرية تقدر بنحو 1.70 سنتيمتراً.

أما بالنسبة إلى طريقة طهوها فتكون بحسب حجمها، فالصغيرة منها تقلى، والكبيرة تشوى على الفحم، وأغلب المحبين لتناولها يرغبون في النوع الصغير، أو ما يعرف بالحبة الصغيرة.

في حين أن النوع الثاني من سمكة "اللقس" يعرف بـ(111)، وهو ذو غذاء رملي، ويتميز بلون لحمته البيضاء الناصعة، وقد عرف بـ(111) لوجود ثلاثة خطوط عرضية بألوان مغايرة للونه الأساسي الذي يغطي كامل الجسم، وهذه السمكة مقيمة في مياهنا البحرية ولا تهاجر، لتوافر الغذاء المحبب لها، ويمكن اصطيادها بواسطة شبك الشرك كما النوع الأول.

ومن المعروف أن لحمتها من أشهى أنواع "اللقس"، ويمكن أن تقلى أو تشوى بحسب حجمها، والمميز فيها أن الحبة الكبيرة منها أشهى من الحبة الصغيرة، حيث يكون الوزن الأفضل لها ولشيّها نصف كيلوغرام وما فوق، وصولاً إلى الكيلوغرام.

كما أن للحمتها البيضاء دوراً في نكهتها اللذيذة، ولها دور أيضاً في سعرها المرتفع، الذي يصل إلى ضعفي سعر بقية أنواع "اللقس"».

وفي لقاء مع تاجر السمك "سليمان العتم" تحدث عن النوع الثالث المعروف بـ"القريدين"، فقال: «هذا النوع من "اللقس" يعرف بالصياد أو المتنقل بين نوعي المياه -أي مياه الغذاء الصخري ومياه الغذاء الرملي- ولكنه يعيش في الأغلب على حرف الصخر القاسي أو ما يعرف بالمكسر، وهو النوع الوحيد الذي يهاجر في فترات زمنية غير معلنة، بحثاً عن طعامه الذي يصطاده بنفسه، والذي هو عبارة عن السمك الحي الصغير أو المعروف بسمك "البزرة".

ويمكن اصطياده بشباك الشرك، وبـ"الشحطاطة" وهي عبارة عن خيط صيد في نهايته سمكة "فخ- طعم" بلاستيكية صغيرة، تُجر ضمن المياه لتبدو وكأنها فريسة حية.

أما بالنسبة إلى لحمته فهي قريبة من لحمة "اللقس" الصخري، وتعيش في الأعماق المتوسطة؛ أي ضمن عشرين متراً تقريباً.

النوع الرابع من "اللقس" يعرف بلغة الصيادين بـ"سبير"، وهي سمكة لحمتها متوسطة الدسامة، وشكلها صغير مقارنة مع "اللقس" الصخري، ولكنها بالعموم لا تتوافر بكثرة، ولا أحد يدرك لماذا، وهي تعيش ضمن مياه رملية صغيرة تحيط بها الصخور، أو ما يعرف بالرغل، حيث تستخدم المياه الرملية للبحث عن الطعام، أما الصخرية فلقضاء بقية وقتها بعد تناول هذا الطعام.

وتعيش هذه السمكة في المياه ذات الأعماق التي تتراوح ما بين خمسة عشر متراً وخمسة وعشرين متراً، ويمكن اصطيادها مع بزوغ الفجر، حيث تخرج من مخابئها الصخرية بحثاً عن الطعام، ويتم ذلك بمد شباك الشرك، وفقاً لجهاز تحديد الأعماق والمواقع الصخرية والرملية».

وقد أشار تاجر السمك في الساحة السيد "بشير موسى" إلى أمر هام وهو بحسب قوله: «السمكة التي تعيش في المياه الصخرية تتوافر أكثر من السمكة التي تعيش في المياه الرملية، لأن وسائل الصيد الجائر كالمتفجرات، لا تؤثر فيها بشكل كبير مقارنة مع الأسماك التي تعيش في المياه الرملية».