مبادرة وطنية تقوم على إنجاز الطلاب من مختلف المحافظات السورية بإشراف مدرسيهم والموجهين الاختصاصيين في مديريات التربية لأفلام قصيرة يعرضون من خلالها تاريخ وحاضر مدنهم وقراهم، لكن باللغة الفرنسية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 تموز 2018 الموجهة الاختصاصية في مادة اللغة الفرنسية "لمى عيسى" لتحدثنا عن المشروع، حيث قالت: «ضمن خطة وزارة التربية لتفعيل المبادرات الطلابية والأنشطة اللاصفية، وبما يتوافق مع المناهج المطورة لدعم مهارات الطالب اللغوية، وربط ما يتعلمه بواقعه الحياتي، جاءت فكرة المشروع الوطني، وهي فكرة مستلهمة من منهاج اللغة الفرنسية للصف العاشر، ومن الحب الذي يحمله كل منّا لبلدنا الحبيب "سورية"، حيث يقوم كل طالب من مختلف المدن والقرى السورية بالتعريف عن مدينته أو قريته وما يميزها من تراث أو آثار أو نمط حياة، يعرف عن ذلك عبر فيلم قصير كما لو أنه مقدم تلفزيوني أو دليل سياحي، وهذه الأفلام القصيرة سوف نعمل منها فيلماً وثائقياً يعرض معالم كل مدننا السورية وما يميزها، لكن بلسان طلابها».

يتم ذلك عبر صفحتي الشخصية وصفحات الأصدقاء ومجموعات اللغة الفرنسية والزملاء المدرسين وموجهي المادة، وللطلاب المشاركين وأصدقائهم دور في ذلك، وقد لاقت الفكرة حماسةً كبيرة ليس فقط من طلاب الأول الثانوي، لكن أيضاً من عدة صفوف، وشاركوا بفاعلية كبيرة في إنجاز هذه الأفلام، وبرع بعضهم في الأداء بأسلوب متميز، كما تلقينا الدعم والتشجيع من التوجيه الأول في وزارة التربية ممثلاً بمنسقة مادة اللغة الفرنسية، ورئيس دائرة التوجيه الموجه الأول "عماد هزيم"، ومديريات التربية والمدرسين في المحافظات، وأيضاً دائرة الآثار والسياحة

وعن الهدف من المبادرة قالت: «سوف يخرج الطالب من الغرفة الصفية وينفتح على الآخر، كما لها أهمية في إظهار مهاراته اللغوية، وتوظيف مكتسباته اللغوية في الغرفة الصفية ويربط ما تعلمه في مدرسته بواقعه الحياتي، وهنا يضيف إليه مهارات سيكتسبها، منها الثقة بالنفس، وتكوين الشخصية المستقلة، أيضاً من الأهداف المهمة تنمية مهارة البحث عند الطالب، فهو يجمع المعلومات المتعلقة بموضوع مدينته ليقدمها بطريقته هو، كما تهدف المبادرة إلى تفعيل وتنمية روح العمل الجماعي، حيث نلاحظ أن بعض الأفلام نفذها مجموعة من الطلاب، فمنهم من كان المصور، ومنهم من جمع المعلومات، ومنهم من قام بعملية المونتاج، إذاً هم اجتمعوا لإنجاز عمل متكامل بإشراف المدرّس، ويعدّ هذا النشاط محفزاً للطالب لزيارة الأماكن السياحية في بلده، وفي هذا تشجيع على السياحة الداخلية، كما سيتعرف أبناء الوطن الواحد إلى بعضهم ومدنهم؛ وهو ما يساهم في تنمية الشعور الوطني لديهم، ومن خلال هذه المشاركات سيتغلب الطالب على خجله وتصبح اللغة بالنسبة له وسيلة تعبير عن واقع حياتي».

منسقة اللغة الفرنسية إيمان برادعي

مجموعة من الأفلام أنجزها وينجزها الطلاب باللغة الفرنسية بإشراف مدرسيهم، يتم نشرها على صفحة أنشأت خصيصى لهذا الغرض باسم "Project National"، عن كيفية الترويج لهذه الصفحة والتعريف بها لتصل إلى أكبر شريحة من السوريين، قالت: «يتم ذلك عبر صفحتي الشخصية وصفحات الأصدقاء ومجموعات اللغة الفرنسية والزملاء المدرسين وموجهي المادة، وللطلاب المشاركين وأصدقائهم دور في ذلك، وقد لاقت الفكرة حماسةً كبيرة ليس فقط من طلاب الأول الثانوي، لكن أيضاً من عدة صفوف، وشاركوا بفاعلية كبيرة في إنجاز هذه الأفلام، وبرع بعضهم في الأداء بأسلوب متميز، كما تلقينا الدعم والتشجيع من التوجيه الأول في وزارة التربية ممثلاً بمنسقة مادة اللغة الفرنسية، ورئيس دائرة التوجيه الموجه الأول "عماد هزيم"، ومديريات التربية والمدرسين في المحافظات، وأيضاً دائرة الآثار والسياحة».

منسقة مادة اللغة الفرنسية في وزارة التربية "إيمان برادعي" قالت: «مثّلت المبادرات الطلابية وتفعيلها جزءاً من عملية التطوير، وذلك سعياً لدعم تفعيل المهارات الشفوية، وإتاحة الفرصة أمام الطلبة لاستخدام اللغة شفهياً وكتابياً ضمن المواقف الحياتية، ومن المبادرات المبادرة التي تقدمت بها الموجهة الاختصاصية "لمى عيسى"، التي تتعلق بإتاحة الفرصة أمام الطلبة لتقديم أفلام وثائقية عن مدنهم وقراهم وعاداتهم وتقاليدهم، والفكرة بدايةً كانت مقتصرة على محافظة "طرطوس"، لكن تطورت عبر التواصل عن بعد بين فريق الموجهين الاختصاصيين وفريق المدربين المحليين للغة الفرنسية في كل المحافظات، ووفق توجيهات المعنيين في الوزارة لتفعيل هذه المبادرة على صعيد وطني تحت عنوان: "سورية في عيون أبنائها الطلبة"، ويعدّ هذا المشروع جزءاً أساسياً من فعاليات المبادرات الطلابية التي أقيمت في عشر محافظات، وقد شارك عدد كبير من الطلاب في إنجاز الأفلام، وعرضت أثناء المعارض المحلية للمبادرات الطلابية في المحافظات، وسيصار إلى عرض مختارات منها حسب جودة اللغة والجودة الفنية ضمن المعرض المركزي بمبادرات الطلابية في اللغة الفرنسية، الذي سيقام في "دمشق" خلال النصف الأول من شهر آب القادم».

الموجهة الاختصاصية لمى عيسى

أما "علي أحمد" من الطلاب المشاركين، فقد تحدث لنا عن تجربته، حيث قال: «الفيلم القصير باللغة الفرنسية كان من أهم النشاطات التي شاركت فيها، وكان دافعي كمواطن تقديم بلدي إلى العالم بصورته الحضارية، وأنه على الرغم من سنوات الحرب مازال ينبض بالحياة، وما زال الإنسان فيه واقفاً على قدميه بكل قوة وصلابة، تجربة ساهمت في إثراء معرفتي عن مدينتي حيث أعيش، وأصبحت أراها بصورة مختلفة، فتحولت في نظري من "جبلة" المدينة الصغيرة إلى مدينة الإله "بعل"، وقد زرت المدرج الروماني وتعرفت إلى أقسامه، أيضاً مسجد السلطان "إبراهيم" وأهميته التاريخية، ومسجد "المنصوري" الذي كان يوماً ديراً مسيحياً، واكتشفت أنه في كل شارع حكاية، ولم يتحدث الفيلم عن التاريخ فقط، بل تحدث عن طابع المدينة وصخب الحياة الحضرية، وحيوية الأسواق فيها، وانتقلنا إلى الريف الهادىء والصناعات التقليدية والمأكولات الشعبية، ولم ننسَ إلقاء الضوء على شخصيات وأعلام من هذه المدينة الرائعة، وبعد هذه التجربة الرائعة أوجه الدعوة إلى توسيع أنشطة ومبادرات كهذه لنتعرّف أكثر إلى بلدنا، وننقل صورة "سورية" الحقيقية إلى العالم أجمع».