نشأتها في بيئة تهتم بالقراءة والثقافة بوجه عام، كان له دوره في تكوين شخصيتها وإبراز موهبتها في الكتابة، فاتخذت من الجمال ملهماً لها، ومن عبق الياسمين عطراً لحروفها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 تموز 2018، الكاتبة "فاطمة خضر" لتحدثنا عن رحلتها في عالم الكتابة والأدب، حيث قالت: «بدأت المطالعة والقراءة في سنّ مبكرة جداً، ويعود الفضل في ذلك إلى طبيعة البيئة المنزلية التي نشأت فيها، فأمي وأبي قارآن جيدان، ولطالما اهتمّا باقتناء مختلف أنواع الكتب والروايات، وإحضار الصحف يومياً، ومساعدتنا في حل الكلمات المتقاطعة فيها، أيضاً التأثر الكبير بالمسرح "الرحباني"، الذي -برأيي- يعدّ مدرسة فكرية كاملة، تقدم ثقافة وفكراً إبداعياً مميزاً، فكان لهذا التراكم المعرفي أثره في ظهور موهبتي في الكتابة، وقد ولدَت أولى محاولاتي في الأول الثانوي، وتم نشرها حينئذٍ في صحيفة "المسيرة" التابعة لمنظمة "اتحاد شبيبة الثورة"، ولطالما كان الجمال ملهمي في كتاباتي، فقد يلهمني جمال أشاهده في زهرة، أو غروب شمس، أو وجه طفل، وحتى في حديث يحمل قيمةً مضافةً، والمواقف المتعددة التي أمرّ بها في حياتي اليومية».

أجريت معي عدة لقاءات تلفزيونية وصحفية، ولي مشاركات متنوعة ضمن الأمسيات الشعرية في عدة مراكز ثقافية، وفي مهرجان "البيادر" لأعياد نيسان، وفيه تم منحي شهادة تقدير من إدارة الملتقى، أيضاً مشاركة ضمن معرض الكتاب المتنقل، الذي كان برعاية وزارة الثقافة، وكنت ضمن مجموعة من الأدباء والشعراء المكرمين، حيث تمّ منحي درعاً تقديرياً

وعن كتاباتها وأعمالها، قالت: «المواضيع التي تناولتها في كتاباتي متعددة ومتنوعة، أما بدايتي الفعلية، فكانت مع كتاب "سلسلة حكايا الياسمين"، وقد جمعت فيه عدداً من القصائد النثرية، القاسم المشترك بينها زهرة الياسمين، التي كانت جزءاً أساسياً في كل عنوان، مقترنة مع مفردة أخرى من مفردات الوجود، وهنا اختلفت رمزية الياسمين بين كل خاطرة وأخرى، أيضاً لدي مشاركة أدبية ضمن ديوان مشترك لمجموعة من كتاب وأدباء محافظة "طرطوس"، وقد حمل عنوان: "رسائل حب من طرطوس"، وسيتم توقيع الكتاب قريباً بوجود الأدباء المشاركين ضمن مهرجان "بيت كمونة" الثقافي والرياضي، كما كانت لي مشاركة من خلال حكايات عاشقة، فقدمت فيه خمس حكايات قصيرة ترتبط بعضها ببعض، أبوح فيها عن خبايا روح أنثى من نور، أحبت بصدق، ثم كان الغياب والفقد، لأنها اختارت الأمل واستكمال السعي بفرح قادم من إيمانها بالحياة. وحالياً أعمل على مجموعة قصصية قصيرة واقعية، تحكي تفاصيل حياة عاشها واختبرها أبناء "سورية" خلال الحرب التي نعيشها، وبوجه عام تعدّ القصة القصيرة الواقعية الأقرب إليّ، لأنني أحب سماع الناس واختبار الحياة والنظرة الواقعية؛ فهي تجسد شخصيتي».

في أحد التكريمات

أما فيما يخص مشاركاتها، فقد قالت: «أجريت معي عدة لقاءات تلفزيونية وصحفية، ولي مشاركات متنوعة ضمن الأمسيات الشعرية في عدة مراكز ثقافية، وفي مهرجان "البيادر" لأعياد نيسان، وفيه تم منحي شهادة تقدير من إدارة الملتقى، أيضاً مشاركة ضمن معرض الكتاب المتنقل، الذي كان برعاية وزارة الثقافة، وكنت ضمن مجموعة من الأدباء والشعراء المكرمين، حيث تمّ منحي درعاً تقديرياً».

وضمن حديث الأديبة الشابة عن وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراتها في جيل الشباب، أشارت إلى أن هذه الوسائل لا تحمل أي سلبية برأيها، وتكمل قولها: «على العكس تماماً، فهذه الوسائل تعدّ محفزاً للقراءة لمن أراد ذلك، والخيار يعود إلى مستخدمها، وعلى الصعيد الشخصي أتاحت لي التعرف إلى عدد من الأدباء والكتّاب، إضافة إلى الملتقيات الأدبية وما ينشر فيها من محتوى أدبي، والصفحات الكثيرة المختلفة التي تنشر في مختلف المجالات سواء الأدبية أو السياسية أو الفلسفة أو الفن وغيرها، وبرأيي إن هذا التقدم التكنولوجي ثروة خفضت التكاليف على القارئ، لكن يبقى الخيار للشخص في كيفية استخدامه لها، وبالتأكيد الكتب الورقية تبقى دائماً الأشهى لعشاق القراءة الحقيقيين».

أما صديقها الكاتب "علي نزار غانم"، فيقول: «تجمعني بالأديبة "فاطمة" صداقة قديمة، زاد من قيمتها ووديتها أننا جنديان نحارب في ذات الخندق، سلاحنا القلم في سبيل نشر الحب والخير والسلام، ونحاول معاً أن ننمي المفاهيم الاجتماعية والإنسانية السامية، وقد كان لي الشرف في تنظيم حفل توقيع كتابها "سلسلة حكايا الياسمين"، وهو مولودها الأدبي الأول، الذي قدمت عبر نصوصه بحثاً عن الجمال والسلام الداخلي عبر ثلاثة وعشرين نصاً، لم تكتبها على هيئة شعر مقيد بضوابط وموازين، بل هي أقرب إلى خواطر نثرية وجدانية، وتجربتها في الكتابة لم تكن عبثية أو من دون انتقائية في الترتيب، بل كانت جزءاً مما يجول في بقايا الذاكرة والصراع بين البشر، وصمود الحب الحقيقي، ومن خلال ما كتبت رأينا أن الحياة تليق بعشاق الياسمين».

ومن كتاباتها:

"كان الليل يزحف بجمال لا متناهي ليُغطي هذا الكون...

فوضى سعادة في قلبي...

فأنا لا أريد لألوان الشمس التي تتراقص أمامي على مياه البحر أن تكف عن الرقص.

وبنفس اللحظة كان يغريني جمال الليل..

لكن الثابت الوحيد أنني لم أكن أملك الرغبة أبداً بأن تنتهي المسافات على ذاك الطريق... كلما قَصُرت كان يُغريني المزيد.

انتهى الطريق....

لكن الطرقات جميعها ما زالت مفتوحة أمام الحُلم.

فطريقٌ آخر مُعَبّد بالجمال لا بالإسفلت، وحده الذي يُغري هذا القلب".

يذكر أن الكاتبة "فاطمة خضر" من مواليد مدينة "طرطوس"، درست الاقتصاد في جامعة "طرطوس"، وعملت في مجال دراستها، إلى جانب تدريس اللغة الإنكليزية منذ خمس سنوات حتى الآن.