تمكّن مصمّم الأزياء "رائد خضور" من تصميم أزياء جمعت بين بساطة التفاصيل ورقي التصميم عبر الخطوط العريضة التي يبتكرها فكرياً، ويرسمها على أوراقه الخاصة، ليخيطها بنفسه بأقمشة ذات ألوان عصرية، فهاجس تصميم الأزياء حلم الطفولة الذي يحققه بهدوء.

لم تمنعه شرقية مجتمعه من تحقيق حلمه، مع أنها أخّرت تحقيقه سنوات عدة، وأدخلته في اختصاص أكاديمي بعيد كل البعد عن هذا الخط كما يعدّه "رائد خضور" الذي كان ضيف مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 تشرين الثاني 2018، حيث تحدث عن بداياته مع تصميم الأزياء قائلاً: «أحب رسم الأزياء وتصميمها منذ الصغر، وقد رسمت الكثير منها في مرحلة مبكرة من عمري ضمن كل مكان كنت أشعر فيه بالراحة النفسية، لكن شرقية البيئة التي أعيش فيها أبعدتني بدايةً عن التفكير بالتخصص الأكاديمي فيها، فكانت دراستي لفرع هندسة المعلوماتية، وأيضاً فرع الاقتصاد، لكن عاد حلم الطفولة يتجسد أمامي وكأنه أمر واقع لا بد من الخوض فيه وتحدي كل الظروف لأجله، وكان لأسرتي الدور الأكبر في تحدي تلك الظروف عبر الدعم المادي والمعنوي.

بالنسبة للتسويق، فقد اعتمدت "السوشيال ميديا" وعارضات أزياء للترويج لتصاميمي، وقد كانت النتائج جيدة جداً، وجذبت فنانات وشخصيات كثيرة للاختيار منها وفق ألوانها المقدمة، ومنهم الفنانة "إيناس لطوف" التي اختارت فستانين بعد أن تم عرضهما بواسطة عارضة الأزياء "لين العبد الله"

التحقت بمركز "طالب" الدولي للتدريب لتأطير موهبتي عبر دراسة تصميم الأزياء، وحصلت على شهادة دبلوم بالقص والخياطة، وقد خدمني في ذلك دراستي لهندسة المعلوماتية، فبتّ أصمّم الرسومات على الحاسوب بدقة عالية، وأقوم بإنتاجها بأدق تفاصيلها من دون مساعدة أحد، وهذا مكنني من بدء تحقيق الذات.

من تصاميمه

وبوجه عام أتخيل الخطوط العريضة للتصميم في مخيلتي أولاً، وأتخيل أدق تفاصيله والشخصية التي تناسبه ويناسبها، ثم أقوم بتنفيذ هذه الخطوط العريضة على "كروكي"، وأرى فيه النواقص والعيوب والتميز بميزان متقارب، وأنفذه يدوياً بعد إجراء التعديلات عليه وتلافي كل ما يشوبه من وجهة نظري، ليكون جاهزاً للعرض عبر عارضة أزياء متخصصة».

وعن البساطة والرقي اللذين جمع بينهما، قال: «البساطة في التصميم مهمة جداً ومرغوبة بالنسبة للناس، ولا أبالغ إن قلت إنها ميزة تميزت بها بالنسبة لما قدمته لمختلف المناسبات، فمن خلالها تتجسد ماهيتي الشخصية التي قد تكون في يوم من الأيام بصمتي الخاصة التي تعبّر عني.

من تصاميم رائد

وهنا أود الإشارة إلى أنني لا أحب "الموضة" الغربية، وإنما أميل إلى تجسيد التصاميم الشرقية بروح عصرية تتدخل فيها روح الشباب، وأتابع دائماً المصمّمين الشرقيين للاستفادة من خبرتهم في دقة التفاصيل، لكوني أهتم بهذه التفاصيل كثيراً، وأشعر بأنها كالبصمة التي يمكن أن تكون خاصة في كل تصاميمي».

وفيما يخص أكثر الألوان جذباً له، وكيف تمكن من دمج المتنافر منها، قال: «لكل فصل من فصول السنة ألوانه الخاصة، لكن بوجه عام حاولت الدمج بين الألوان باحترافية عالية لتكون لافتة ومميزة ومتفردة، فمثلاً الألوان الفاتحة كالأبيض والأصفر التعامل معها دقيق جداً، وهنا كان لا بد من عملية كسر لهذا الحاجز ليكون ما يحمله من التصميم متفرداً، وهكذا بالنسبة للألوان الشتوية.

المصمم رائد خضور

ويلعب الدور الأساسي هنا معرفة اختيار نوعية الأقمشة المناسبة لكل منها، حتى يكون العمل متكاملاً ولا يخرج عن الروح الشرقية، فالأقمشة "السادة" شغفي بالتعامل، وفيها أضع بصمتي الخاصة من خلال التفاصيل بالتصميم، التي أرغب بإظهار أو إخفاء تفاصيل الجسد بها، وهذا ينعكس على خصوصية كل تصميم ومناسبته المجتمعية، إن كان لمناسبة خاصة أو عامة».

وعن عملية التسويق والترويج، قال: «بالنسبة للتسويق، فقد اعتمدت "السوشيال ميديا" وعارضات أزياء للترويج لتصاميمي، وقد كانت النتائج جيدة جداً، وجذبت فنانات وشخصيات كثيرة للاختيار منها وفق ألوانها المقدمة، ومنهم الفنانة "إيناس لطوف" التي اختارت فستانين بعد أن تم عرضهما بواسطة عارضة الأزياء "لين العبد الله"».

وفي تواصل مع الفنانة "إيناس لطوف" أكدت أن تصاميم "رائد" تحمل البساطة البعيدة عن التكلف والتعقيد والرقي في خطوطها وتفاصيلها، وكذلك اختياره للأقمشة المريحة خلال الارتداء كان موفقاً، وهذا ما جذبني لتصميمين اقتنيتهما لأقدم بهما حفلاتي، ومجمل هذا يحمّله مسؤولية كبيرة تجاه تقديم المزيد من الإبداع الشرقي».

يشار إلى أن المصمّم "رائد محمد خضور" من مواليد مدينة "طرطوس"، عام 1998.