كثرت الأقاويل والأحاديث عن سوار "ابن سينا" يوضع في اليد كعلاج من بعض الأمراض، للنساء والرجال على حد سواء، وعن ماهية هذا السوار وما مبدأ عمله وتركيبته وما الفائدة منه، وهل هو ذو آثار سلبية أم ايجابية، وخاصة أنه متواجد في جميع الصيدليات وربما قد يوصف من قبل طبيب مختص أيضاً؟ ولكن من هو صاحب الكلام الحكم في هذه الأقاويل والأحاديث؟

لذلك eSyria قام بطرح هذا السؤال على بعض من المستخدمين لهذا السوار وبعض من المختصين به كعلاج أو وصفه طبية، وكانت البداية مع السيد "علاء حمود" أحد المستخدمين له منذ عدة سنوات، حيث يقول: «استخدم سوار "ابن سينا" منذ حوالي خمس سنوات ولم أنتزعه من يدي أبداً ليبقى عمله فعالاً ومنتظماً ومؤثراً على الصحة العامة للجسم، وهذا ما أخبرني به بعض الأصدقاء حين نصحوني بارتدائه، عندما أخبرتهم أني أعاني من كهربائية ساكنة تتفرغ عند ملامسة أي شيء أو أي شخص، وذلك حسب نوع الثياب التي أرتديها إن كانت صوفية أو قطنية، وبالتأثر المباشر مع حالة الطقس الجاف».

لقد ارتديت هذا السوار الذي يطلق عليه سوار "ابن سينا" منذ فترة بعيدة نتيجة لنصيحة إحدى صديقاتي بعدما أخبرتها بانطلاق شرارات كهربائية مني حين ملامستي للمعدن كباب السيارة أثناء فتحه وإغلاقه، أو عند مصافحتي لأي شخص آخر ما يشعرني بالتوتر، والحمد لله بعد ارتدائه لم أعد أعاني من هذه الشرارة الكهربائية أبداً والتي كانت تشعرني بالحرج من الأشخاص الآخرين

ويتابع: «هذه الأساور عبارة عن أساور نحاسية بيضاء لا تصدأ أبداً ومبدأ عملها كيميائي بحت، واخترعها "ابن سينا" من عهود قديمة للتخلص من الشحنات الكهربائية الساكنة المتولدة نتيجة الاحتكاك أثناء الحركة وفق بعض المعايير لنشوئها كنوع اللباس وحالة الطقس، طبعاً هذا ما هو معروف عنها، ولكن أنا شخصياً لم أجد أي تغيير بعد وضعها في معصمي منذ ذلك الحين، والأهم من هذا أنها لا تملك آثار سلبية على الجسم عندما لا تنفع، وكما قلت جميع هذا الكلام هو حديث متناقل».

الأستاذ "علاء حمود "

أما الآنسة "صبا عمران" فقد كان لها رأي آخر حول الفائدة من هذا السوار حيث تقول: «لقد ارتديت هذا السوار الذي يطلق عليه سوار "ابن سينا" منذ فترة بعيدة نتيجة لنصيحة إحدى صديقاتي بعدما أخبرتها بانطلاق شرارات كهربائية مني حين ملامستي للمعدن كباب السيارة أثناء فتحه وإغلاقه، أو عند مصافحتي لأي شخص آخر ما يشعرني بالتوتر، والحمد لله بعد ارتدائه لم أعد أعاني من هذه الشرارة الكهربائية أبداً والتي كانت تشعرني بالحرج من الأشخاص الآخرين».

في حين أكدت السيدة "نجلاء علي" أن هذا السوار الذي اشترته من الصيدلية بخمسين ليرة سورية يجب ألا يضعه في معصمه سوى الشخص الذي وضعه في معصمه أول مرة، دون معرفتها ما هو السبب أو إن كان هذا كلام صحيحاً أم لا.

الدكتورة "أحلام مصطفى"

حيث تضيف: «لقد كنت أعاني من آلام في مفاصلي وأسفل ظهري ورقبتي وبشكل مستمر ومزعج جداً، فاقترح عليّ زوجي تجربة سوار "ابن سينا" الذي سمع عنه من زملائه في الوظيفة، وكان الأمر، ووضعه في معصمي، وبعد عدة أسابيع تحسن وضعي الصحي وأصبحت أفضل ولم أعد أعاني من الآلام في المفاصل والرقبة، حيث بعد تحسني نزعته من معصمي وبعد فترة وجيزة عاد إلي الألم وبشكل أكبر، فاضطررت إلى وضعه مرة أخرى، فسألت الصيدلانية التي باعتني إياه عن إمكانية نزعه، وأخبرتها بما حدث معي عندما نزعته، فأجابتني أنه يجب عدم نزعه أبداً بعد وضعه أول مرة ليتمكن من الاستمرار في أداء وظيفته على أكمل وجه ممكن، ويجب أيضاً ألا يضعه أحد آخر في معصمه غير صاحبه، لأن السوار يكون قد تفاعل وانتظم عمله مع دورة الدم في الجسم الأول الذي وضع عليه».

ولإتمام المعرفة الكاملة حول حقيقة هذا السوار ومدى الفائدة المرجوة منه، وهل هو بالفعل سوار علاجي، التقينا الصيدلاني "حسان ميهوب" الذي يبيع هذه الأساور في صيدليته حيث قال: «أنا أعتقد أن سوار "ابن سينا" هو حصيلة تجارب وأعمال علمية متعددة منذ القدم، حيث كان النحاس يستخدم في ذلك الوقت لأسباب علاجية مختلفة، كما هو معروف ومتناقل عبر الروايات والحكم القديمة جداً، إضافة إلى أنه وجد في الكثير من قبور الملوك والسلاطين وقدماء الآشوريين والمصريين وغيرهم من الأمم السابقة، ما يدل بالتأكيد على استخدامهم لسوار النحاس في عملياتهم العلاجية».

الصيدلاني "حسان ميهوب"

ويتابع: «لقد أثبتت الأعمال الحديثة للفيزيائيين الأكثر شهرة مثل البروفيسور "أرسونفال" و"لافوفسكي" وغيرهما من الفيزيائيين تأثير الإشعاعات الكهرطيسية على أعراض التهاب المفاصل خاصة، وعلى الروماتيزم والتهاب الأعصاب وآلام العضلات والمفاصل وعرق النسأ عامة، لذلك تمت إعادة تصنيع النحاس كسوار "ابن سينا" وفق نظم وبرامج خاصة ليعمل كمنظم حقيقي للكهرباء الساكنة الفائضة، ويؤثّر على الإشعاعات الكهرطيسية التي تؤثر بدورها على الظواهر الحيوية البيولوجية لدى الإنسان».

للسوار أنواع مختلفة وطريقة معينة أيضاً لاستعماله يوضحها الصيدلاني "حسان" بقوله: «يوجد من هذا السوار في وقتنا الحالي نوعان الأول سوار أحمر والثاني أبيض اللون أي مبيّض، ويجب أن يلبس بشكل دائم ليلاً ونهاراً وحتى أثناء الحمّام، حيث إن الرطوبة والحرارة وحموضة الجلد والتعرّق تعمل على ظهور الأكسدة على الوجه الداخلي للسوار والتي تنتقل بدورها على الجلد على شكل بقع خضراء من أوكسيد النحاس، وينصح بتنظيف السوار من الداخل وإعادته إلى المعصم فوراً لإتمام عمله وبشكل منتظم والحفاظ على مسافة فارغة بين طرفيه».

في حين كان الرأي العلمي التخصصي الثاني للدكتورة "أحلام مصطفى" اختصاصية في الأمراض العصبية واستقصاءاتها، حيث قالت: «تندرج فكرة العلاج بسوار "ابن سينا" النحاسي تحت فكرة العلاج الطبيعي، وأنا شخصياً لم أصفها لأي مريض، أو استخدمها عملياً، ولكن رأيتها في أيدي بعض المرضى والمراجعين لدي الذين سمعوا عنها وأحبوا تجربتها، فمنهم من قدمت له الفائدة ومنهم لا، وهذا ما يجعلني متأكدة أن علاجه يعتمد على العلاج بالإيحاء النفسي وهذا على المدى المنظور، أي إن تأثيره نفسي على المريض، وكل حسب استجابته لهذا الإيحاء، وأنا لا أصفه لأحد ولكن عند التأكيد عليه من قبل المريض لا ضرر من وصفه، حيث لم يثبت إلى هذه اللحظة من أنه ذو أثر سلبي على الصحة العامة، بل كان عامل مساعد في العلاج».