من جبال صلبة، وبيئة نقية، استمدّ الشاعر "معين محمد" مفرداته وتراكيبه وصوره التي نظم بها شعره، معبّراً من خلاله عن انغماسه بقضايا أرضه ووطنه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 آذار 2017، الشاعر "معين علي محمد"، الذي تحدث عن موهبته الشعرية، وقال: «إلى جانب عدد من الهوايات التي كنت أمارسها في مراحل عمرية مختلفة كالرياضة والعزف على آلة العود، ظهرت موهبة الكتابة الشعرية باللهجة المحكية متأثراً ببيئة جبلية نشأت في ربوعها، فأنا ابن إحدى قرى جبال "القدموس" في الساحل السوري المعروفة بصلابة صخورها وقسوة طبيعتها، إلّا أنّ أهلها يحملون الكثير من العطاء والكرم وطيب المعشر، ومن تأثري بالموسيقا وموهبة العزف كتبت الأغنية الشعبية والطربية والوطنية والعاطفية، وانتقلت إلى خوض تجربة الكتابة باللغة العربية الفصحى، وقد خضت في جميع الأنواع الشعرية، لكن في النهاية وجدت نفسي في الشعر العمودي. ومع بداية الحرب على بلدنا "سورية" عملت على إخراج برنامج تلفزيوني تقوم فكرته على حب الوطن، ودور الكلمة واللحن في محاكاة الأزمة، وفي بث الشعور القومي لدى الشباب السوري في ظل ما يتعرض له وطننا الحبيب، وهنا وجدت نفسي تفيض بالشعر أكثر وأكثر، فنظمت القصائد عن الشهادة والشهيد، وفي الحقيقة لم يكن البرنامج وحده المؤثر، بل أيضاً انتمائي إلى عائلة قدّمت ما يزيد على عشرة شهداء، فكان لهم أمانة في عنقي أن أخلد ذكراهم».

إلى جانب ذلك تناولت في قصائدي الكثير من المواضيع، فكتبت قصائد في حب الوطن وقدسية المقاومة، وعن الأم وفضل الوالدين، والمعلّم والمهجر، وغيرها من المواضيع العاطفية والوجدانية التي تحضّ على الفضيلة والأخلاق. والحقيقة إنني أجد في الشعر بحراً واسعاً، وها أنا أغوص فيه لعلّي أجد عوالمي

ويكمل: «إلى جانب ذلك تناولت في قصائدي الكثير من المواضيع، فكتبت قصائد في حب الوطن وقدسية المقاومة، وعن الأم وفضل الوالدين، والمعلّم والمهجر، وغيرها من المواضيع العاطفية والوجدانية التي تحضّ على الفضيلة والأخلاق. والحقيقة إنني أجد في الشعر بحراً واسعاً، وها أنا أغوص فيه لعلّي أجد عوالمي».

الشاعر معين محمد في إحدى مشاركاته

أما فيما يخص نشاطاته، فيقول: «كانت لي الكثير من المشاركات، أذكر منها: مؤخراً مشاركة في مهرجان "سورية تنتصر" في مدينة "القرداحة"، وفي مدينة "القدموس" في الشهر السادس من عام 2016، بدعوة من وزارة الثقافة، وفي شهر آب من العام نفسه فازت إحدى قصائدي التي ألقيتها في مناسبة عيد الجيش، إضافة إلى مهرجانات أخرى عام 2017 في مدينة "طرطوس" و"الصفصافة" و"الدريكيش"، وغيرها، وفيها جميعاً كنت أخاطب الوجدان وأتغنى بالأرض والوطن، ومؤخراً حصلت على المركز الأول عن إحدى قصائدي في سجال الصورة لصحيفة "ذي المجاز" الأردنية، وأحضّر لإصدار ديوانين أحدهما بطور الصدور تحت عنوان: "عطور في كلام من القلب"».

عنه تقول الشاعرة "لينا غزالة": «كان لي مشاركات في عدد من المهرجانات معه، ومن هنا قرأت في شعره انغماسه في الأرض والإنسان وحبه المطلق لبلده من خلال تجسيده لعدة قصائد تحمل الطابع الوجداني، فكان الحيز الأكبر لهويته الأدبية ترجمة واقع أليم يعيشه جميع السوريين على مدى سنوات من الحرب الظلامية على بلدنا، فكادت روحه المعطاءة أن تنسج خيوط الدفء لتحيك رداء القصيدة معلنةً صرخة الألم والأمل في آن واحد، كي يترسخ البوح في ذهن المتلقي، ولا يمر عبيره من دون أن يترك شذاه بلسماً لكل الجراح».

الشاعرة لينا غزالة

أما مدرّسة اللغة العربية والمهتمة بالشعر "هيام محفوض"، فتقول: «الشاعر "معين محمد" ابن الجبل الشامخ، الذي أورثه ألفاظاً استمدت نقاءها من قوّته، ومعاني استعارت نقاءها من نقاء البيئة، وتراكيب متينة مترابطة استوحاها من ارتباطه بتراثه الحياتي والشعري، وصدقاً اعتاده، لأنه نبت في تربة الصدق منذ بداية تكوينه، وكما الجبل كان للبحر نصيب من شاعر الوطن والإنسان؛ حيث عبّر عن ذلك في صور وتشابيه شعريّة تحلّق بالخيال في متاهات الحياة، فغدت معجزته حروف اللغة التي ينشر من خلالها التفاؤل، ويسقط رايات السواد، ويدعو إلى المعالي وبناء الأمجاد».

يشار إلى أنّ الشاعر من مواليد قرية "الدي" عام 1970، ويعمل مخرجاً في المركز الإعلامي والتلفزيوني في مدينة "طرطوس"، التي يقيم فيها حالياً.