رسمت من حروفها كلمات متناغمة شكلتها على هيئة قصيدة. يظهر تأثير الطبيعة واضحاً في كتاباتها التي لم تقتصر على نوع محدد من الأدب، وكما كان لها من اسمها نصيب من العطر والألق، كان لقارئ كلماتها نصيبه من السرور والنشوة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 نيسان 2018، الكاتبة "نسرين بدور" لتحدثنا عن رحلتها في عالم الكتابة والأدب منذ بدايتها، حيث قالت: «بدايتي مبكرة جداً، حيث كنت لا أزال في المرحلة الابتدائية، حينئذٍ اكتشفت موهبتي، ولاحقاً تابعت الدراسة وتعلمت علم العروض وبحور الشعر، وشروط القصيدة النثرية، والتفعيلة، والقصة، والرواية. وقد قرأت للكثيرين من الشعراء والكتّاب، أذكر منهم: "نزار قباني"، و"أحمد شوقي"، و"بدوي الجبل"، و"غادة السمان"، وغيرهم. وأقرأ باهتمام لأغلب الأصدقاء المبدعين والحاضرين في الساحة الأدبية، ولطالما كان ملهمي في الكتابة الحدث والحالة، فقد يكون الوطن أو الشهيد أو الأم أو الحبيب أو الصديق، والطبيعة بكل تفاصيلها. وقد كان للعائلة التأثير الإيجابي الأكبر، والفضل والدعم؛ فهي كانت ولا تزال نبض قلمي، وكل نجاح هو هديتي لها. أما البيئة، فيظهر تأثيرها الواضح في أعمالي، والبداية من اسمي الذي يعني الوردة البيضاء، ولكل امرئ من اسمه نصيب، وأنا نصيبي من الورد العطر والعبق والألق، ومن الطبيعة الإلهام والسحر والقوة».

شاركت خلال السنوات الثلاث الماضية بخمسة وثلاثين مهرجاناً في عدة محافظات، وكان يتم تكريمي بعد كل مشاركة من قبل وزارة الثقافة بشهادة تقدير، كما شاركت بالكثير من الأمسيات والظهريات الأدبية والنشاطات في الملتقيات والجمعيات التي أنتسب إليها، إضافة إلى عدد من المقابلات الإذاعية والتلفزيونية والصحفية

وتتابع: «كتبت الأجناس الأدبية جميعها؛ من القصة القصيرة جداً، والقصة القصيرة، والومضة، والشعر العمودي، وشعر التفعيلة، وكتبت النثر، والمحكي، إضافة إلى الأغاني الوطنية والعاطفية والشعبية، وبعض الفقرات في المسرح، لكن يبقى الأقرب إلى قلبي -بل أعدّه ابن قلبي- النص النثري، لأنه ببساطة الشعر الحر الحديث والمعاصر، وأنا ابنة عصري، والنثر حر من دون وزن أو قافية، يفتح المجال للسرد التعبيري، والجملة الشعرية بالتنوع والخيال، وهو الأنجح في طرح المواضيع وإيصال الفكرة».

ديوان "أوبرا السرور"

وعن كتاباتها وأعمالها تقول: «العمل الأول لي هو "أوبرا السرور"، وأيضاً هناك ديوان قيد الطباعة عنوانه: "حرير الورد"، ولدي ديوان وطني إلكتروني حمل اسم: "صراط الوطن"، ومجموعة قصصية إلكترونية أيضاً. أما دخولي عالم الرواية، فقد كان مصادفة بعد أن طلب مني أحد المخرجين السوريين المغتربين في "برلين" كتابة مسلسل عنوانه: "أزمة الكهرباء"، قائلاً: (الأحداث بين يديك، وبإمكانك تحويلها إلى رواية). وبالفعل هذا ما حدث، وقد حملت روايتي اسم "صابرين في برلين"، وهكذا وبعد كثافة إنتاجي الأدبي انتقلت إلى الرواية بشغف وحرية ورضا وخيال لم ينتهِ أبداً».

أما عن مشاركاتها الأدبية، فقالت: «شاركت خلال السنوات الثلاث الماضية بخمسة وثلاثين مهرجاناً في عدة محافظات، وكان يتم تكريمي بعد كل مشاركة من قبل وزارة الثقافة بشهادة تقدير، كما شاركت بالكثير من الأمسيات والظهريات الأدبية والنشاطات في الملتقيات والجمعيات التي أنتسب إليها، إضافة إلى عدد من المقابلات الإذاعية والتلفزيونية والصحفية».

من مشاركاتها

وتضيف: «قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي كنت أنشر نتاجي في موسوعة أدبية، إلى أن انتشرت تلك المواقع، فدخلت الرابطة السورية للقصة القصيرة جداً، وبعض المجموعات الأدبية المتنوعة، ومنها انتقلت إلى الواقع لإقامة المهرجانات، التي بلغ عددها خمسة وأربعين مهرجاناً. وهنا أود الإشارة إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبحت تمثّل الآن وسيلة نشر وانتشار ناجحة، وقد ساهمت في كشف الكثير من المواهب وإعطائها الفرص للظهور، حتى لو كانت في بعض الأحيان خطراً على قراءة الكتب الورقية، لكن بالمقابل يمكن تحويل الكتاب الورقي إلى ملف إلكتروني. وفي النهاية، لا ننكر أن القارئ والمتذوق الحقيقي هو من يمسك الكتاب، ويتنفس رائحة الورق وعبق الحروف».

أما الكاتبة والباحثة في قواعد اللغة العربية وعلومها "راغدة محمود"، فتقول: «في زمن كثر فيه ضجيج الكلمات، وغدا المسرح منبراً لكثيرين من المتملقين ومدعي الأدب والشعر، تظهر ثلة من الأدباء من بينهم الشاعرة "نسرين" لتجذبنا بعزف أناملها، فتبدع بحروفها المتناغمة صوراً حاكتها بدقة في السبك وجمال في الإيقاع، فَعَذُب الشعر وترقرقَ جدولاً منساباً من النغم الراقي الهادئ، فتجدنا نلاحق نبض الحرف من دون ضجر أو ملل، وشاعرتنا شابة رسمت طريقها بقوة مفعمة بالثقة بالنفس، ومحبة الكلمة الباعثة للحب والسرور، وترى كلماتها تبعث النشوة في النفس بإيقاع رائع للكلمات المتناثرة كحبات من اللؤلؤ مجتمعة في قصيدة صيغت بمهارة وإتقان».

يذكر أن الكاتبة والأديبة "نسرين بدور" من مواليد "طرطوس" عام 1985، تقيم في قرية "بارمايا" التابعة لريف "بانياس"، درست كلية الأدب العربي في جامعة "تشرين".