لتسهيل العمل وتوفير الوقت والجهد على المنتِج والزبون؛ ابتكر"حيدر سلامة" و"أكرم حسن" و"عمار نادر"؛ طلاب الهندسة التقنية بعد أيام وأشهر من التخطيط والتجارب، اختراعاً علمياً وظيفته تنظيم البضائع وتوزيعها في المؤسسات الإنتاجية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 كانون الثاني 2019، التقت أصحاب المشروع الذين تحدثوا عن مكانته عملياً وحاجته اليومية بهدف توفير الوقت والجهد، حيث تحدث "حيدر سلامة" صاحب فكرة المشروع قائلاً: «جاءت الفكرة من خلال متابعة معاناة الناس اليومية في الوقوف والانتظار على شبابيك بيع مادة الخبز، لتنظيم حالة الازدحام والفوضى، فأحياناً يكون هناك عدم عدالة في توزيع هذه المادة التي يحتاج إليها الانسان يومياً، وبالاستفادة من دراستنا حاولنا إيجاد الحل المناسب لحل هذه المشكلة بطريقة تقنية مؤتمتة، فكان مشروعنا عبارة عن مشروع لتنظيم الدور على نوافذ المنشآت الإنتاجية، مثل أفران الخبز».

جاءت الفكرة من خلال متابعة معاناة الناس اليومية في الوقوف والانتظار على شبابيك بيع مادة الخبز، لتنظيم حالة الازدحام والفوضى، فأحياناً يكون هناك عدم عدالة في توزيع هذه المادة التي يحتاج إليها الانسان يومياً، وبالاستفادة من دراستنا حاولنا إيجاد الحل المناسب لحل هذه المشكلة بطريقة تقنية مؤتمتة، فكان مشروعنا عبارة عن مشروع لتنظيم الدور على نوافذ المنشآت الإنتاجية، مثل أفران الخبز

وفي حديثه عن بداية التخطيط للمشروع، أضاف "حيدر": «نظراً إلى وجود مشكلات جمة في المنشآت الإنتاجية الحالية ونتيجة إهمال الناحية التنظيمية، عدا تزاحم المواطنين على نوافذ البيع كل يوم، أخذنا بعين الاعتبار أهمية كسب الوقت، إضافة إلى تطور كل الوسائل والأساليب التقنية الحديثة مع زيادة الاعتماد على الأتمتة الصناعية (أي التشغيل الأوتوماتيكي للمعامل)، أوجدنا فكرة لحل هذه المشكلة باستخدام هذه التقنيات.

حيدر سلامة

استغرق العمل نحو ستة أشهر؛ قمنا خلالها بتنفيذ النموذج على أرض الواقع؛ الذي تضمن سيران ناقلان وعدداً من المتحكمات المنطقية القابلة للبرمجة، إضافة إلى مجموعة من الحساسات والمحركات، حيث تم تجميع هذه القطع بعضها مع بعض بناءً على الدراسة النظرية المعمقة التي كنا قد أعددناها سابقاً مع زميلي "أكرم" و"عمار" وأخرجنا نموذجاً يحاكي المرحلة الأخيرة في توزيع البضائع للمنتجات (الأفران) يعمل وفق كالتالي: تسير أرغفة الخبز على السير الأول، حيث يتحسس الحساس الموجود في نهاية السير عدد الأرغفة، عندما يصل عدد الأرغفة إلى ثلاثة يتوقف السير الأول عن العمل، يتحرك السير الثاني بأحد اتجاهين بناءً على عدد الزبائن على كل نافذة، ويسير الخط باتجاه النافذة التي تحوي عدد زبائن أكبر، ويتم تحديد عدد الزبائن على كل نافذة من خلال مفتاح آني يضغطه كل زبون عند قدومه، وعند وصول الأرغفة الثلاثة إلى النافذة ينقص عدد الزبائن بمقدار 1 على هذه النافذة من خلال حساس ضوئي ويتوقف السير الثاني عن العمل، ثم يبدأ السير الأول بالعمل من جديد، عند تحسس أحد الحساسين الضوئيين اللذين يشيران إلى استلام الزبون للأرغفة، يتم إرسال إشارة من المتحكم PLC إلى شريحة ARDUINO عبر Relay بجهد دخل 24v وجهد خرج 5v لإحصاء عدد الربطات التي ينتجها الفرن خلال اليوم، وإظهارها على شاشة LCD».

وعن آلية عمل الابتكار في مجال الأتمتة الصناعية تحدث "أكرم حسن": «تم في هذا المشروع إنشاء نموذج تستخدم فيه عدة تقنيات مستخدمة في مجال الأتمتة الصناعية بدءاً من المتحكمات المنطقية القابلة للبرمجة PLC، وصولاً إلى الشرائح التطبيقية ARDUINO التي تستخدم (متحكمات AVR الشائعة الاستخدام، انتهاءً بكيفية الربط بين هذين المكونين مستفيدين من أساليب الاتصال الكهربائي)؛ وذلك كله بهدف حل مشكلة، والتخلص من أخطاء العامل البشري بما يهدف إلى تحسين الخدمة للمواطن».

فريق العمل في جناح معرض "الباسل للإبداع والاختراع" 2018

وربط "أكرم" مع زميليه تطبيق هذا النموذج المصغر في المؤسسات الإنتاجية والتجارية بعد إجراء التعديلات التي تسهم في تحويله إلى ما يناسب هذه المؤسسات من حيث الحجم واستطاعة المحركات، ويقول: «مقدرة المتحكمات على الاستجابة إلى متطلبات هذه الأحجام كبيرة، وبعد استخدام محركات مناسبة قد تكون متناوبة تحريضية مع علب سرعة ومشفرات (Encoders) تستخدم في أحزمة النقل في المعامل والمؤسسات وإضافة زواجل (Conductors) إلى المرحلات لتشغيل هذه المحركات ذات الاستطاعة الكبيرة ومتحكمات ذات عدد كافٍ من المداخل والمخارج، يمكن بعدها تطبيق هذا المشروع. يمكن تطوير المشروع بدرجة كبيرة، فعلى سبيل المثال يمكن إضافة واجهات "سكادا" وتطبيق نظم المعلوماتية الصناعية عليه مع تحسين خوارزمية عمل البرنامج في تنظيم الدور».

أما بالنسبة للصعوبات التي واجهت الفريق، فتحدث "عمار نادر" قائلاً: «منذ مرحلة دراسة الواقع والتخطيط للمشروع، وصولاً إلى تنفيذه وتطبيقه واجهتنا العديد من المشكلات، كان أبرزها عدم توفر أغلب القطع الإلكترونية الكهربائية اللازمة لتنفيذ المشروع ضمن محافظة "طرطوس"، فكنا نضطر إلى شراء القطع من خارج المحافظة؛ وهو ما أدى إلى هدر بعض الوقت في انتظار وصول القطع وتركيبها، إضافة إلى غلاء أسعار هذه القطع، لكن استطعنا بوقت مثالي أن ننجز العمل بالتعاون مع الزملاء وإشراف الدكتور "علي محمود" من جامعة "طرطوس" كلية الهندسة التقنية، الذي ساعدنا وقدم لنا نصائحه واستشاراته في كثير من الأمور، وكان مسروراً بهذا الإنجاز، ونشكر بدورنا هيئة "تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة" التي ساعدت في تأمين السكن والنقل وتوفير مساحة مناسبة للمعروضات في أرض معرض" دمشق الدولي 2018"، حيث كانت المشاركة إيجابية وخصوصاً بالنسبة لزائري الجناح، الذين أبدوا إعجابهم بالمشروع الذي يلامس حياتهم اليومية، إضافة إلى زيارة العديد من المسؤولين والمهندسين الذين وجدوا في المشروع حلاً لمشكلة نعاني منها. المشاركة كانت إيجابية جداً، وبالتأكيد نحن نسعى في كل عام إلى المشاركة في المعرض عن طريق مشاريع جديدة».

جهاز تنظيم البضائع وتوزيعها في المنشآت الإنتاجية

الدكتور "علي محمود" المشرف على المشروع تحدث عن ميزات الجهاز وخصائصه بالقول: «تمّ إجراء دراسة نظرية من قبل طلاب السنة الخامسة الهندسة التقنية، قسم الأتمتة الصناعية، والكلية تضمّ مخابر متميزة في هذا المجال، وتخدم العملية التدريسية والبحثية، كما تقوم بتقديم خدمات للقطاعات الصناعية والاقتصادية والخدمية كافة، المخابر والعلوم مكّنت الطلبة من التعامل مع التقنيات الحديثة من المتحكمات القابلة للبرمجة والمتحكمات الصغرية، كذلك قيادة العمليات الإنتاجية اعتماداً على عناصر التحسّس والقياس، كما يمكن تعميم الجهاز على خطوط إنتاجية مختلفة ليقوم بوظائف أخرى، وأخيراً تفتخر كليتنا بمناهجها ومختبراتها، وخريجيها؛ لأنهم أثبتوا جدارة في امتلاك التقنيات المتطورة، ويمكن التعويل عليهم جديّاً».

يذكر، أن "حيدر سلامة" و"أكرم حسن" و"عمار نادر" من مواليد محافظة "طرطوس" عام 1995، وهم خريجو كلية الهندسة التقنية، قسم الأتمتة الصناعية، شاركوا في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" 2018 على أرض مدينة المعارض في "دمشق".