الشعر هذا العالم الكوني الواسع الذي يستطيع بعباراته أن يبدد ليل الألم ويبعد شبح الوحدة إلى خارج دائرة الحياة والوجود فمبدعه هو إنسان مرهف مثقف ومتعب من شيء ما، فالألم والمعاناة هما جوهر الشعر والشاعر "وحيد نادر" هو أحد الذين تألموا لفراق الوطن والغربة عنه فأبدع الشعر حنيناً وشوقاً لتلك القرية التي أبدعته "بمنة" التابعة لمنطقة "الدريكيش" والتي غادرها إلى "ألمانية" للعمل دعونا معاً نتعرف على "وحيد نادر" الذي بدأ كلامه قائلاً: «الشاعر إنسان لديه حساسية أكثر من غيره من البشر فعندما تأتيه الفكرة تتحول مباشرة إلى قصيدة وتلك الفكرة قد تأتي في كل لحظة من لحظات الحياة».

وتابع: «أكتب الشعر منذ الصف التاسع الإعدادي عام 1970 واستمريت في الكتابة حتى ذهابي للجامعة حينها نضجت أكثر ونضجت معي فكرة كتابة الشعر مع العلم أنني اخترت فرع الهندسة وهو فرع علمي إلا أني أحببت الأدب كهواية».

الفضل في نجاحي يعود لتلك الجوهرة التي لن تحتاج إلى صقل لتلمع وتومض إنها لغتنا العربية لغة الضاد لغة الشعر والشعراء

وأكمل كلامه: «وبعد أن تخرجت سافرت إلى "ألمانية" للعمل هناك وأنا حالياً دكتور في الجامعة هناك كنت بحاجة لمشاركة شعري مع الآخرين ليقرؤوه ويتعرفوا على ثقافتنا وحضارتنا من خلال الشعر الذي كان مضمونه الحنين والشوق للوطن فمثلاً هناك قصيدة كتبتها واصفاً حال صديقي "عادل قرشولي" وهو أحد أعلام الشعر الألماني وكنت معه في إحدى الجلسات وأخبرني كم يحن لبيته في "دمشق"

وحيد نادر

"وحيد نادر" كتب الشعر بالألمانية ولكن بروحه الشرقية التي ميزته عن غيره هناك فاستطاع بكل شفافية أن يلامس الوجدان ويؤثر في الصميم.

وتابع قائلاً: «هذه القصيدة كتبتها تأثراً بما جرى ويجري في "العراق" ففي المجتمع الألماني تزيد فاعلية الشخص وتأثيره حين يكون كاتباً وأنا خدمني عملي في الجامعة فكنت أستطيع إرسال أي رسالة من خلال طلابي هناك، وقصائدنا نحن السوريين والعرب الموجودين هناك لها فاعلية خاصة فنحن نكتب بروحنا الشرقية أي أن القصيدة مملوءة بالعاطفة والأحاسيس فنحن ننقل الكثير من ذكريات تاريخنا من حبنا لبعضنا من ثقافتنا إلى المجتمع الألماني».

يقرأ من شعره

استطاعت الألمانية أن تأخذ حيزاً لها في شعر "وحيد نادر" ولكنها أبداً لم تشغله عن لغته الأم لغتنا العربية هذا المنهل الذي لا ينضب فكلما أخذنا منه ازددنا معرفة وعلماً وازداد عمقاً وجرياناً وما يدهش في شعر "وحيد نادر" أنه يكتب الشعر بالعربية ثم يترجمه للألمانية والسبب كما يقول: «اللغة العربية واسعة الاشتقاقات ويمكننا التحكم بمفرداتها أكثر فاللغة العربية خلقت لكتابة الشعر وهي اللغة المناسبة لكل شيء ورغم أني ملم باللغة الألمانية وأجيدها إلا أن كتابة الشعر بالعربية أسهل بكثير».

وتابع: «صدر لي أول ديوان في عام 1984 بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب ثم صدر لي ديوان عام 2000 عن دار التوحيد وأنا بصدد إصدار ديوان باللغة الألمانية وهو يحتوي على قصائد حنين للوطن وأغلب قصائد الكتاب مترجمة عن العربية».

من دواوينه

استطاع الشاعر "وحيد نادر" بشعره الألماني أن ينقل شيئاً من تراث وجمال بلدنا إلى "ألماني" ولكن الفضل وكل الفضل في موهبته وإبداعه كما يقول: «الفضل في نجاحي يعود لتلك الجوهرة التي لن تحتاج إلى صقل لتلمع وتومض إنها لغتنا العربية لغة الضاد لغة الشعر والشعراء».