تناغمت الفكرة والقالب بكتاباته التي خاطبت العقل والعاطفة معاً، لتنسج حروفه قصائد شعرية متميزة رسم من خلالها بصمته الخاصة به، وحصد جوائز عدة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 3 كانون الثاني 2020، مع الأديب "عدنان رجب ريشة" ليحدثنا عن مسيرته الأدبية، فقال: «بدأت محاولاتي الشعرية الأولى بعمر الخامسة عشر، من خلال بعض الأشعار التي كنت أخطها في حقول دفتري الخاص، لكنها كانت محاولات بسيطة لاقت التشجيع من قبل الأهل والأصدقاء والمدرسين الذين ساهموا بتطوير وتنمية موهبتي ورعايتها وتوجيها بالاتجاه الصحيح، فالموهبة ترافق الإنسان منذ نعومة أظفاره، وهي كالصوت الجميل والشكل الحسن التي تخلق مع الإنسان منذ ولادته، لكنها تحتاج إلى الرعاية والعناية بصقلها بالمطالعة التي كانت بالنسبة لي الهواية المثلى والقيمة الحقيقية للحياة، فهي غذاء للروح وكان لها دور كبير في تعلقي بالأدب، فقد كنت أقضي معظم وقتي بالمطالعات المتنوعة من كتب عربية وعالمية في الفلسفة والسياسة والدين ونهج البلاغة وقصص الحضارات وكتابات الشاعر الداغستاني "رسول حمزاتوف"، و"المتنبي"، و"أبو النواس"، و"سعد الله ونوس"، و"بدوي الجبل"، وشعراء المهجر، و"نزار قباني"، و"أدونيس". وطورت مهاراتي بالإلقاء الشعري وإيصال الفكرة الشعرية بقالب جميل ومتميز».

الوطن.. ليس قطعةَ أرضٍ وشعبٍ وسلطة فقط ففي ذلك .. تتشابه جميعُ الأوطان الوطن .. أمنٌ وأمان الوطن .. انتماء الوطن .. لا تنتمي إليه بالأوراق الثبوتية وحسب بل هو انتماءٌ بالروحِ .. والقلبِ .. والعقل هو انتماءً .. إلى ماضيه .. وحاضرِه .. ومستقبلِه

وعن أنواع الشعر قال: «الفرق بين أنواع الشعر في القالب الذي يقدم الفكرة وهي تعتبر الأساس بالنسبة للشاعر، ولكن لا بدّ من تكامل الفكرة مع قالب مميز يضفي لكلماته ونصوصه الشعرية رونقاً وجمالاً، بالإضافة إلى أنه ليس كل كلام موزون شعر، فما يميز الشعر عن سواه الخيال الشعري، وما يأتي بعد ذلك يعتبر إضافات تعزز القصيدة الشعرية أو تضعفها، كما أنّ للنقد دوراً مهماً في الساحة الأدبية، فالأدب والنقد يمشيان جنباً إلى جنب، فكل شاعر ناقد ولا بدّ من امتلاكه الملكة النقدية، فوجود الإبداع الحقيقي لا يكتمل من دون وجود النقد، ويبرز مستواه الحقيقي وجماليات النص، فهو يعيش في كل تفاصيل حياتنا، ويحملنا عبئاً إضافياً ومسؤولية، وجوهر النقد أن يكون بناءً وبعيداً عن التجريح والاستعراض، بالإضافة إلى أن كل أنواع الأدب لها أهميتها ودورها في بناء الإنسان والحضارة الإنسانية ويبقى الشعر العمودي أساس الشعر العربي وجذوره الممتدة من الماضي إلى الحاضر، ورافق البشرية بكل مراحلها التاريخية، فقد نقل قيم وثقافات حضارات مرت عبر الزمن، ويبقى الإنسان هو هدفها الأهم والأسمى.

ديوانه الشعري "أنثى ترقص على ورق"

لم اعتمد نوعاً واحداً في كتاباتي، فكتبت عن الوطن والشهيد والحب والغزل والشعر الوجداني والاجتماعي وعدد من القصائد السياسية، ونشرت في أغلب الصحف والمجلات المحلية الثقافية والأدبية وفي الملتقيات والجمعيات والاتحادات العربية».

ومن كتاباته قصيدة "الوطن" جاء فيها:

إحدى شهادات التكريم

«الوطن.. ليس قطعةَ أرضٍ

الشاعر "عدنان رجب ريشة" أثناء توقيعه لديوانه

وشعبٍ وسلطة فقط ففي ذلك .. تتشابه جميعُ الأوطان

الوطن .. أمنٌ وأمان الوطن .. انتماء الوطن .. لا تنتمي إليه بالأوراق الثبوتية وحسب بل هو انتماءٌ بالروحِ .. والقلبِ .. والعقل هو انتماءً .. إلى ماضيه .. وحاضرِه .. ومستقبلِه».

وعن الملتقيات الأدبية ومواقع التواصل الاجتماعي يقول: «في الحقيقة للملتقيات الأدبية دورٌ مهمٌ في تنشيط الحركة الإبداعية وإغناء وإثراء الثقافة، والتعريف بالنتاج الأدبي للكاتب، على الرغم من ندرة الأشخاص المبدعين والحقيقين فيها، بالإضافة إلى الدور الإيجابي الذي تساهم به مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أعمال ونتاج الأدباء، وإغناء فكر وثقافة الإنسان وتجعل الأديب محط الأنظار، وتجعل كتاباته مجالاً للتأويل والنقد فتنمي التفاعل الذاتي عنده كونه في تواصل مباشر وفوري مع قرائه، ما يجعله يسعى إلى تقديم الجديد والمتطور باستمرار».

وعن مشاركاته والتكريمات التي حصل عليها قال: «من أهم المشاركات بالنسبة لي "الملتقى الوطني للثقافة والإعلام" في "سورية" وفي مهرجان "النصر" بمناسبة الاحتفال بأعياد التشرينين 2019.

حصلت على أعلى وسام في فعالية "العراق يتعافى" عام 2019، وشهادة الأدب الاحترافي الدولية عام 2019، كما حصلت على أفضل شخصية مؤثرة دولياً في مجال السلام عام 2019، ودكتوراه فخرية عام 2018، بالإضافة إلى وسام "النخبة الأدبي" عام 2018، ووسام "الجوهرة الأدبي" والمركز الأول مع شهادة شكر وتقدير عام 2019 من مجلة "الشراع" للثقافة والإبداع، وحصلت أيضاً على وسام "القلم الماسي" مع المرتبة الأولى من جمعية "إبداع الثقافية" في جمهورية "مصر" العربية، بالإضافة إلى المركز الأول مع شهادة شكر وتقدير ودرع الاستقلال الثقافي من أكاديمية "العرب الإلكترونية للشعر والأدب"، والمركز الأول مع شهادة شكر وتقدير من مملكة "الشعر للأدب والثقافة" لعام 2019».

وفي حديث مع الأديبة "ازدهار نمر رسلان" قالت عن الشاعر "عدنان ريشة": «هو صاحب حروف مرهفة بالمشاعر والأحاسيس الراقية، ولقد صدر له ديوان "أنثى المطر" منذ فترة قريبة، تنوّعت قصائده بين الغزل والوطن والأرض وحلق فيه بعوالم الأنثى التي هي محور الكون، فهو شاعر المشاعر الحقيقية، فمن خلال ديوانه "أنثى ترقص على الورق" اعتمد فيه على النصوص الحرة التي تعطي مساحة للشاعر للتعبير عن أحاسيسه ومشاعره بكل حرية غير مقيد بقافية ووزن، وهو شعر حديث أقدر على إيصال الفكرة من الالتزام بالقافية والبحث عن مترادفات مقوننة بقالب يأسر المشاعر ويحجمها، صوره الشعرية جميلة ومتجددة وانزياحاته تنمُّ عن ثقافة أدبية ووسع أفق ومعرفة».

وقالت عنه الشاعرة الدكتورة "ريم أحمد عثمان": «امتلك الشاعر "عدنان ريشة" لغةً شعريةً جميلةً لها إيقاع رجولي يلامس القلوب معتمداً الإيحاء في مقاربة جمال المرأة الأنثوي، فهو تارةً العاشقُ الولهان وتارةً أخرى الكاتبُ الإنسان، فهو الكل بالجزء والجزء بالكل، قصائده طرحت العديد من الأسئلة الوجودية والنقد الاجتماعي والسياسي والفكري بكثير من الحكمة والفلسفة بلغة حكيمة واعية، ففي حديقته الشعرية زرع علامات استفهام حول ماهية الحب والحياة والدين والمعتقدات والحرب والصداقة، ليترك لنا حرية الاختيار بينها، أي منها الأقرب إلينا روحاً وعقلاً وجسداً مبتعداً عن لغة الوعظ والنصح الجافة، هذه التكاملية تفتح المجال للقارئ ليشرّع نوافذ روحه أمام نسماتٍ ربيعية منعشة، وتغلق الباب أمام صراعات وتحديات للكثير من القضايا التي هي محل جدل عقيم بإلغاء الصح المطلق أو الغلط المطلق واتخاذ النسبية والموضوعية معياراً لمجمل قضايانا الحياتية، فمن خلال أشعاره أبحر فينا لعوالم سحرية بين الحقيقة والسراب».

يذكر أنّ الشاعر "عدنان ريشة" مواليد "قطنا" 1966، مقيمٌ في "طرطوس"، صدر له العديد من الدواوين منها: "خيمة عشق"، "لا وقت لدينا للتمثيل"، "أنثى ترقص على الورق"، "أنثى ووطن".