حبّه لمجال الإلكترونيات والتحكم، إلى جانب استيعابه لأحدث التقنيات الإلكترونية والحاسوبية والتحكم الآلي، عوامل مكّنته من تصنيع طابعةٍ ثلاثية الأبعاد كمشروع تخرجٍ نال عليه درجة شرف وتمويلاً من خلال مشاركته في مشروع "قفزة" لينتقل بمشروعه إلى مرحلة العمل على أرض الواقع.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 21 شباط 2020 مع "ربيع محمود" الفائز في مسابقة "قفزة" لمشاريع التخرج ليحدثنا عن اختصاصه والمشروع الذي تقدم من خلاله للمسابقة فقال: «سبب اختياري الهندسة التقنية واختصاص هندسة الأتمتة الصناعية هو حبي لمجال الإلكترونيات والتحكم، وفضولي لمعرفة كيفية عمل الآلات والمصانع بشكل آلي، وغيرها من المنشآت المؤتمتة، وأكثر ما يميز هذا الاختصاص هو الحاجة الدائمة له في كل زمان ومكان، فالعلم مهما تطوّر ومهما تطورت طرق التحكّم، تبقى هناك حاجة إلى مهندسين يعملون في مجال التحكم والأتمتة الصناعية.

تبرز أهميته في نواحٍ عدّة وهي إمكانية تصميم الطابعات محلياً بجودة أفضل من جودة الطابعات الصينية المستوردة، وبتصاميم هياكل ومجسمات يصعب القيام بها باستخدام أي آلة أخرى، أيضاً استخدامها بتصاميم الزينة، وصناعة الأطراف الصناعية التي تتميز بخفة الوزن والمتانة بآنٍ واحد، لكن ربما تواجهنا بعض الصعوبات، منها عدم توافر القطع المطلوبة لبعض التصاميم بسبب الحصار الاقتصادي أو عدم استيراد بعض القطع إلا بوساطة تاجر ما يفرض بعض التكاليف الإضافية

مشروعي هو عبارة عن طابعة ثلاثيّة الأبعاد، وهي من نوع "CNC"، والتي تعني تحكم رقمي باستخدام الحاسب، تقوم بطباعة أي تصميم نريده على شكل مجسّم ثلاثي الأبعاد، كالأطراف الصناعية والمجسمات المعمارية، أو أي تصميم نريده في حال عدم توافره في الأسواق المحلية، بحيث يمكن طباعة أو إنشاء القطع من عدّة مواد منها "ABS" و"PLA" و"Carponfiber"».

طابعة ثلاثية الأبعاد

ويتابع قوله: «المرحلة الأولى تمثلت في القيام بدراسة نظريّة لمبدأ عمل الآلة، ودراسة الحركة الميكانيكية، وتجهيز الكود البرمجي بعد اختيار المتحكم المناسب، ثم المرحلة الثانية وهي اختيار المحركات والقطع الإلكترونية التي تم تحديدها في مرحلة الدراسة النظرية، لتأتي بعدها المرحلة الثالثة، وهي مرحلة تصميم الهيكل، وفيها تمّ الاعتماد على تصاميم لشركات صينية في المجال نفسه، وهنا تتم دراستها ومعرفة عيوبها، والتعديل على هذه التصاميم من خلال برنامج "Solidwork"، ومن ثم قص الهيكل باستخدام الليزر، حيث استخدمت ألواح الإكرليك لهيكل الطابعة لتوافق الهياكل القادمة من الشركات الخارجية».

وعن أهمية المشروع، وأبرز الصعوبات المحتملة فقال: «تبرز أهميته في نواحٍ عدّة وهي إمكانية تصميم الطابعات محلياً بجودة أفضل من جودة الطابعات الصينية المستوردة، وبتصاميم هياكل ومجسمات يصعب القيام بها باستخدام أي آلة أخرى، أيضاً استخدامها بتصاميم الزينة، وصناعة الأطراف الصناعية التي تتميز بخفة الوزن والمتانة بآنٍ واحد، لكن ربما تواجهنا بعض الصعوبات، منها عدم توافر القطع المطلوبة لبعض التصاميم بسبب الحصار الاقتصادي أو عدم استيراد بعض القطع إلا بوساطة تاجر ما يفرض بعض التكاليف الإضافية».

تصنيع ذراع صناعية

وفيما يخص مشاركاته في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" ومشروع "قفزة" يختم حديثه بالقول: «كانت لي مشاركة جيدة في معرض "الباسل للإبداع والاختراع"، وهي مهمة من حيث إمكانية جذب المستثمرين أو المعجبين بالفكرة لتمويلها أو تطبيقها بشكل أكبر على أرض الواقع، أما مشاركتي في مشروع "قفزة" لدعم مشاريع التخرج من قبل منظمة "UNPD" فكانت مميزة، ومن خلالها تعلمت كيفية التسويق لمشروعي بشكل أفضل، وكيف أفكر بطريقة هندسية بشكل كامل، وفي النهاية تمكنت من الحصول على تمويل من الشركة يُقدر بعشرة آلاف دولار كدعم لي لأنتقل بالمشروع من مجرد مشروع طلابي إلى عمل حقيقي على أرض الواقع».

المشرف على المشروع الدكتور "علي أحمد محمود" رئيس قسم هندسة الأتمتة الصناعية قال: «امتلك الطالب "ربيع" في مشروعه إمكانيات ذاتيةً في القدرة على استيعاب أحدث التقنيات الإلكترونية والحاسوبية والتحكم الآلي، التي مكنته من تصنيع طابعة ثلاثية الأبعاد صغيرة، استطاع من خلالها تصنيع قطعاً وتجهيزات صغيرة بدقة كبيرة، اعتماداً على التجهيزات الإلكترونية والحاسوبية المتوافرة في السوق المحلية، وبتكلفة أقل بكثير وبما لا يقارن مع التجهيزات المستوردة، وهذه الطابعة التي تمّ تجميعها وبرمجتها وتشغيلها من قبله عملت بشكل جيد وموثوقية عالية، وتمتعت بمرونة في القدرة على تعديل التصميمات، و"ربيع" لم يكن لينتج هذا العمل لولا أنه استطاع أن يستوعب ما تعلمه خلال سنوات دراسته وما وفرت له الجامعة من مختبرات في مجال الأتمتة الصناعية تواكب المختبرات في مثيلاتها من الجامعات العالمية العريقة، وقد أظهر قدرةً عاليةً على امتلاك وفهم أحدث التقنيات الصناعية والبرمجية، وقدرةَ تشغيل واستثمار المتحكمات الصناعية المختلفة».

ويضيف: «عندما عرض عليّ مشرعه لأدققه، لم أجرِ عليه أي تعديل، فقد أنجز مشروعه بجهود ذاتية تستحق كل التقدير، ونال عليه درجة شرف، أما دوري كمشرف أو دور لجنة المناقشة هو فقط الثناء على عمله وتوجيهه لتطويره مستقبلاً، لتكون طابعة ثلاثية الأبعاد تسهم في تصنيع قطع وتجهيزات تحتاجها السوق المحلية، وتؤدي إلى الاستغناء عن استيراد مثيلاتها من الخارج، أيضاً كان للدعم الذي وفره مشروع "قفزة" أهميةً كبيرةً في تحفيز زملائه من الطلاب في زيادة الاهتمام بمشاريع التخرج، واختيار مشاريع يمكن تطبيقها محلياً، وتساهم في الاستغناء عن الاستيراد لبعض التجهيزات الممكنة التصنيع محلياً وتوفر لها الإمكانيات المادية والعلمية اللازمة».

يذكر أنّ "ربيع يوسف محمود" من مواليد "طرطوس" عام 1996، خريج جامعة "طرطوس" عام 2019 كلية الهندسة التقنية اختصاص هندسة الأتمتة الصناعية، وحالياً طالب ماجستير في الاختصاص نفسه.