شغفُه باللغة الإنكليزية دفعه للإبداع والتميّز، فكان جواز سفره ليطوف بعض البلدان العربية، ويكمل دراسته في "المملكة المتحدة"، ويتبوأ بعض المناصب العلمية والإدارية، فهو رئيس قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب، وعمل نائباً لعميد الكلية وأنجز العديد من الأبحاث والدراسات في مجال اللغة الإنكليزية وعلومها.

كان لمدوّنةِ وطن "eSyria" وقفةٌ مع الدكتور الباحث "أحمد محمد حسن"، بتاريخ 12 كانون الأول 2019، ليحدثنا عن رحلة كفاحه منذ الطفولة، قائلاً: «ترعرعت في منطقة تعتبر قطعة من الجنة بجمالها في قرية في ريف "صافيتا" تدعى "بشبطة"، أنجبت العديد من القامات الثقافية والعلمية، تربوا في أحضانها وارتووا من مائها، ضمن ظروف مادية صعبة، إذ كنا نضطر للسير مسافة أكثر من 3 كم لنصل سيراً على الأقدام إلى الثانوية في القرية المجاورة، لنكمل تحصيلنا العلمي، فخلقت لدي الظروف المعيشية الصعبة تحدياً وإصراراً لتحسين وضعي المعيشي، فحصلت على الثانوية عام 1979، بعلامات تؤهلني لدراسة أحد فروع الهندسة، لكن شغفي بدراسة اللغة الإنكليزية دفعني لدخول كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة الإنكليزية في جامعة "تشرين"، فتميزت خلال دراستي في السنوات الأربعة لأكون دائماً بين الثلاثة الأوائل، ويحضرني أنني في الثاني والثالث الثانوي والسنوات الأولى من دراستي الجامعية، كنت أعمل في ميناء "طرطوس" في الصيف، فكنت أحصي حمولة البواخر من أكياس سماد أو سكر التي تصعد وتنزل من الباخرة، وكان يستهويني أن أقوم بمحادثة الأجانب باللغة الإنكليزية عندما أشاهد أحدهم في المرفأ، لذلك تميزت في دراستي وحصلت على إجازة في اللغة الإنكليزية عام 1983، وحزت على فرصة للحصول على درجة دبلوم الدراسات العليا في اللغة الإنكليزية من جامعة "ستراثكلايد" في "غلاسكو" في "المملكة المتحدة" عام 1986، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في علم اللغة باختصاص علم النحو من الجامعة نفسها عام 1990، وعند عودتي لوطني "سورية" عينت عضو هيئة تدريسية في جامعة "البعث"».

ربما لا تسعفني الكلمات في إعطاء الدكتور "أحمد" حقه، فهو الأخ والصديق والزميل، تعلمنا منه أن المستحيل يتحقق مع الإصرار والعزيمة، وأن الأفكار الملهمة تحتاج إلى من يغرسها في عقولنا ويوليها كل الرعاية، وقد ارتبط اسمه بالنجاح الكبير والسمعة الطيبة وإنجازاته العلمية خير دليل

وتناول نشاطه الأكاديمي، قائلاً: «شاركت خلال مسيرتي بالعديد من المؤتمرات البحثية منها: مؤتمر الجمعية اللغوية البريطانية "LAGB" في جامعة "إكسيتر" في "المملكة المتحدة" عام 1988، وشاركت بمؤتمر آخر عام 1989 في مدينة "مانشستر" للجمعية نفسها، وكانت لي مشاركة بحثية في الندوة الوطنية الأولى حول تطوير تعليم اللغة الإنكليزية في الجامعات السورية في جامعة "تشرين" عام 1994، ومشاركة بجامعة "اليرموك" في "الأردن" ببحث في المؤتمر الدولي الثالث عشر للألسنية والأدب والترجمة عام 1996، أما آخر مشاركاتي فهي في جامعة "البعث" عام 2019، ببحث في ندوة اللغات الحية بين التواصل والتداولية في المعهد العالي للغات».

الدكتور أحمد حسن والدكتور إلياس خلف

وعن مسيرته المهنية، قال: «تنقلت خلال مسيرتي المهنية بين المدارس الثانوية في مديرية تربية "طرطوس" للتدريس ولاحقاً في جامعة "البعث" كمعيد، لأنتقل بعدها لتدريس مقررات اللغة والقواعد والصوتيات واللغويات العامة والترجمة وغيرها في كلية الآداب في جامعتي "البعث" و"تشرين"، إضافة لتدريس مقررات (علم النحو وعلم الدلالة واللغويات الاجتماعية والنفسية) في برنامج ماجستير الدراسات العليا في جامعة "تشرين"، وكان لي دور الإشراف على رسالة ماجستير في اللغويات "النحو" بعنوان: (نظرية المعايير وتعلم اللغة الأجنبية) في جامعة "تشرين" 1995، ثم حصلت على فرصة لتدريس مقررات اللغة الإنكليزية والكتابي والتعبير وعلم اللغة في قسم اللغة الإنكليزية في جامعة "عمّان الأهلية" في "الأردن"، ثم انتقلت لتدريس بعض مقررات القراءة والكتابة في جامعة "الخليجية للعلوم والتكنولوجيا GUST" في دولة "الكويت"، ثم قمت بتدريس مقررات اللغة الإنكليزية والكتابة والقراءة والمحادثة ومقدمة في علم اللغة والنحو والصرف وعلم اللغة التطبيقي واللغويات الاجتماعية والنفسية واكتساب اللغة وعلم الأصوات والصوتيات وعلم النحو التحويلي وغيرها من مقررات قسم اللغة الإنكليزية بكلية الآداب في جامعة "الكويت" الحكومية، وكان لي دور بتدريس الكثير من دورات (التوفل والآيلز) واللغة الإنكليزية العامة، واللغة الإنكليزية لأغراض خاصة (ESP) في مركز خدمة المجتمع وفي مكتب التطوير الإداري والتدريب في جامعة "الكويت" في معهد الدراسات المصرفية بوزارة المالية الكويتية، ودققت العشرات من المقالات والأبحاث المترجمة لمجلة "الثقافة العالمية"، التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والإعلام في دولة "الكويت"، وقمت بالإشراف على العديد من رسائل الماجستير في برنامج الدراسات العليا شعبة الدراسات اللغوية، وأقوم منذ عام 2010 حتى الآن بالمشاركة في عشرات لجان المناقشة والحكم على رسائل ماجستير في مجال الدراسات اللغوية وتنظيم الكثير من الدورات اللغوية والإشراف عليها في شتى المستويات في قسم تعليم اللغة الإنكليزية في المعهد العالي للغات في جامعة "البعث"».

تناول الدكتور "إلياس خلف" رفيق كفاحه مسيرته، قائلاً: «التقيت الدكتور "أحمد" منذ أكثر من ثلاثين عاماً حين كنا معيدين نستعد للسفر إلى "بريطانيا"، لمتابعة تحصيلنا العلمي، فعهدته يتسم بحضور مميز، وبشخصية تحمل كاريزما مميزة.

الدكتور موريس العمر

نال درجة دبلوم الدراسات العليا ثم درجة الدكتوراه، وعاد إلى الوطن ليمارس مهنة التعليم النبيلة، فهو يرى في العلم نوراً وفي التقاعس انهزاماً وتقصيراً، بهذا جسَّد أخلاقيات العمل الحقيقية، منطلقاً من إحساسه بالواجب نحو الأجيال الشابة التي يراها أمانة في أعناقنا، وأرى به بهجة القسم برمته، فهو مرح بشوش في لحظات اللهو، وجاد رصين أثناء المحاضرات والجلسات العلمية، اعتاد طلابه أن يروا البشاشة تزين محياه، وقد أبلى بلاء حسناً حين تسلم مناصب إدارية، ذلك لأنه مستمع ماهر، يصغي بانتباه وبتعاطف إلى المراجعين، ويحاورهم في سبيل فهم دقائق مشكلاتهم، ويبادر إلى مساعدتهم على الفور، فأبواب مكتبه مفتوحة للجميع، حيث يؤكد ابتعاده عن سياسة التسويف الإدارية التي تقوم على تأجيل معالجة القضايا، ويمقت الشكليات والإجراءات البيروقراطية التي تشل حركة العمل وتقف عائقاً في وجه التطوير».

أما الدكتور "موريس العمر"، فقال: «ربما لا تسعفني الكلمات في إعطاء الدكتور "أحمد" حقه، فهو الأخ والصديق والزميل، تعلمنا منه أن المستحيل يتحقق مع الإصرار والعزيمة، وأن الأفكار الملهمة تحتاج إلى من يغرسها في عقولنا ويوليها كل الرعاية، وقد ارتبط اسمه بالنجاح الكبير والسمعة الطيبة وإنجازاته العلمية خير دليل».

الدكتور أحمد حسن خلال أدائه أحد مهامه

ويذكر أن الدكتور "أحمد حسن" من مواليد "صافيتا" عام 1960.