قدّم الأديب "حسن بزاقي" خلاصة تجربته الأدبية الطويلة على هيئة ملتقى ثقافي أسماه: "ملتقى البيادر الثقافي"، في محاولة خلق حالة حوار تفاعلي بناء، يكسر حاجز رهبة الجمهور، فجذب الشباب اليافعين الموهوبين بحب وتفانٍ، وأنتج كتابه الأول: "غلال من بيادرنا".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 آب 2018، الأديب "حسن بزاقي" ليحدثنا كبداية عن رحلته الأدبية منذ بدايتها، وقال: «بدأت كتابة بعض المقطوعات الأدبية في سن السادسة، وهي بداية مبكرة كان سببها والدي الذي شجعني على قراءة الكتب المختلفة، ومنها الأدبية والفلسفية، وكذلك القرآن الكريم، ونهج البلاغة، والأغاني ولسان العرب لـ"ابن منظور"، كما قرأت الكثير من الآداب الأجنبية، وهو الأمر الذي كوّن لديّ مخزوناً مهماً من المفردات الموزونة».

هو يعمل على خلق حالة ثقافية تنويرية متطورة والتعاون مع مثقفين ومثقفات لإنتاج الملتقيات الأدبية التفاعلية التحفيزية وتبني مخرجاتها. لقد كان له الفضل الكبير في ظهور الشباب الموهوبين المندفعين، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتشجيعهم على المبادرة والخوض أمام الجمهور، وبعضهم جهزوا مجموعاتهم للطباعة

مع أن بداياته الأدبية كانت مبكرة جداً، إلا أن منتجه الأدبي كان متأخراً من ناحية الوقت، وأضاف: «في البدايات كنت أنشر في مجلتي "الحرية" و"الهدف"، وقليلاً في الصحف الرسمية، وكتبت العديد من الخواطر الأدبية والنصوص النثرية، ولم أستطع طباعة مجمل ما كتبت نتيجة ضيق الحال، علماً أن لدي ثماني مجموعات ومخطوطات، وعدداً من المحاضرات الفكرية أتممت تنسيقها حالياً، وقد ألقيتها خلال السنوات السبع الماضية.

غلال من بيادرنا

أما الآن، فقد أصدرت مع مجموعة من أدباء "ملتقى البيادر الثقافي" الكتاب الأول بعنوان: "غلال من بيادرنا"، كما يتم التحضير لطباعة الكتاب الثاني، وأنهيت تنسيق مجموعة شعرية نثرية بعنوان: "أرغب في الحب"، وأخرى بعنوان: "البذار"».

وعما يدفعه إلى تبني المواهب الشابة عبر الملتقى، قال: «ما يدفعني إلى هذا الأمر محاور ثلاثة؛ أولها الإمساك بيد هؤلاء الموهوبين كي يظهروا للجمهور، ويتشجعوا على الإبداع، فلا يتأخروا في نشر إنتاجهم كما حصل معي. وثانيها هو الإيمان مني بدور الكلمة في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها ثقافياً وفكرياً، فالكلمة في شرعي هي قرين الرصاص. أما الأمر الثالث، فهو بهدف تسليط الضوء على أدباء همشوا لأسباب مختلفة، واستحقوا أن يكونوا في مقدمة الشعراء والأدباء.

من فعاليات الملتقى

وعلى سبيل المثال، أذكر الشاعرين "بهجت دياب" و"محي الدين الخطيب"، وهما شاعران حقيقيان بالشعر الكلاسيكي والتفعيلة والنثر، بقيت كتاباتهما من دون نشر حتى ظهرا للجمهور عبر الأنشطة، وقدمت منتجاتهما الشعرية في كتاب البيادر الأول.

وكذلك أخذنا في الملتقى بيد شبان فتية، مثل: "علي شاليش"، و"مرام قزيحة"، و"غادة حبقة"، و"هبة محمد"، و"ضحى الجعفوري"، و"عماد نجم"، و"زينب نوفل"، و"رولا محمد"، وأطفال صغار أيضاً. أما على صعيد الفن التشكيلي، فقد اكتشفنا فنانين وفنانات أخذنا بيدهم، وأقمنا لهم العديد من المعارض، وكل ذلك كان بدوافع وطنية وتطوعية».

حضور الملتقى

وبالنسبة لمهرجان "البيادر الثقافي" الأخير، فقد كان له من وجهة نظر الأديب "حسن" رؤية مختلفة اعتمدت على مشاركة الأدباء ذوي القامات الكبيرة مع الموهوبين المنطلقين المندفعين، علماً أنه ملتقى تطوعي يهدف إلى رفع منسوب الوعي لدى اليافعين والشباب، وهنا قال: «على مدار خمسة أيام أقمنا مهرجاناً ثقافياً شارك فيه ثلاثة وخمسون شاعراً وشاعرة، من مختلف الفئات العمرية، ومختلف القدرات الثقافية، وكذلك شارك أكثر من أربعين فناناً وفنانة من مختلف الفئات والقدرات، بهدف تحقيق حوار فكري تفاعلي وكسر حاجز الرهبة فيما بينهم وأمام الجمهور، والهدف المخفي تجنيبهم مراحل مررت بها كانت عصيبة عليّ، تمنيت فيها التبني الأدبي من أي شخص».

ويتابع: «الملتقى ثقافي تطوعي لمثقفين سوريين من كتاب ومحللين سياسيين، وأدباء شعراء وقاصين وفنانين من كل صنوف الفن، نهدف من خلاله إلى تحسين الذائقة الفكرية والبصرية لدى اليافعين والشباب وسائر المواطنين تجاه المرحلة التي نمر بها، ورفع مستوى العمل الثقافي، والتصدي للغزو الثقافي والتخريب المباشر وغير المباشر، وتنمية الحس الوطني وتحصينه فكرياً».

وفي لقاء مع الفنان "محمود أحمد" أكد أن الأديب "حسن بزاقي" تميز بأسلوبه البسيط في التعامل مع الشباب الموهوبين وحسن إداراته للقضايا الثقافية، ويتابع: «هو يعمل على خلق حالة ثقافية تنويرية متطورة والتعاون مع مثقفين ومثقفات لإنتاج الملتقيات الأدبية التفاعلية التحفيزية وتبني مخرجاتها.

لقد كان له الفضل الكبير في ظهور الشباب الموهوبين المندفعين، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتشجيعهم على المبادرة والخوض أمام الجمهور، وبعضهم جهزوا مجموعاتهم للطباعة».

يذكر، أن الأديب "حسن بزاقي" من مواليد "طرطوس"، عام 1956.