يسعى "محمد إبراهيم" باستخدامه لعبة الشطرنج التي ألّف منهاجاً تدريبياً خاصاً بها لتنمية المهارات العقلية للأطفال والناشئة، بهدف تنمية طرائق التفكير، وإيجاد الحلول للمسائل والمشكلات الحياتية.

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 3 كانون الأول 2017، يقول: «في الدماغ مراكز تخصصية متعددة، منها مركز التفكير، ومركز الكتابة، ومركز السمع والبصر، وأيضاً مركز حل المشكلات التي تصادف الإنسان في حياته، وبتنمية هذا المركز الدماغي وتطويره، يتمكن المرء من إيجاد الحلول السريعة والمجدية بعد تحليل المعطيات ومعالجتها بسرعة لمختلف المشكلات التي تواجهه، ومن هنا كان التوجه نحو الأطفال لتنمية مركز حل المشكلات وتطويره في سن مبكرة، لأنهم في مرحلة يمكن العمل عليها، لأن اتخاذ القرارات السريعة لا تكون ذات نفع إن لم ترتكز على تحليل للمعطيات ومعالجتها وإيجاد الحلول بزمن قياسي، ودور الشطرنج هنا طرح المشكلات عبر مسائل رياضية، وتحليل معطياتها ودراستها بزمن محدود، وتقديم النقلات الجيدة».

الخيارات مفتوحة ومتعددة، ويبقى اتخاذ القرار للأفضل هو المهم لكي يحافظ اللاعب على حياة وزيره، وكل هذا باعتماد قواعد وأنظمة وضوابط. وبالمجمل يمرن الطفل عقله الفطري يومياً على التحليل وإيجاد الحلول، والفائدة تنعكس على حياته ودراسته؛ لأن أغلب ما يتعلّمه يحتاج إلى التفكير بالمسائل الرياضية والفيزيائية والخروج بالحلول

إن ما يحدث على رقعة الشطرنج يشبه مسيرة الحياة بمختلف معطياتها، ويضيف: «الخيارات مفتوحة ومتعددة، ويبقى اتخاذ القرار للأفضل هو المهم لكي يحافظ اللاعب على حياة وزيره، وكل هذا باعتماد قواعد وأنظمة وضوابط. وبالمجمل يمرن الطفل عقله الفطري يومياً على التحليل وإيجاد الحلول، والفائدة تنعكس على حياته ودراسته؛ لأن أغلب ما يتعلّمه يحتاج إلى التفكير بالمسائل الرياضية والفيزيائية والخروج بالحلول».

مدرس الرياضيات محمد إبراهيم

للعبة الشطرنج دور كبير في توجهه الأكاديمي، ويؤكد ذلك بالقول: «أمارس لعبة الشطرنج يومياً منذ كان عمري خمس سنوات؛ وهذا دفعني إلى دراسة اختصاص الرياضيات أكاديمياً، ونتيجة ممارسة هذه اللعبة كنت متميزاً في الرياضيات بدرجات تفوق بقية المواد الدراسية، واللافت هنا أنني كنت خلال عملية شرح الدرس ومرحلة طرح المسألة من قبل المدرّس، أتخيل ما يتحدث عنه وأحلله وأخرج بالحل قبل انتهاء عملية الشرح والتساؤل، ولا أنكر أنني كنت أبحث باستمرار عمن يمارسها معي، وهذا دفعني بعد أن أصبحت مدرس مادة الرياضيات إلى التشجيع على ممارستها بين الأطفال، ومن هنا خرجت بأهميتها فيما أهدف إليه، وتوجهت إلى الفئات العمرية ما بين ست سنوات واثنتي عشرة سنة، والمشروع طويل الأمد ويحتاج إلى مراحل زمنية لظهور النتائج، لكن المهم الانطلاقة».

حصل "محمد" على المركز الأول ببطولة تنشيطية في أعياد تشرين عام 2015 بلعبة الشطرنج، التي أقيمت بنادي "العمال" بمحافظة "حمص"، وهو يعمل بالمجال التطوعي، يقول: «عملت في المجال التطوعي ضمن فريق "سلام يا طبيعة"، ونشرت فكري تجاه تنمية المهارات بلعبة الشطرنج لدى أطفال الفريق، ومن يرغب من أعضاء الفريق، وكنت حينئذٍ ضمن اللجنة الفنية الرياضية للعبة في الاتحاد الرياضي بـ"طرطوس"، ونتيجة بعض المواقف الشخصية اعتزلت عن مهامي فيها، وخسرت المكان فقط، وبقي الفكر والهدف الذي أسعى إليه موجوداً، وأصبحت أكثر حماسة من السابق، فتوجهت متطوعاً نحو المقاهي لممارسة النشاطات وإقامة البطولات التدريبية الودية، وعلى نفقتي الشخصية، وقد أثمرت جهودي بحصول أحد الشباب الذين دربتهم على بطولة المحافظة للشباب».

منهاج لعبة الشطرنج

ويتابع: «ما أعمل عليه يندرج حالياً ضمن أنشطة فريق "سلام يا طبيعة"، وأستخدم المقر للتدريب والتعليم، وأهم ما قدمته ضمن الفريق بالاستفادة من تنمية المهارات العقلية لإيجاد الحلول الناجعة، كان خلال حملة قطاف الحمضيات ومكافحة ذبابة الفاكهة، والمطلوب جمع أكبر عدد من العبوات البلاستيكية لإعادة تدويرها وصناعة المصائد منها، وهنا قدمت حلاً سريعاً وغير مطروق بالتوجه إلى المدارس والطلب من كل طالب عبر المديرين إحضار عبوة واحدة، وتمكنت من جمع نحو 1000 عبوة بزمن قياسي».

وله في هذه اللعبة إنجاز يحتسب له، يتحدث عنه بالقول: «نتيجة قراءتي وتحليلي للعبة على مدى سنوات طويلة، تمكنت من وضع منهاج خاص ترجمتي وتأليفي، أسميته "مفاتيح الشطرنج الأكاديمي" يهدف إلى تعليم مفاهيم اللعبة وأجزائها ولغتها السليمة، وكيف نتعامل مع اللعبة بطريقة صحيحة، وهذا هدف قريب. أما الهدف البعيد، فهو وضع هواة الشطرنج على الطريق الأكاديمي الأساسي لتطوير المهارات بالاستمرارية والمتابعة، ولو فردياً فيما بعد بالنسبة للاعب».

وفي لقاء مع الصيدلانية "لما حسن" المطلعة على تجربة وإنجازات "محمد"، قالت: «"محمد إبراهيم" من أهم المحركين لنشر هذه اللعبة وإخراجها من الدائرة المغلقة للاعبين، بل وتحويل أبطالها إلى أسماء معروفة في المجتمع، من خلال إيمانه باللعبة والترويج لها، واستثمار جميع أنشطته الاجتماعية للتعريف بها وبأبطالها، فضلاً عن دعمها إلكترونياً وبحثه الدؤوب عن وسائل حديثة وجذابة لجذب اهتمام الجمهور، خاصة الشباب والأطفال، إضافة إلى جهوده في العمل على تنظيم بطولات وإدخال اللعبة إلى المدارس لتحويلها إلى ثقافة».

يشار إلى أن مدرّس الرياضيات "محمد عبد الكريم إبراهيم" من مواليد "طرطوس"، عام 1986.