امتلكت مواهب متعددةً كالرسم والخط والغناء والعزف، واستطاعت من خلال استثمارها الخروج من قوالب التلقين، مصطحبةً تلاميذها إلى عوالم من المتعة والمعرفة بطرق استثنائية، ومن خلالها وضعت بصمتها المتفردة في مجال التعليم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 أيلول 2020 المعلمة "نغم علي" لتحدثنا عن مبادرتها في التعلم التفاعلي حيث قالت: «بفضل ما أملكه من موهبة في العزف والغناء، كانت مبادرتي التي تقوم على تحويل الأناشيد إلى أغنيات محببة لدى الأطفال، ففي البداية قمت بتقطيع القصائد النثرية الصغيرة عروضياً، ثم قرنتها بألحان معروفة قريبة من ذهن الطفل، وهناك قصائد لحنتها بنفسي، وبقيت على هذا العمل مدة عامين رفقة طفلتَيّ، مستعينةً بآلة الأورغ المنزلية، نعمل على البروفات في المنزل، وفي اليوم التالي أطبقها رفقة طلابي في الصف، وبعد أن أصبح المعلمون في مدارس القطر يستعينون بالتسجيلات الخاصة بي لإسماعها لطلابهم، كان لا بدّ من تسجيل المبادرة بشكل رسمي في "المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية"، والانتقال إلى التسجيل ضمن الاستديو، حينها بدأت بالتعاون مع المايسترو "علي حسون" الذي قدم كل الدعم لي ولمبادرتي، وسجل كل الأناشيد بتبرع شخصي دون أي مقابل مادي، وهذه الأناشيد اليوم جميعها موجودة ضمن المناهج الإثرائية، وعلى موقع المنصة التربوية، وفي المكتبة المدرسية، إما كفيديوهات أو تسجيلات صوتية (MP3)، حتى من يطلبها من المعلمين مني بشكل فردي فإنني متعاونة جداً في هذا الخصوص، ولا يزال حالياً العمل متواصلاً بجهودي وجهود الداعمين».

حماس الأطفال وتفاعلهم هو حقاً أكثر من رائع، وتلقائياً أصبح لديهم دافعٌ للانضباط الذاتي خلال تنفيذنا لخطوات الدرس، إضافةً إلى أنني في كل عام أعمل على إنشاء مجموعات عبر تطبيق "واتساب" أتواصل من خلالها مع أهالي الطلاب بشكل يومي، الأمر الذي أدى إلى شعور دائم لديهم بالراحة والاطمئنان على أطفالهم، وقد أطلق عليّ لقب (ماما نغم) من قبل طلابي وأهاليهم وحتى من قبل الموجهين الاختصاصيين، بعدما شاهدوا جهودي ولمسوا نتائجها على أرض الواقع بعد سبع سنوات من العمل والإصرار على المتابعة لتحقيق رسالتي والهدف المرجو منها

وتكمل: «بدأت بتطبيق الأسلوب الخاص بي مع البدء بتطبيق المناهج المطورة في العامين 2014 و2015، حيث تدربت على الطرائق والاستراتيجيات الحديثة التي تجعل من المتعلم محوراً للعملية التعليمية والمعلم ميسراً لها، حينئذٍ بدأت بتعليم الأطفال على البحث والاستقصاء، والتعلم التعاوني واستراتيجيات التعلم النشط، وهذا بدوره يساهم في تنمية آفاق التفكير الإبداعي لديهم، ويزودهم بمهارات وكفايات جديدة من خلال ما يبتكرونه داخل القاعة الصفية، ودائماً ضمن الموضوع المتعلق بالمادة العلمية وتحقيق الأهداف المرجوة منها، دون الخروج عنها.

من إحدى التكريمات

أما أدوات تطبيق الأسلوب التعليمي الخاص بي فهي وسائل حسيّة مجرّدة، وقد استثمرت قدراتي في الرسم وبدأت برسم الوسائل الحسية بنفسي وبمختلف المواد، ففي مادة العلوم مثلاً أمّنت الوسائل الحسية لإجراء التجارب، فالاستنتاج لا بدّ أن يكون مقروناً بالتجريب، وكل هذا كان بتبرع شخصي منّي وعلى حسابي الخاص، فأدخلت وسائل التقانة بعد أن تدربت عليها تدريباً ذاتياً، فأصبحت أصطحب جهازي المحمول الخاص بي، واشتريت جهاز بروجكتر على الرغم من توافره في المدرسة، إلا أنني فضلت ذلك لأتمكن من تطبيق التعلم التفاعلي بشكل يومي في جميع الحصص الدرسية، بأسلوب مشابه لأسلوب المنصة التربوية، أما الوقت الذي أستغرقه فهو نفسه الوقت المخصص للحصة الدرسية، ومع ذلك لدي خطةٌ بديلةٌ دائماً لتدارك أي عائق قد يواجهنا، والحقيقة أن التحضيرات لدروسي بشكل يومي ومكثف تستلزم مني الكثير من الوقت والجهد وبالأخص أنني متزوجة وأم لطفلتين، وأمامي الكثير من الواجبات المنزلية، ولا أبالغ إذا قلت أنه في بعض الأحيان لا تكفيني الأربع وعشرين ساعةً في اليوم، وأضطر للذهاب إلى مدرستي في اليوم التالي دون أي نوم أو راحة، فوقتي كله مرهون لعملي ورسالتي التي أسعى لتحقيقها».

وتختم حديثها بالقول: «حماس الأطفال وتفاعلهم هو حقاً أكثر من رائع، وتلقائياً أصبح لديهم دافعٌ للانضباط الذاتي خلال تنفيذنا لخطوات الدرس، إضافةً إلى أنني في كل عام أعمل على إنشاء مجموعات عبر تطبيق "واتساب" أتواصل من خلالها مع أهالي الطلاب بشكل يومي، الأمر الذي أدى إلى شعور دائم لديهم بالراحة والاطمئنان على أطفالهم، وقد أطلق عليّ لقب (ماما نغم) من قبل طلابي وأهاليهم وحتى من قبل الموجهين الاختصاصيين، بعدما شاهدوا جهودي ولمسوا نتائجها على أرض الواقع بعد سبع سنوات من العمل والإصرار على المتابعة لتحقيق رسالتي والهدف المرجو منها».

مع أ. "باسم شرمك"

المشرف التربوي وعضو لجان تأليف المناهج التربوية والمدرب المركزي "باسم شرمك" قال: «الميدان مملوء بالمبدعين، والمشرف الذي يقرأ الواقع بشكل صحيح، يعرف كيف يحفّز وينشر روح التنافس الإيجابي في الميدان، والحقيقة أن المعلمة "نغم" تعدُّ أيقونةً سوريةً ومعلمةً طموحةً مجتهدةً، تمتلك العديد من المهارات كالرسم والخط والعزف والغناء، إلى جانب المهارات التقنية واللغوية المميزة، والأهم من ذلك حبها لمهنتها، وإصرارها على الوصول إلى القمم، مع المحافظة على السلم التصاعدي في الارتقاء، وهي من فريقي الذي قدم دروساً في المنصة التربوية، ودروساً في مبادرة تعويض الفاقد التعليمي، وهنا يأتي دورنا كمشرفين في البحث في مناجم الإبداع واستخراج الثمين واستثماره في صناعة المستقبل، وهذا من أهم أهداف عملنا من خلال تنمية مهارات التفكير العليا، وتحقيق التواصل والتعاون والتنمية المستدامة والتفكير الإبداعي، وفتح النوافذ والأبواب للإبداع ودعم المبادرات ذات الجدوى والفائدة التي تحقق معايير الجودة كمبادرة المعلمة "نغم" التي لاقت وما زالت تلاقي الكثير من المتابعة والاهتمام والتقدير».

يذكر أنّ المعلمة "نغم محمد علي" من مواليد "طرطوس" عام 1985، درست في كلية التربية جامعة "تشرين" باختصاص معلم صف، وتعمل كمعلمة منذ عام 2008، حاصلة على تكريم من قبل وزارة التربية.

أثناء تطبيق أحد الدروس