حبُّها ومسؤوليتها تجاه الأطفال كانا الحافز لدخولها عالم الكتابة، وبأسلوبها السلس والرشيق سطّرت حروفها بطريقة تجذب انتباههم، وتقدم لهم القيم المعرفية والفكرية، وكانت الطبيعة بمكوناتها حاضرةً بكتاباتها كونها الأقرب إليها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 29 تموز 2020 مع الكاتبة "صبا منذر حسن"، لتتحدث عن تجربتها بمجال أدب الأطفال، فقالت: «لم تكن الكتابة بالنسبة لي وليدة الحاضر، بل كانت نتيجة سنوات طويلة من القراءة والاهتمام بالأدب بشكل عام، فبدأت بكتابة الخواطر منذ الصغر، ومن ثم اتجهت إلى كتابة قصص الأطفال بعد عملي كمدرسة واحتكاكي بعالم الأطفال المليء بالأسرار والتشويق، كما أن حبي للأطفال ومسؤوليتي تجاههم وإيماني بمدى تأثير القصص عليهم وانعكاسها على سلوكياتهم، كل ذلك كان حافزاً ومشجعاً لي لدخول عالمهم الممتع، فالطفل يحتاج إلى جمل قصيرة وأسلوب سلس ورشيق يناسب المستوى المعرفي البسيط له، واستطعت بذلك إيصال القيم والأفكار بطريقة مبسطة من خلال ربطها بأحداث طفولية مشوقة تجذب انتباهه وتقدم له المتعة والفائدة بآن واحد.

كانت البداية مع مجلة "أسامة" بمجموعة من قصص السرد والسيناريو، كما نشرت أعمالي في الهيئة السورية للكتاب، وبعض المجلات العربية كمجلة "أصدقائي" في "العراق"، وشاركت في معرض "القاهرة" الدولي بقصة قصيرة مع مجموعة من الكتاب عام 2020، وفي مشروع "مدى" الثقافي، ومشروع "المانجا" السورية الموجهة لفئة اليافعين

كما أن للطبيعة أثر واضح في كتاباتي، فمعظم قصصي تكاد لا تخلو من المظاهر الطبيعية والشخصيات الحيوانية المحببة للأطفال، فهذا النمط هو الأقرب إلى قلبي لأنني عشت به، فالكاتب وليد بيئته سواء كانت الثقافية والطبيعية، ويظهر تأثيرها في حروفه وكلماته».

من إصداراتها "صياح الديك"

وتابعت: «الأدب بالنسبة لي وسيلة لترجمة كل المشاعر والانفعالات التي تعتري خيالي ومكنوناتي، فهو وسيلة لنقل الأفكار وتغيير المجتمع، أما أدب الطفل فيعيدني إلى مراحل طفولتي الأولى لأروي القصة، وكأنني طفلة أمتلك ذات التساؤلات والأفكار، وبذلك تكون كتابتي أقرب إليهم، وأكثر ملامسة لهم وتأثيراً فيهم، كما أنني قمت بالعديد من المبادرات البسيطة ضمن محيطي بهدف تطوير مهارات الأطفال بالقراءة، فقمت بتوزيع البعض من قصصي عليهم للتشجيع على حب المطالعة، فهذه رسالتي التي أجسدها من خلال كتاباتي، بالإضافة إلى أن الأديب يحمل على عاتقه في ظل انتشار الإنترنت والألعاب الإلكترونية تنمية وعي وتفكير الطفل من خلال التركيز على اهتماماته وطرحها في القصص، والابتعاد عن الأساليب القديمة بهدف مواكبة التطور، فيمكن مثلاً تغيير الشكل التقليدي للصفحات والغلاف لتخاطب أكثر من حاسة، والاستفادة من التقنيات الحديثة لتطوير أدواته بحيث تكون القصص مصحوبة بوسائل تسلية لترغيب الطفل في القراءة».

وعن كتاباتها قالت: «كانت البداية مع مجلة "أسامة" بمجموعة من قصص السرد والسيناريو، كما نشرت أعمالي في الهيئة السورية للكتاب، وبعض المجلات العربية كمجلة "أصدقائي" في "العراق"، وشاركت في معرض "القاهرة" الدولي بقصة قصيرة مع مجموعة من الكتاب عام 2020، وفي مشروع "مدى" الثقافي، ومشروع "المانجا" السورية الموجهة لفئة اليافعين».

مع مجموعة من المؤلفين

"قحطان بيرقدار" رئيس تحرير مجلة "أسامة"، ومجلة "الطفل العربي" قال عنها: «تعرفت إلى الكاتبة "صبا منذر حسن" عبر مجلة "أسامة"، حيث تقدمت إلى المجلة بمجموعة من قصص الأطفال للنشر على صفحاتها، فقد لمست في هذه القصص بذور موهبة واعدة، تكتب قصصاً لطيفة وبسيطة وهادفة تناسب الأطفال، وغالبية شخصياتها ضمن قصصها تنتمي لعالم الحيوان، ثم انتقلت إلى كتابة القصة المصورة (الكوميك)، فقدمت لمجلة "أسامة" سلسلة قصصية مصورة بعنوان "مغامرات بندق" كل حلقة منها تقدم قصةً وفكرةً مستقلة، وعبرة جديدة، بالإضافة إلى أنها تسعى دائماً لتطوير نفسها وأدواتها، وهذا يدل على أنها تسير في الدرب الصحيح».

الجدير بالذكر أنّ الكاتبة "صبا منذر حسن" من مواليد "القدموس" في "طرطوس" عام 1994، درست اللغة العربية في جامعة "تشرين"، ولديها مجموعة من القصص المصورة منها "صياح الديك".

من قصصها مع مشروع "مدى"