فرضت وجودها المتميّز على الساحة الأدبية داخل "سورية" وخارجها من خلال ثقافتها الواسعة ورقي أسلوبها وحضورها اللطيف، فكتبت الشعر وأبدعت بحياكته وسبكه، أما روايتها فقد كانت جواز سفرها إلى عالم الكتابة الورقية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 أيار 2020 الأديبة "وراد خضر" لتتحدث عن نشأتها وأبرز الداعمين لها في موهبتها الأدبية فقالت: «في "سورية" كانت صرختي الأولى، صرختي لم تكن قصيدةً عاليةً، لكنها كانت المطلع الجميل للبيت الأول الذي سكنته وسكنني، وهنا بين صدرها وعجزها كبرت.

صبية شفافة مرهفة، وشاعرة واعدة من بيت أدبي راق، فوالدها شاعر كانت له مكانةٌ في الوسط الأدبي وحضورٌ خاصٌ ومميّز، ومن الواضح أنها أخذت عنه أحلى ما فيه، كما أن والدتها مثقفة، وتتميز بالرقي والوعي، وكذلك عنها أخذت أجمل ما فيها. عرفت "وراد" ابنةً نديّة الحضور، لسطورها شاعرية حلوة فكراً وأسلوباً، وهي عذبة الحديث، ذكية ومثقفة واجتماعية، وقد تعاونت معنا عدّة مرات في الحضور الشعري والتقديم ما بين المركز الثقافي واتحاد الكتاب والمنتدى الثقافي، وقد قامت بمهمتها على أكمل وجه وأجمل صورة

وفي بيت دافئ تعلمت الكبرياء دون تكبر، وتعلمت الشموخ حتى فهمت أنفاس السنديان، وقرأت الألفة والحب، حتى أيقنت بأنّ الياسمين الشامي يعرش بين شغاف القلوب، كان الشعر نافذتي إلى الحياة والحرية والانعتاق، وإن كانت الوراثة تنقل الصفات بين الأجيال، فقد خصتني بموهبة الكتابة التي ورثتها عن أبي "عدنان خضر"، ذلك الشاعر الذي أقرأه بعد ثلاثة عقود في كتاب يحمل أحلامه وثوراته وذاكرته التي لم يسمح لي موته المبكر بأن أتلقاها من لسانه وعذوبة صوته، أما أمي التي كانت امرأةً قبل وفاة والدي، تحولت إلى قلعة فولاذية بأسوار عملاقة، وكنا كلما هاجم طفولتنا رصاص اليتم، تزداد قوةً ومنعةً، لقد أنهكتها الحروب، ولكنها ما تزال راسخةً كآثار "تدمر"، وفي داخلها ما زالت "زنوبيا" عصيةً على الاستسلام، وبقيت لي المنار والضوء اللذين مشيت بهما باتجاه الكتابة، أما "هادي" ذلك الرجل الذي استطاع مواساتي بوفاة "زوربا" عندما أبكتني الرواية اليونانية، كان الصديق والأب والأخ والزوج الداعم الذي لم يتوانَ عن التشجيع والحضور الدائم لمختلف الأمسيات داخل "سورية" وخارجها».

من الجوائز

وتتابع: «في وسطٍ أدبي ثقافي، حظيت بلقاء العديد من القامات الأدبية، ورجالات الأدب الذين تربطني بهم ذكرياتٌ طفوليةٌ، فقد كانوا الحاضنين والمشجعين لموهبتي، أما مدينتي فقد كانت هي المنبر الأول الذي بدأت الوقوف من خلاله كشاعرة.

بوصلتي الشعرية كانت والدي، فبدأت بديوانه "أغنيات مجرحة" بعد وفاته، وعلى الرغم من بلاغة شعره وصعوبة إدراكه لطفلة في الصف الخامس، إلا أنني لم أنم يوماً قبل تلاوة شيء من ديوانه، وأيضاً قرأت لكبار الشعراء القدامى والمعاصرين، من مختلف البلدان العربية، والبعض تربطني بهم صداقةٌ نشأت بعد نشر كتاباتي في مجلة ومنتدى "صدانا الثقافية"، والتي تضمّ نخبة أدباء وشعراء ومثقفين من الوطن العربي».

من أحد التكريمات

وعن كتاباتها وإصداراتها والمشاركات تقول: «القصيدة تفرض نفسها على حروفي وأفكاري وتخيلاتي، ككائن فريد يحيا ويفرح ويحزن ويتألم، يلهمني الوطن كما تلهمني الغربة في الوطن، يلهمني الفراق والأمومة والطفولة والحب والحرب والسلم والنضال، ففي الكتابة نمارس الحياة مع الأمل والخوف والنجاح والموت بكل طقوسها، كتبت الشعر العمودي وهو الأقرب إلى نفسي، لأن إنجاب القصيدة يمر بمرحلة المخاض، وليس أجمل من ولادة مخلوق متكامل بالوزن والمعنى واللغة، كما أكتب شعر التفعيلة، والشعر المحكي، وإلى جانب الشعر أيضاً أكتب الرواية، وروايتي التي حملت اسم "جواز سفر" كانت جواز سفري إلى عالم الكتابة الورقية، وقد صدرت في العام 2019، عن دار الهندسة والأدب للطباعة والنشر والتوزيع، بموافقة من وزارة الثقافة، وعنها نُشرت دراستان نقديتان، الأولى في مجلة "الأسبوع الأدبي" الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب في "دمشق"، والثانية في مجلة "الشارقة" الثقافية الصادرة عن دائرة الثقافة في "الشارقة"، وقد كان لي الكثير من المشاركات داخل "سورية" وخارجها، وقد حصلت على العديد من التكريمات».

ومن كتاباتها قصيدة بعنوان "شوق" تقول فيها:

بدأت بلهفة العشاق شعري

فهلّ ربيع موهبتي وفكري

ولاحت لي ورود الحب شعراً

كباقة أحرفٍ بيضٍ وحُمر

فجئت إليك يسبقني طريقي

بكل خواطر العشاق يجري

بقلبٍ في غيابك كم تلظى

بنار صبابة تجتاح صبري

فأنت رفيق دربي كل يوم

إلى عمر من الأحلام خضر

أتيت إليك تحملني القوافي

ف تاه البحر في مد وجزر

أنا يا ملهم الكلمات حرفٌ

بلا روحٍ إذا ضيعت سطري

وأنت الروح تسكبها الأماني

بكل براعة في كل شطر

كتبتك في عيوني بيت شعرٍ

فهل يرقى حضورك ؟ أيّ شعر

الأديبة "لينا حمدان" قالت عنها: «صبية شفافة مرهفة، وشاعرة واعدة من بيت أدبي راق، فوالدها شاعر كانت له مكانةٌ في الوسط الأدبي وحضورٌ خاصٌ ومميّز، ومن الواضح أنها أخذت عنه أحلى ما فيه، كما أن والدتها مثقفة، وتتميز بالرقي والوعي، وكذلك عنها أخذت أجمل ما فيها.

عرفت "وراد" ابنةً نديّة الحضور، لسطورها شاعرية حلوة فكراً وأسلوباً، وهي عذبة الحديث، ذكية ومثقفة واجتماعية، وقد تعاونت معنا عدّة مرات في الحضور الشعري والتقديم ما بين المركز الثقافي واتحاد الكتاب والمنتدى الثقافي، وقد قامت بمهمتها على أكمل وجه وأجمل صورة».

يذكر أنّ الأديبة "وراد خضر" من مواليد "طرطوس" عام 1981، حاصلة على إجازة في الهندسة المدنية من جامعة "تشرين" عام 2005.