فكرةٌ بسيطةٌ غيرُ مسبوقةٍ لتوليد الطاقة الكهربائية من السير دونَ استخدام البدائل الطبيعية المتجددة، قدمها "محمود جاموس" و"جعفر حسن" و"محمد سليمان" طلابٌ من كلية الهندسة التقنية كمشروعٍ مبتكرٍ يمكن تنفيذه بتكاليفَ بسيطةٍ لإنارة الشوارع العامة أو المدخرات المنزلية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الشاب "محمود رضوان جاموس" طالب سنة ثانية في كلية الهندسة التقنية قسم الأتمتة الصناعية، بتاريخ 5 تشرين الأول 2019 ليحدثنا عن فكرة المشروع، حيث قال: «المشروع عبارة عن توليد الطاقة الكهربائية من خلال فعل المشي أينما كان ومنها ضمن الأماكن العامة بشكل عام أو الأماكن الخاصة، وجاءت الفكرة كوننا نستخدم فعل السير بشكل دائم في ظل أزمة المواصلات والظروف الاقتصادية التي نمر بها، فالطرق تعج بالعابرين.

قد تكون الظروف الحالية دافع لتوسيع الأفق نحو كل ما يخص تحقيق فائدة للمجتمع بشكل عام، وقد يكون الفكر السوري الشاب الذي حاول الكثيرون الاستفاده منه خارج إطار مجتمعنا، وهنا يمكن القول إنّ شغف الإلكترون هو ما جمعنا معاً خدمة للمجتمع الذي ننتمي إليه

فعملية السير على الطرق هي بمنزلة عملية ضغط عليها، وببعض التقنيات منخفضة التكاليف ويمكن تحويل هذه الطاقة الانضغاطية إلى طاقة كهربائية ذات جهد متناوب، وبالنسبة لمشروعنا الصغير فهو قادر على توليد كهرباء تصل إلى 25 فولطاً باستخدام تقنية البيزوالكترك (مكثف كريستالي) التي تعدّ الأفضل والأنسب من حيث انخفاض التكلفة المالية لها، فكل 20 قطعة (بيزو) تولد 40 فولطاً متناوباً.

كمية الطاقة المتولدة على جهاز الآفو

وبالنسبة (للبيزو) فهو عبارة عن سطحين متقابلين، الأول موجب والثاني سالب، وعند الضغط عليه يحدث تجاذب بين الشحنات، وهذا التجاذب يؤدي إلى توليد فرق كُمون (جهد) على طرفي (البيزو) قدره 3 فولطات تقريباً، وقد عملنا على الفكرة حوالي 5 أشهر حتى تمكنا من توظيفها بالشكل الواقعي الحالي، وهي غير مكتشفة سابقاً أو مطروقة على مستوى الشرق الأوسط».

ويتابع بتوضيح الدافع الذي جمعه مع بقية طاقم عمل المشروع: «قد تكون الظروف الحالية دافع لتوسيع الأفق نحو كل ما يخص تحقيق فائدة للمجتمع بشكل عام، وقد يكون الفكر السوري الشاب الذي حاول الكثيرون الاستفاده منه خارج إطار مجتمعنا، وهنا يمكن القول إنّ شغف الإلكترون هو ما جمعنا معاً خدمة للمجتمع الذي ننتمي إليه».

خلال التجربة

وبالنسبة لأهمية المشروع وإمكانية تطبيقه في الحياة الواقعية والمشاكل التي يمكن أن تعترضه قال "محمد شفيق سليمان" طالب سنة خامسة في كلية الهندسة التقنية قسم الأتمتة الصناعية: «تأتي أهمية المشروع من كونه اقتصادي إلى درجة كبيرة، ويمكن تطبيقه بشكل ناجح جداً في مختلف الأماكن العامة، ويمكن أن يكون بديلاً عن عناصر الطاقة البديلة، بكوننا لا نستخدمها أبداً لتوليد الطاقة الكهربائية، أي أنّنا تفوقنا على التوجهات العالمية الرامية لتوظيف الطاقات المتجددة وولدنا الطاقة من اللا شيء، حيث إنّ الطاقة المنتجة يمكن تخزينها في المدخرات أو استخدامها مباشرة في الأماكن العامة، بكون هذا الاستخدام سهل وبسيط جداً، حيث يمكن وضع قطع (البيزو) ضمن سجادة مطاطية أسفل حجارة الأرصفة ودون أي آثار جانبية».

أما الشاب "جعفر حسن" طالب سنة ثالثة في كلية الهندسة التقنية قسم الأتمتة الصناعية قال: «يمكن الاستفادة من هذه التقنية المكتشفة لإنارة الأرصفة التي نسير عليها فقط، وكذلك سلالم المباني خلال الوصول إلى المنازل الطابقية، ما يعني أننا أمام وفرة كبيرة في الطاقة، في ظل تعطش عالمي لهذه الطاقة، علماً أن تجربة توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الميكانيكية موجود ولكن من الطاقة الانضغاطية ليست مطبقة بعد، حيث يمكن أن يصل العمر الافتراضي لهذه المكثفات الكريستالية لنحو 15 عاماً».

خلال التكريم للفوز بالمركز الأول

الجدير ذكره أنّ المشروع شارك في معرض "فيوتانا 4" للمشاريع الهندسية وحصل على المركز الأول، وكذلك في معرض "الباسل للإبداع والاختراع".