هي المحبّة لكلّ عمل إنساني، وصاحبةُ اليد البيضاء والحضور اللافت في أيّ عملٍ تطوّعي أو خيري. اعتلت المنابرَ بكلّ جرأة، فهي الأدبية التي تمتلك موهبةً استثنائيةً وأفكاراً استلهمتها من طبيعة بيئتها وواقع عملها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 تشرين الأول 2019 الكاتبة "مرام ونوس" عضو مجلس مدينة "القدموس" لتتحدث عن أبرز ما ميّزها، فقالت: «ولدت ونشأت في بيت عظيم الحب، بيتٌ يحتوي القلب والشّعور، يحترم الاختلاف ويقدّسه، يتّسع للجميع ويحتويهم، متّسع لكل العوالم وجميع أشكال العمق ودرجاته وحسن الظن بالآخر، فأبي على الرّغم من قسوة ملامحه، لكنّه سندي في هذه الحياة، عرفنا الفقرَ وقلّة الحيلة، وقد حكمتني الظروف بتأخر أحلامي، فطفولتي تركت آثاراً لا تمحى من الدّاخل، وكما أنّ أيّ لفتة حبّ تعني لي الكثير، فأنا لا أبخل بها على أيّ طفل يضعه القدر في طريقي».

ولدت ونشأت في بيت عظيم الحب، بيتٌ يحتوي القلب والشّعور، يحترم الاختلاف ويقدّسه، يتّسع للجميع ويحتويهم، متّسع لكل العوالم وجميع أشكال العمق ودرجاته وحسن الظن بالآخر، فأبي على الرّغم من قسوة ملامحه، لكنّه سندي في هذه الحياة، عرفنا الفقرَ وقلّة الحيلة، وقد حكمتني الظروف بتأخر أحلامي، فطفولتي تركت آثاراً لا تمحى من الدّاخل، وكما أنّ أيّ لفتة حبّ تعني لي الكثير، فأنا لا أبخل بها على أيّ طفل يضعه القدر في طريقي

وتكمل حديثها: «جميع مراحل دراستي أتممتها في مدارس "القدموس" الجميلة، مراحل أكثر ما ميّزها اجتهادي وتفوّقي رغم شدّة الظروف التي تحدّتني لفترة ليست بقليلة، لكنني كنت الأقوى ونجحت في اختبار الحياة مرّةً أخرى، وأنا اليوم أكمل طريق تحقيق الحلم، وقد اخترت كليّة الحقوق، هذه الكلمة التي أعشقها حرفاً حرفاً وأستمتع بلفظها، فأنا سأصبح أستاذةً بالحب والإنسانية، وهذا هو الهدف الذي أسعى نحوه، لذلك تطوّعت في منظّمة الهلال الأحمر منذ ستّ سنوات، ومن هنا كانت الانطلاقة، ففي كل مجالات العمل الإنساني، وبشكل فردي صرت أسعى لأن أكون صلة وصل بين من هو مفيد ومن هو مستفيد، أيضاً عملت بعدّة جمعيّات تعنى بهذا الشّأن، وحصلت على عدّة شهادات تخصّ اهتمامي بالأطفال والطفولة. ولأنّي أسعى باستمرار لإثبات قدراتي من خلال تطوير مهاراتي المختلفة، اتّجهت لتعلّم اللّغات الأخرى كالرّوسيّة مثلاً، إلى جانب إتقاننا للغتنا الأم».

من إحدى التكريمات

وتتابع القول: «انطلاقاً من إيماني بقدرة الشباب اللا محدودة، وبسبب التهميش الذي يلاقونه في مختلف مؤسساتنا، أحببت الخوض في غمار هذه المعركة الشرسة، ولأنّ وجود المرأة في كل القطاعات أمر ضروري، ولأنّ المجالس المحليّة منبر للكثير من النّساء بحال توافر لديهن التّصميم والقوّة والخبرة، أحببت أن أكون إحداهن، وأنا حاليّاً أحد أعضاء مجلس مدينة "القدموس"، صعدت هذا المنبر علّي أستطيع مد يد العون لنفسي من جانب، ولأكون مشجعاً لأبناء جيلي من جانب آخر؛ خاصّةً من الإناث، أسعى دائماً لطرح الأفكار وإبداء الرّأي بما فيه الخير والمنفعة لأبناء منطقتي جميعهم، وقد كانت لي مشاركات في عدّة فعاليات، عملت بها مع عدد من أعضاء المجلس يداً بيد مع الأهالي».

وعن موهبتها الأدبيّة تختم حديثها قائلةً: «قد أتجرّأ بالقول أنني لم أطلق صفة الكاتبة على نفسي، لكن أترك للأيّام مهمّة إعطائي هذه الصّفة، فقد خرج الكلام منّي بعد كتمان امتدّ سنوات، فوجدتني بعدها أمدّ حروفي كبساط، أقرأ ما أكتب لأمي وأختي وأقرب النّاس إلى قلبي، لم أكتب إلّا ما أملته البيئة عليّ، ومن الواقع الذي أراه وأعيشه استلهمت أفكاري، وأخذت أعبّر بلغة بسيطة عما يجول في نفس كلّ إنسان، فأنا لا أحبّ التّسلّق على تلال الكلمات الجاهليّة، بل أكتب ما يفور بأعماق كل إنسان ليخرج كجنين من رحم أمه، ويرى النّور من بعد الظّلمة».

أثناء عمل "مرام"

وعنها يقول الدكتور "أكرم حسن"، وهو من أبرز المشجعين والداعمين لها في مختلف المراحل: «"مرام" الفتاة القدموسيّة الجميلة المميزة بكل شيء، مشروع أدبي وخيري وأخلاقي يكبر يوماً بعد يوم، وقد نجحَت بأن تكون ظاهرةً يجب الوقوف عندها والاقتداء بها، ففي كلّ نشاط اجتماعي أو خدمي أو تطوّعي أو خيري تجدها في المقدّمة، فهي متطوّعة في الهلال الأحمر، والمشاركة في كل حملات النّظافة، وأيضاً في حملات التّوعية ضد الأمراض؛ ومنها سرطان الثّدي، ولم تبخل يوماً بزيارة جرحى الحرب وذوي الشّهداء. كما أنّها في حالة بحث دائمة عن فاعلي الخير لتكون صلة وصل موثوقة بينهم وبين من يحتاج، أيضاً في رياض الأطفال لها حضورها اللّطيف، وفي المنتديات الأدبيّة تقدّم إبداعاتها المميّزة، وبكل جرأة تقدّم في المجلس البلدي وجهة نظرها بكل حريّة متخطّيةً مختلف القيود».

يذكر أنّ "مرام ونّوس" من مواليد "القدموس" عام 1991.