لم يكن تحقيق الحلم صعباً بالنسبةِ لهُ، فتصميمهُ الكبير على النجاح وإرادته الصلبة من أبرز السّمات التي تحلى بها، وكانت عوناً له في طريق تحقيق النجاح.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 حزيران 2019، التقت المصمّم "سلمان محمد بركات" أصغر مصمّم أزياء في "سورية" ليحدثنا عن هذه الموهبة التي رافقته منذ الصغر، فحدثنا قائلاً: «لقد استهوتني منذ الطفولة اللعبة المسماة "باربي" التي كانت صديقاتي يلعبن بها، فكنت أحاول جاهداً أن أحيك من بقايا الأقمشة المتناثرة في المنزل ثياباً لها، لم يكن هذا الميول مقبولاً في زمن الذكورية، إلاّ أن لكل إنسان هواياته الخاصّة وأفكاره التي ينفرد بها، ولعلّ عالم الأزياء أوّل الأشياء التي لفتت نظري منذ البداية، لم يكن جعل هذا الحلم حقيقة على الأرض وواقعاً أعيش به بالأمر السّهل، فمن الصّعوبة بمكان أن تجد الدعم الّذي تحتاج إليه، لكن تبقى الأم هي السفينة التي تحاول من دون كلل أو ملل أن تسير بأبنائها إلى شواطئ النّجاح، فقدّمت لي دعماً معنوياً واجهت به كل الصعوبات، وبدأت العمل لكن في إطارٍ بعيد عن مجال التصميم، كان لا بدَّ من أن أنجح في مكان ما لأستطيع أن أبدأ التصميم البداية الّتي طالما حلمتُ بها».

أظن أن الطّموح لا بدّ أن يكون بحجم الشّغف، أنا أعشق التّصميم وأتمنى أن أبني مستقبلي بالطّريقة الصّحيحة، وفي الواقع العالميّة طموح كل إنسان، لكن أتمنى أن أضيف إليها لمساتي الخاصّة لأبرز شخصيتي وتميّزي، وأتمكّن من وضع بصمتي التي طالما حلمت بها

وتابع المصمّم "سلمان" حديثه عن أول تجاربه قائلاً: «لقد كانت تجربتي الأولى في عمر الثامنة عشرة عندما صمّمت فستاناً لملكة جمال السّاحل السّوري "زينة اسماعيل"؛ وهذه البداية كانت الأجمل والأصعب في الوقت نفسه، وكانت هناك عدة تجارب بعدها مع الفنانة "إيناس لطوف" إحداها كانت في أغنيتها "عمر تاني" حيث ظهرت بفستان من تصميمي، كما كان هناك تجارب عديدة مع "الموديل" "راشيل سيفو"، و"فينوس عبدو"».

الفنانة إيناس لطوف

أما عن رضاه عن هذه التّجارب والبداية المبكرة، فقال: «أظن أنّ البدايات المبكرة ليست جيدة في مكانٍ ما، كنت أتمنى الظهور في سن الـ25 وليس الـ18؛ وذلك لأنّ التّصميم ليس بالأمر السّهل كما يعتقد بعضهم، هي ليست مجرّد قطع قماش وعدّة مقصات وبعض الإبر، فالتّصميم يحتاج إلى الكثير من الخبرة؛ وهذه الخبرة تحتاج إلى العمل المتواصل والدّؤوب، والشّغف وحده ليس قادراً على جعلك إنساناً ناجحاً في مهنتك، فأنت تحتاج دائماً إلى العمل والتدريب من دون توقف، فتحقيق الأحلام ليس بالأمر السّهل».

وعن طموحه والمستقبل الّذي يحلم بتحقيقه أضاف "سلمان": «أظن أن الطّموح لا بدّ أن يكون بحجم الشّغف، أنا أعشق التّصميم وأتمنى أن أبني مستقبلي بالطّريقة الصّحيحة، وفي الواقع العالميّة طموح كل إنسان، لكن أتمنى أن أضيف إليها لمساتي الخاصّة لأبرز شخصيتي وتميّزي، وأتمكّن من وضع بصمتي التي طالما حلمت بها».

المصورة باميلا

وعن الأزياء وعالم "الموضة" وطبيعة التصاميم التي تستهويه، ومن أين يستوحي تصاميمه المختلفة، قال: «أحب الاختلاف في عملي، ولعلّ اختيار الألوان الصيفية في الشتاء أكثر ما يستهويني، وأظن أنّ ميولي لموسم الصّيف هو السّبب في ذلك، أحاول الابتعاد عن الموضة لأكوّن لنفسي موضة خاصّة، فأنا أحاول دراسة شخصيّة السّيدة لأصمّم لها ما يناسبها ويعكسها للمجتمع بالطّريقة الصّحيحة، أحاول الابتعاد عن الأقمشة اللمّاعة والبرّاقة؛ وهذا من صلب شخصيتي الفنّية، وفي بداياتي مع التصميم كنتُ أعتمد القصات المبتكرة، حيث كانت الفساتين البسيطة تستهويني، لكن مع مرور الوقت تغيّرت هذه النظرة، وتحولت ميولي إلى الشّك الناعم على التصاميم، وأنا أفضّل قماش (الكريب) أكثر من غيره، ويقتصر استخدامي لقماش (الدانتيل) على قصّات بسيطة، وفي أكثر القصّات أعتمد مخيلتي في تصميم الرسومات، وأظن أن ذلك يعود إلى حبي الكبير لهذه المهنة».

وفي لقاء مع المصوّرة الفوتوغرافية "باميلا" صديقة المصمّم "سلمان بركات"، حدثتنا قائلةً: «"سلمان بركات" اسم لهُ موسيقا خاصّة عند كل الأشخاص القريبين منه، صاحب التفاؤل والابتسامة الجميلة التي لا تفارقه أبداً، وشغف التصميم ولد معهُ، وكبرَ "سلمان" وكبُرَ هذا الشّغف لديه أكثر وأكثر، ومن اللافت للنّظر بالنسبةِ لي كصديقة مقربة منه أنّنا حين نذهب للتسوق معاً تبدأ عيناهُ من دون قصد السفر بين الأقمشة المعروضة؛ وكأن هناك ترابطاً قويّاً وصلة وصلٍ قويّة بينهما، "سلمان" صمّم عدداً من الفساتين التي لاقت رواجاً كبيراً، وقد برز من خلال تصاميمه لمساته الخاصّة من دون أي تقليدٍ للمصمّمين الأخرين، فهناك تناغمٌ كبير بين أفكاره وأعماله وتصاميمه التي ينتجها، والفن عنده لا يتوقف عند رسم وتطبيق التصميم، بل يسعى أن يبقى الأفضل ويتحدث عمله عنه وعن شخصيته، وأظن أنه بوجه عام يجب دائماً دعم النّاس أصحاب المواهب والفنون المتنوعة؛ لأنّ هناك الكثيرين من الأشخاص الموهوبين، الذين يمتلكون إمكانات كبيرة وفي مجالات متنوعة، ويجب تسليط الضوء عليهم باستمرار».

المصمّم محمد فطايري

كما التقينا المصمّم السوري "محمد فطايري" ليطلعنا أكثر على شخصيّة "سلمان بركات"، فتحدث قائلاً: «"سلمان بركات" مثال للشّاب الطّموح صاحب الابتسامة الجميلة والدائمة، لقد عمل بجدّ على تطوير نفسه حتى وصل بوقت قصير إلى مكانة كبيرة يحتاج المصمّمون إلى سنوات كثيرة ليصلوا إليها، لقد سافر "سلمان" بخياله وفكره وسار في طريق القمة منذ البداية، وتعلّم الفن من محيطه وبيئته، ووضع لمساته الخاصّة وإبداعه، فأنتج لونه الخاص وأسلوبه الفريد لقدرته على الشعور بتفاصيل التصميم من قماش ولون وشكل وغيره، وهو ينفرد بأسلوبه الخاص وطريقة تصميمه وكيفيّة استيحاء الأفكار؛ فمن أبسط الأشياء يعطينا تصاميم فنية أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها عالمية، "سلمان بركات" عبارة عن جرعة كبيرة من التفاؤل، فهو يقدم لعائلته وأصدقائه حتى بوقت الفراغ الإبداع والفن، وهو شخصٌ مسالم يسامح الجميع لأن قلبه لا يحمل في أفكاره سوى الفنّ الرّاقي الذي لا يقبل أن يلوثه بالأفكار السيئة، فيمكن القول إنّ مسيرته ملأى بالحب فقط، ولقد قدّم لعمله جلَّ وقته لأن حلم الوصول إلى العالميّة يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل، ويهتم بأدق التفاصيل في تصاميمه، ويختلف عن باقي المصمّمين بنظرته الشبابيّة المتجددة التي لا تعرف الجمود، أظن أن مستقبله مملوء بالمفاجآت السّارة، وهو حتماً سيلاقي نتائج هذا الجهد والإخلاص للعمل».

الجدير بالذكر، أن "سلمان بركات" من مواليد "طرطوس"، عام 1997.