استطاع الخوض في المجال الإعلامي السياسي بكفاءة وجدارة، واهتمّ بشأن الشارع السوري من خلال برامجه التلفزيونية، وسعى إلى نقل خبرته للجيل الإعلامي الناشئ، فقدم لهم دورات مجانية للنهوض بإعلام سوري مهني.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 20 حزيران 2020 مع الإعلامي "مجد هرمز" ليحدثنا عن مسيرته فجاء ضمن حديثه: «درست في كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم التاريخ في جامعة "تشرين" وتخرجت عام 2008، ثم حصلت على الماجستير في عام 2014، وأتممت دراسة الدكتوراه وحصلت على الشهادة فيها عام 2019 من جامعة "دمشق"، أطروحة الدكتوراه كانت مكمّلة لما درسته في رسالة الماجستير، والتي تتحدث عن دراسة تاريخية للسياسة الخارجية السورية منذ عام 1973 وحتى عام 1982، تعمقت فيها بالسياسة الخارجية السورية من منظور تاريخي وكيف تحولت سياستها من سياسة منفعلة إلى سياسة فاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكيف كانت وما زالت القضية الفلسطينية واستعادة الحقوق المغتصبة هي البوصلة التي تحدد وجهة نظر هذه السياسة، وكان تقدير رسالتي الماجستير والدكتوراه بدرجة ممتاز أعتز وأفتخر بها لأنها من جامعة "دمشق" التي تحمل شعار "وقل ربي زدني علماً"، وأما عن الجانب الإعلامي فلقد دخلت مجال الإعلام في عام 2012 وكان ذلك من خلال شاشة تلفزيون "الدنيا"، وهي القناة التي اكتسبت منها خبراتي الإعلامية الحقيقية، كونها القناة الأولى التي عملت بها، وتنوعت ممارساتي الإعلامية بين الميدان والشارع السوري وصولاً إلى الاستديو، حيث قدمت نشرات الأخبار وبرامج كان منها برنامج "الطيف الثامن" وهو برنامج سياسي أسبوعي استمر لمدة ستة أشهر تناول القضايا السياسية وعرض في عام 2014، يختص بتحليل الأحداث السياسية والبحث عن أطياف خفية لا تظهر على الوسائل الإعلامية، وبرنامج "كشف المستور" برنامج يومي جاء دون ظهور، تناول الملفات التي تتعلق بالحرب على "سورية" واستمر لأكثر من عام، كما شاركت في إعداد برامج أخرى في قناتي "سما" و"الدنيا" كان أبرزها "نبض الشرق، أجندة حوار، سورية والعالم"».

"مجد" على درجة عالية من الثقافة الإنسانية، وقد يبدو هذا المصطلح بحد ذاته غريباً، لكن "مجد" لطالما برع على الدوام في إسقاط إنسانيته على الجميع خلال نقاشاتنا التي لم تتوقف يوماً، وعلاوة على ذلك هو من أخذني بيدي لنقدم العلم مجاناً في جامعة "دمشق" انطلاقاً من رؤية جمعتنا على سمو تقديم المعرفة بهذه الطريقة، وأعتقد أن تشاركنا في هذا الأمر وسواه أضاف لي الكثير، ولا سيما أنه متقد الذكاء والبراعة في ضبط الحوار وهو ما كان واضحاً في مسيرته المهنية التي تمكّن خلالها من تقديم عدد من البرامج السياسية، وأقول له دوماً أنت من قدمت للشاشة وليست هي من قدمت لك

وأكمل د."مجد" حديثه قائلاً: «ومع ظروف الحرب التي طالت قناة "الدنيا"، تابعت عملي في قناة "سما" حتى عام 2019، ثم انتقلت للعمل في قناة "العالم سورية" وهي قناة جديدة تعنى بالشأن السوري وتتناول كل ما يهم الشارع السوري، حيث أقدم برنامج "استديو التاسعة" وهو برنامج يومي يتناول أبرز الأحداث في الساحة السورية وما يتعلق بها، والذي أبصر النور في نيسان عام 2020 الحالي، وأما عن الجانب الأكاديمي فأنا محاضر في كليتي الإعلام والآداب بجامعة "دمشق"، وقمت بعدة دورات تدريبية مجانية تطوعية لطلاب الإعلام وغيرهم من الاختصاصات بالتعاون والتنسيق مع إدارة كلية الإعلام والمؤسسة الحزبية في الجامعة - فرع جامعة دمشق لحزب "البعث"، وطبعاً ذلك بالاشتراك مع الاتحاد "الوطني لطلبة سورية"، الأمر الذي دفعني للقيام بهذه الدورات أن العطاء العلمي من أجمل وأرقى العطاءات ولا بد أن نعطي ونعلم الأجيال القادمة ما اكتسبناه قبلهم، من أجل استمرار الرسالة العلمية ولكي نستطيع بناء "سورية" من خلال كوادر إعلامية واعية، وبالتأكيد أنه لكل عمل رسالة ورسالتي كانت دعم ثقافة التطوع ونشرها ونشر الرسالة الإعلامية التي تتلخص بسعة الثقافة الإعلامية خصوصاً أن هذه الدورات أقيمت برفقة خيرة من الإعلاميين في المجالات السياسية والميدانية والمنوعة وغيرها والتي تدفع الطالب للتفاؤل بأنه قادر على تكوين شخصية إعلامية حقيقية».

من أجواء الدورة التدريبية في كلية الإعلام

وأضاف "هرمز": «وأما عن عملي في "الأمانة السورية للتنمية" حيث تعد صاحبة رسالة تنموية حقيقية فلقد أتاحت لنا المجال من خلال مناراتها سواء داخل جامعة "دمشق" أم خارجها للقيام بدورات تدريبية إعلامية مهنية، خاصةً في ظل ارتفاع أجور المراكز الخاصة للتدريب الإعلامي، وافتقاد المخابر (الاستديوهات) في كلية الإعلام للتطبيق العملي، ما يتيح للطلاب الراغبين بالخوض في المجال الإعلامي التدريب وتلقي الخبرة من كوادر إعلامية وطنية مارست العمل الإعلامي لمدة لا تقل عن السبع سنوات في ظل الحرب الإرهابية على "سورية"، وما أسعى لإيصاله للطلاب والمتابعين لي عبر البرامج التلفزيونية يتلخص بسعة الاطلاع والمعرفة والوعي بالكلمة واللغة، وعلينا دوماً أن نعلم أين نحن ومن نحن لندرك تماماً هذا العالم من حولنا، والأهم أن لكل وسيلة إعلامية أهميتها سواء كانت مسموعة أو مقروءة أو مرئية، ولا يمكن للتطور التكنولوجي أن يلغي إحداها، فلكل وسيلة خصوصية، ولا بد أن للصحف المكتوبة رونقاً خاصاً بها متعلق بأصالتها، إلا أن الإعلام الإلكتروني جاء ليجمع مزايا الوسائل كافةً من حيث سرعة الاستعمال وسرعة الوصول، وأما عن نفسي فأقدس جميع الوسائل الإعلامية التي أستطيع من خلالها إيصال رسالتي».

"نزار الرفيع" إعلامي في التلفزيون السوري قال: «خلال سنوات العمل الإعلامي كان يتضح لنا باستمرار الاعتلال الناتج عن فقدان التدريب لدى أغلب الوافدين إلى مجالات العمل، وهنا تمت دعوتنا لتدريب طلاب كلية الإعلام أنا وزميلي "مجد هرمز" ومجموعة من الزملاء الآخرين، بحيث تكون الدورات مجانية لجميع الطلاب ضمن كلية الإعلام، والنتائج المرجوة من التدريب صبّت في المنحى الذي طمحنا إليه والتي جاءت بعد العمل والتخطيط من قبل المدربين العاملين في المؤسسات الإعلامية لتقديم كل ما يحتاجه الطالب بخطواتٍ مدروسة ومنهجٍ موحد، وتمكنا من خلق مساحة ما بعد التدريب بيننا وبين الطلاب، وبما أنّ الدكتور "مجد" أساس هذا الفريق، فهو كان على اتصال مباشر ويومي بجميع الطلاب، وكان يساعدهم في أيّ شيء يحتاجونه ضمن المجال الإعلامي كصديق لهم، واستطاعوا التعرف على أساسيات العمل في ميدان الحرب السورية والاستديو أيضاً».

من أجواء الدورة التدريبية في الأمانة السورية للتنمية

"زهراء روماني" طالبة في كلية الإعلام وعضو في "الاتحاد الوطني لطلبة سورية" قالت: «شغلت لفترة من الزمن منصب المنسق الإعلامي في "الاتحاد الوطني لطلبة سورية"، وكنت المسؤولة عن التحضيرات للدورات التدريبية المجانية المقامة في كلية الإعلام، وهنا تم التعاون مع الدكتور "مجد هرمز" الذي أثبت جدارة كبيرة في التعامل مع الطلاب، فهو شخص مميز لديه طاقة شبابية عالية، وفي المجال الإعلامي هو إنسان ناجح لديه ذخيرة معرفية كبيرة وخبرة طويلة في المجال السياسي، وله تأثيره سواء على شاشة التلفاز أو بين الطلاب، كما يمتلك ثقافة التطوع وحب مساعدة الغير حيث أبدع في التدريب الإعلامي بسبب شخصيته التي سمحت له بقيادة التدريب من الألف إلى الياء، عدا عن أسلوبه المميز في الإلقاء التي تشد الطلاب إلى التركيز بكل ما يقوله وهذا بحسب آراء الطلبة الذين استفادوا من خبرته وأنا واحدة منهم، حيث اكتشفت نفسي من خلال المتابعة العملية التي قدمها لنا، وتعلمت أسس العمل الصحفي والإعلامي بفضل جهوده وجهود زملائه المشاركين في هذا التدريب».

"طارق علي" إعلامي في التلفزيون السوري قال: «"مجد" على درجة عالية من الثقافة الإنسانية، وقد يبدو هذا المصطلح بحد ذاته غريباً، لكن "مجد" لطالما برع على الدوام في إسقاط إنسانيته على الجميع خلال نقاشاتنا التي لم تتوقف يوماً، وعلاوة على ذلك هو من أخذني بيدي لنقدم العلم مجاناً في جامعة "دمشق" انطلاقاً من رؤية جمعتنا على سمو تقديم المعرفة بهذه الطريقة، وأعتقد أن تشاركنا في هذا الأمر وسواه أضاف لي الكثير، ولا سيما أنه متقد الذكاء والبراعة في ضبط الحوار وهو ما كان واضحاً في مسيرته المهنية التي تمكّن خلالها من تقديم عدد من البرامج السياسية، وأقول له دوماً أنت من قدمت للشاشة وليست هي من قدمت لك».

يذكر أنّ د."مجد هرمز" من مواليد محافظة "طرطوس" عام 1987، مقيم حالياً في "بيروت".