عشقها للرسم جعلها تسعى إلى ترك أثرها على الآخرين في تطوير موهبتهم، وخاصة الأطفال منهم، فاتبعت أسلوباً أكاديمياً بقالب قريب إلى عقل الطفل وملكاته، إضافة إلى ترجمة أفكارها في لوحاتها الجميلة التي توجتها في مشاركات عديدة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنانة "مها بلول" بتاريخ 28 كانون الأول 2018لتحدثنا عن بداياتها في هذا المجال قائلة: «درستُ في كلية الفنون الجميلة، قسم التصوير الزيتي بـ"جامعة تشرين"، وتخرجتُ في نهاية السنة الماضية. أقدمتُ على المشاركة بمعارض مشتركة عديدة، منها معرض الكلية السنوي، ومعرض "هيشون" عام 2014 ومعرض الجامعة السنوي، إضافة إلى معرض المركز الثقافي في مدينة "اللاذقية"، ومعرض المكتبة المركزية بـ"جامعة تشرين". بدأ مشواري بمدينة "طرطوس" القديمة، بمعرض الشيخ "صالح العلي"، وشاركت في السنتين الأخيرتين بمعرض "ربيع اللاذقية" و"طرطوس" و"طريق الحرير"، وغيرها. ومؤخراً في معرض "طرطوس" القديمة في شهر تشرين الثاني 2018 كتجربة منفردة. وقد بدأت مؤخراً بأعمال جديدة، لكن بعض الظروف شاءت أن تؤجل هذه الخطوة إلى وقت لاحق».

كانت لي مشاركة في الصيف بدورة نادي الأطفال الصيفي (مادة أعمال يدوية)، استمر شهرين مع مشاركة لمئة وخمسين طفلاً، أثمر بها النادي بمعرض لمنتجاتهم التي قدمت بالورق الملون، إضافة إلى تدريسي كمدرّسة مساعدة في كلية العمارة، كان لطلاب الكلية نشاط كمعسكر صيفي لتجميل بهو الكلية، وقمت وبعض الأساتذة بمساعدتهم بجداريتين جميلتين

وعن مشاركاتها الأخيرة في معرض "طرطوس" القديمة، قالت: «اقترح الأصدقاء فكرة المعرض، وقمت بتقديم خمسة أعمال كمجموعة واحدة، وعملين قديمين. أطلقتُ على مجموعتي اسم "وجوه مهاجرة"؛ فهي تلامس واقع عدم الاستقرار للسوريين. أما الشخصيات في الأعمال، فلديها حيرة وبحث عن أمل، الأمل موجود، لكن مازالت تبحث عنه. بالنسبة لي أنا لا أكتب ولا أغني، بل أترجم ما يدور في ذهني وما أود أن أقوله بلوحاتي».

من معرضها الأخير

وتابعت حديثها عن نشاطاتها قائلة: «كانت لي مشاركة في الصيف بدورة نادي الأطفال الصيفي (مادة أعمال يدوية)، استمر شهرين مع مشاركة لمئة وخمسين طفلاً، أثمر بها النادي بمعرض لمنتجاتهم التي قدمت بالورق الملون، إضافة إلى تدريسي كمدرّسة مساعدة في كلية العمارة، كان لطلاب الكلية نشاط كمعسكر صيفي لتجميل بهو الكلية، وقمت وبعض الأساتذة بمساعدتهم بجداريتين جميلتين».

وأضافت الفنانة "مها" عن شغفها بتدريس الفن قائلة: «أقوم بتدريس "كورسات" ودورات تدريبية للأطفال، وبالنسبة لي الفن حياة، وكل طفل هو فنان، والهدف الأساسي لدي تطوير هذه الموهبة لديهم وشذب إبداعهم، فمن الجميل أن ترى أثرك في إبداع طفل.

من لوحاتها الجميلة

الرسم ليست مادة بسيطة أو غير مهمة، فهي حياة كل العلوم وأسلوب جميل لنرى العالم بطريقة خلاقة، والتدريس شغف رؤية أثرك المطور في شخصيات الآخرين.

ازداد حبي للتدريس بعد عدة تجارب قمت بها مع الأطفال، منها النادي الصيفي لهم، فكنت أرى السعادة بأعينهم عندما ينجزون شيئاً جميلاً من الورق فقط، أو عندما يخبرني الطلاب في المدرسة بسعادة لم يروها من قبل في إعطائي للساعة التدريسية التي أقدمها لهم، وهذا دافع كبير يمنحني شغفاً عظيماً للمتابعة».

تعليم الأطفال حب الرسم

وفي حديث للمهندسة "ميرنا يوسف" صاحبة الورشة الفنية التي تشارك "مها" في تعليم الأطفال بها، قالت: «بعد تعرّفي إلى "مها" لفت نظري هدوءها، ولكونها خريجة كلية الفنون اقترحت عليها تدريس الرسم للأطفال في الورشة لدي، حيث كانت التجربة مثمرة ورائعة معها، فالأطفال أحبوها جداً وليس هم فقط، بل أهاليهم أيضاً أعجبوا بطريقة تدريسها؛ فهي قريبة جداً من الأطفال وتقوم بتعليمهم الرسم على أصوله، فلا يغادر طفل من المرسم إلا بعد أن يكون مستفيداً ومستمتعاً جداً لأسلوبها الجميل، ففي أحد "الكورسات" التي قامت بتدريسها (كورس الرسم الهندسي) استمتع الأطفال واستفادوا كثيراً، فما كان منهم إلا أن طالبوها بإعادته مرة أخرى».

يذكر، أن المدرّسة "مها بلول" من مواليد مدينة "طرطوس"، عام 1994.