بكلماته الواضحة، وأسلوبه المفهوم استطاع أن يدوّن قصائد تركت أثرها في نفس كل قارئ، متميزاً بحضور قلمه أينما حلّ، ومرونته في التأقلم مع المواسم الشعرية.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 16 أيلول 2017، تواصلت مع الشاعر "وسام تفاحة"، ليحدثنا عن بداياته بالقول: «ولدت في كنف عائلة تعنى بالشعر وتهتم بالكلمة، فوالدي كان شاعراً له ألفاظه الجزلة، وكان يدأب على تعليمي فنّ إلقاء الشعر، كما أن والدتي كانت تقدمني في مهرجانات المدرسة لأقرأ أمام أساتذتي ورفاقي ما يكتبه والدي في كل مناسبة، وكنت ألقى تشجيعاً من الجميع؛ وهذا شجعني على أن أخط دربي باكراً وأكتب الشعر بأنواعه، إضافة إلى كون ضيوف دارنا من كبار أساتذة الشعر والأدب في المحافظة، مثل "حامد حسن"».

يختص الشاعر "وسام" بدرجة عالية من الإنسانية والاجتهاد والالتزام بالواجب الشعري وتطويعه في سبيل القضية، فمن الشعر الفصيح إلى الشعر العامي يجول في الكثير من ساحات المناسبات الوطنية لتقديم مادته للحشود بأسلوب محبب وسلس وإيقاع جميل تتقبله كل أذن ويتلقفه كل قلب، إضافة إلى قصائده المتنوعة الملأى بألوان عطرية تنم عن تألق روح ونبل عواطف، فهو مثال العطاء

ويكمل: «الشاعر يمتاز بوجدان حساس يلتقط كل الإيحاءات ويتأثر بها، فكان من الطبيعي أن تترك أثراً في نفسه فيلهج بكل جميل لسانه، إضافة إلى كون اللغة العربية تتمتع بالمرونة والحياة؛ وهو ما يساعد من يجيد امتطاء صهوة اللغة على أن يحسن تصوير ما اختمر في مخيلته والتقطه بإحساسه، والشعر كان وما زال ابن البيئة، ولو لم يكن قادراً على إرضاء أذواق الجمهور لمات الشعر وانقرض الشعراء، فهو ترجمان حال الناس ولسانهم الناطق بأحلامهم وآلامهم، تارة يسخر، وتارة يبكي، وتارة يذوب حنيناً لمن يحب، ولا يخفى أيضاً أن الشباب هم قوة الغد وحصانه الجامح الراكض خلف خيوط الحلم، وطالما أن الشباب موجود بهمتهم، فهناك شعور حب وكره، فرح وحزن، لقاء وفراق، ألم وأمل، يعبرون بالشعر عن مكنوناتهم بمفردات عصرهم ولغتهم الذاتية».

الشاعر شفيق ديب

وحول أبرز المحطات في مشواره الأدبي، يضيف: «عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري فزت بالمركز الأول على مستوى القطر في مسابقات اتحاد شبيبة الثورة بقصيدة عنوانها: "الشهيد"، كانت سعادتي كبيرة، وكان ذلك حافزاً لي للاستمرار في مواصلة المشوار، ثم كتبت القصة القصيرة وفزت بها بالمركز الثاني على مستوى القطر، وكتبت مسرحية شعرية قدمتها في مهرجان "المبدعون الشباب" في "الشيخ بدر" منطقة "جوعيت"، وبعد أن عصفت الحرب بوطننا أصبحت أشارك في تأبين الشهداء باستخدام أسلوب الزجل؛ لما يتسم به من وضوح وسرعة في الوصول إلى قلوب المستمعين، ثم أصبح للزجل أولوية في أساليبي الشعرية، ثم عرفت في الأوساط الشعبية والثقافية بهذا الفن، ويندر أن يمر أسبوع من دون مناسبة أو أكثر أقدم فيها أحد أعمالي كعريف للاحتفالات المختلفة، وليس من السهل كتابة الزجل، فهو ما يمكن أن نطلق عليه السهل الممتنع؛ فأفكاره على بساطتها تحتاج إلى ترتيب فائق ليضمن الشاعر وصول فكرته إلى المستمع، والقادم من أعمالي سيتمحور حول خمسة دواوين من القطع الكبير؛ ثلاثة منها زجل غلبت عليها الصبغة الوطنية، إضافة إلى الغزل، ولا تخلو من محطات وجدانية».

وعنه يقول الشاعر "شفيق ديب": «يختص الشاعر "وسام" بدرجة عالية من الإنسانية والاجتهاد والالتزام بالواجب الشعري وتطويعه في سبيل القضية، فمن الشعر الفصيح إلى الشعر العامي يجول في الكثير من ساحات المناسبات الوطنية لتقديم مادته للحشود بأسلوب محبب وسلس وإيقاع جميل تتقبله كل أذن ويتلقفه كل قلب، إضافة إلى قصائده المتنوعة الملأى بألوان عطرية تنم عن تألق روح ونبل عواطف، فهو مثال العطاء».

ومن أعمال الشاعر "وسام تفاحة" اخترنا لكم هذا المقتطف:

"هالشام هالأحلى صبايا جيلها.. والياسمين مزين جداديلها.. الماضي بيحكي عن حلا أخلاقها.. وما بتنطفي من حقها قناديلها.. تاريخها المتجذر بأعماقها.. واقف معا قدامها مقابيلها.. يخبر بإنو بهالدني فساقها.. مهما بغوا ما لوتوا مناديلها.. ومهما انزحم خيل السبق بسباقها.. فرسانها بوجه اللي بيعاديها".

يذكر أن الشاعر "وسام تفاحة" من مواليد "طرطوس"، عام 1976.