هو الإنسان الذي سعى إلى الحرف أينما وجد فكرة جيدة يقدمها بغض النظر عن الجنس الأدبي، فكان الشاعر والباحث والمسرحي، ركبه هاجس الحفاظ على التراث من الاندثار فغاص بين الناس والفهارس بحثاً عن المعلومة والقيمة، إنه "حسن إبراهيم سمعون".

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 28 آذار 2014، وكان معه هذا الحوار:

هو مبدع في كافة مجالات الأجناس الأدبية، مبدع بالإرادة، حيث رعايته والتقاطه الإبداعي لكافة المواهب الصاعدة والمحترفة، وقدرته على التعامل مع كل المستويات، هو سوري بكل ما تعني الكلمة، يعرف تاريخ "سورية" من الحجر، إلى النبات، إلى الشجر، إلى الريف.. يمتلك عبقرية البساطة، حوَّل العالم الافتراضي عن طريق المنتديات إلى عالم حقيقي، وبث فيه روح الحياة، يتمتع بثقافة عميقة، خلقت عنده نظام تفكير تصنيفي، جعلته قادراً على التقاط الإنسان بمجالات الفكر المتعددة

  • بماذا تجلت بدايتك مع الأدب؟
  • في إحدى مشاركاته.

    ** بدايتي وشغفي بالكتابة من المرحلة الثانوية، حيث تعلمنا العروض والبحور، وهي بضع كلمات مازالت عالقة بذهني، عندها كنت أتبادل إعجاباً يتيماً مع قريبة مهاجرة اسمها على وزن فعلاء، فقلت:

    "فعلاء لمَ هذا الجفاء... أتحجر قلبك من صولة الخفراء؟".

    من إصداراته.

  • لك تجربتك الشـّعريـّة، ما الأسلوب الذي اعتمدته؟ وما أهم إصداراتك؟
  • ** أكتب الشعر الفصيح الموزون بشكليه العمودي والتفعيلي، وأميل دوماً إلى التفعيلة، ومما يؤخذ عليّ في بعض قصائدي أنني أطرح فكراً كثيراً بالقصيدة، وبالتالي تصبح ذهنية نخبوية تأويلية، وثمة قصائد أشكلها بلغة تفسيرية، لأنني أعتقد أن الموضوع هو الذي يحدد اللغة الشعرية، ومن أعمالي: ديوان "إمضاء على الشاهد"، "مقامات التاسوعاء"، "الأفق المكسور"، "مراث" ديوان شعر قيد الإنجاز، "قصار الصور" ديوان مشترك مع شعراء من الوطن العربي، "مدي المووايل" ديوان مشترك مع كوكبة من شعراء الجزائر، "مصطلحات شعبية يجب أن لا تموت" معجم قيد الإنجاز، وآخر عمل هو "الديوان الألفي" على مستوى العالم والوطن العربي.

    من الإصدارات.

  • كانت لك تجربتك الأدبية في مجال القصة القصيرة والمسرح، ماذا عن تلك التجربة؟
  • ** لي في مجال القصة القصيرة جداً مجموعة عنوانها "المجهر"، أما في مجال المسرح فلي عملان مسرحيان "الزئير، حياة وطن"، ولي مسرحية ناقدة وساخرة "الحذاء".

  • لك السبق في مشروعك الديوان الألفي، ماذا عنه؟ وما هي الغاية التي سعيت من أجلها لإنجازه؟
  • ** هو مشروع عمر بالنسبة لي، وضعت منذ سنوات خطة كبيرة وواسعة لإنجاز موسوعة الشعر العربي عن القضية الفلسطينية، حيث تأتي الموسوعة في أربعة أو خمسة مجلدات، يضمّ كل مجلد منها قصائد الشعراء العرب حسب ورود هذه القصائد، وقد تبلغ صفحات كل جزء أو مجلد ألف صفحة من القطع الكبير، يشارك كل شاعر من الشعراء العرب بثلاث قصائد على أن يكون الموضوع عن "فلسطين"، ويرفق كل شاعر نبذة عن سيرته الذاتية والأدبية، هذا المشروع يضم هيئة من المشرفين، والمدققين، والمستشارين، ومنذ عدة شهور بدأت مع مجموعة من الأدباء في "سورية"، والوطن العربي، وعبر الفضاء الإلكتروني بعمل أدبي تطوعي، ملتزم بالحالة السورية الراهنة، وهو "الديوان السوري المفتوح"، وغايته الدفاع عن "سورية" ضد ما تتعرض له من أنواع التآمر والتخريب والتدمير، وتوثيق ما يحصل بشكل أدبي، وإظهار الدور السوري التاريخي في القضايا العربية، والعالمية والثقافية، والفكرية، والحضارية.

  • بماذا تعرّف الإبداع؟ وهل يمكن القول: إن القارئ شريك الأديب في الإبداع؟
  • ** هو تأسيس الشيء عن الشيء من عناصر موجودة سابقاً؛ لأن عالم الأدب والفن وخصوصاً الشعر يحاكي عالماً منفعلاً، وبرأيي كل فن ليست غايته الإنسان ليس فناً، فالإنسان هو الغاية، وليس وسيلة للتجربة، ومن الضروري أن يكون دور الإبداع الأدبي هو الأول في الحياة، ومن العنت بمكان تسمية الفنون والثقافة والآداب بمصطلح بنى فوقية، واعتبارها ضرباً من الفانتازيا والكماليات، فأنا أرى أنها البنى التحتية والضرورية لبناء الإنسان.

    الأديبة "معينة عبود" قالت عنه: «تجمعني به لغة الشعر، نحن نعمل معاً بالبحث الفكري، الذي تجلى في الديوان السوري الذي كانت غايته جمع القصائد في "سورية"، والعالم العربي، والعالم، هو شاعر لصيق الأرض والتراب، شخص متجذر بالوطن، والدليل همه في الديوان السوري، الذي يهدف إلى توثيق الأحداث التي تجري في "سورية" أدبياً؛ لما للوثيقة الأدبية من أهمية بحكم صدق المشاعر للأديب، يتميز أدبه بالعمق التاريخي الوطني المتجدد والقوي، وبرأي الشخص الذي يستطيع الكتابة بهذا العمق، هو يمتلك إنسانية كبيرة، اجتماعياً أرى فيه ابن البراري، وابن الفنادق بامتياز، وهذا التميز دليل على صدق الشخصية التي يمتلكها، ومن خلالها استطاع إثبات وجوده».

    الأديب "أدونيس حسن" قال عنه: «هو مبدع في كافة مجالات الأجناس الأدبية، مبدع بالإرادة، حيث رعايته والتقاطه الإبداعي لكافة المواهب الصاعدة والمحترفة، وقدرته على التعامل مع كل المستويات، هو سوري بكل ما تعني الكلمة، يعرف تاريخ "سورية" من الحجر، إلى النبات، إلى الشجر، إلى الريف.. يمتلك عبقرية البساطة، حوَّل العالم الافتراضي عن طريق المنتديات إلى عالم حقيقي، وبث فيه روح الحياة، يتمتع بثقافة عميقة، خلقت عنده نظام تفكير تصنيفي، جعلته قادراً على التقاط الإنسان بمجالات الفكر المتعددة».

  • يذكر أن الأديب "حسن سمعون" من مواليد 1956م، أنهى دراسة الميكانيك، اختصاص محركات، عام 1978، درس الأدب العربي في جامعة البعث، ولم يتمكن لأسباب عديدة من المتابعة، له دراسات وأبحاث خاصة في مجال الفلسفات الشرقية، والأديان القديمة، والميثيالوجيا السورية، له مقالات أدبية، وأمسيات شعرية قليلة، نشر إلكترونياً، وبالدوريات العامة، ودوريات اتحاد الكتاب العرب في "سورية".
  • من بعض ما كتب:

    "يا سيّدي...

    يا سيّدي... يا شاعرَ الكاساتِ والآهاتِ

    في دفءِ اللـــقاءْ

    لمْ ترتجـفْ بـَردانَ أو خجلانَ من أُصَـيبعٍ

    في ضِـيقهِ.. شـَـقَّ الحـِذاءْ

    أو لارتـداء ِالصَّيفِ في قـَـرِّ الشـّــتاءْ

    يا سـيّدي

    لم تـَشــْـتـَه ِ"القـَيلوحَ" شوقاً

    للفـُطور ِوالغـَداءِ والعـِشاءْ

    فكـيفَ تـَروي قـِصتي؟

    عــن جـَوربي المَثقوبِ والجَّـيبِ الخـَواءْ

    والقلبُ فيكَ حائرٌ

    ما بين أثوابٍ وعـطرٍ

    واخـتيارٍ بين ليلاتِ الهـوى

    أو بينَ أصنافِ الإمـاءْ".