مطحنة حبوب مخبرية مؤتمتة العمل، هي مشروع تخرج مجموعة من طلاب كلية "الهندسة التقنية"، يسعون من خلاله للحصول على براءة اختراع؛ انطلاقاً من أهميتها بتسهيل العمل المهني، ومنافستها للأجهزة العالمية، وتوفيرها للقطع الأجنبي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 شباط 2016، الطالبة "رنيم يوسف" من قسم "تقانة الأغذية" في "كلية الهندسة التقنية"، وإحدى الطالبات المشاركات بالمشروع؛ حيث قالت: «انطلاقاً من أهمية الحبوب في المجال الاقتصادي، ولكونها أهم مصادر الطاقة لاستمرارية الحياة، وبما أنها دخلت في مجال الصناعة، كانت انطلاقة فكرة مشروعنا وتصميمنا "مطحنة الحبوب المخبرية"، لذلك حاولنا أن تكون مشابهة لأفضل التصاميم الحديثة العالمية، ومتميزة عما هو متوافر ومستخدم في بلدنا، فتصميمنا يتميز بأنه مؤتمت، ويمكن له أن يعمل يدوياً، وهذا دافع أساسي في السعي للحصول على براءة اختراع».

لقد تم تجريب طحن القمح والذرة والأرز ضمن الآلة، وكان أداؤها جيداً، وهنا يجب الإشارة إلى أن هذه المطحنة يمكن أن تعمل بنوع واحد من القمح القاسي أو الطري من دون الحاجة إلى خلطهما على خلاف ما هو معروف في مطاحننا

وعن أقسام التصميم تقول: «الآلة تتألف من المحرك الرئيس؛ حيث تنتقل الحركة منه عبر البكرات إلى المحور الأساسي، ولدينا قمع توضع فيه الحبوب مع وجود حساس مستشعر بوجود الحبوب ضمن القمع، ليعطي أمراً بدفع الحبوب إلى حجرة الطحن وأقراص الطحن عبر لولب، وضمن حجرة الطحن قرصان: الأول ثابت، والآخر متحرك، بينهما نابض وظيفته التحكم بالمسافة بين القرصين لتحديد مستوى نعومة منتج الطحن، وهذا التحكم يتم يدوياً أو عبر الدارة الإلكترونية المؤتمتة، ولدينا محرك للتعيير الأوتوماتيكي، ليتم فصل النخالة عن الدقيق، حيث نستخلص الدقيق وتبقى النخالة على الغرابيل المزودة بمحرك لإتمام عملية الاستخلاص».

مطحنة حبوب مخبرية

وتضيف: «لقد تم تجريب طحن القمح والذرة والأرز ضمن الآلة، وكان أداؤها جيداً، وهنا يجب الإشارة إلى أن هذه المطحنة يمكن أن تعمل بنوع واحد من القمح القاسي أو الطري من دون الحاجة إلى خلطهما على خلاف ما هو معروف في مطاحننا».

وفي لقاء مع الدكتور "ياسر قرحيلي" المشرف على المشروع، قال: «تركز عملنا على تصميم وتنفيذ آلة لطحن الحبوب مخبرياً، حيث يمكن الاستفادة منها في الحصول على عينات ملائمة لمراحل وخطوات التحليل المخبري، الهادف إلى معرفة التركيب الكيميائي للحبوب، ومدى مطابقتها للمواصفات القياسية السورية أو الدولية، وكذلك الحصول على جهاز مخبري يستخدمه الطلاب في الجلسات العامة الخاصة بالمقررات المتعلقة بالحبوب أو التحليل الكيميائي، وهو ما يسهل عليهم العملية التدريسية، ويضمن لهم كفاءة العمل».

ويتابع: «كما يعد هذا المشروع خطوة داعمة لتسهيل العمل المهني الخاص بكلية "الهندسة التقنية"؛ حيث تسهل هذه الآلة أو المطحنة تجهيز العينات المخبرية المراد قياس محتواها من الرطوبة أو البروتين أو الدسم أو الرماد، وتكمن أهميته في نقاط عدة، منها: تحفيز الطالب في قسم تقانة الأغذية على التصميم والابتكار، والقدرة على تقديم جهاز متطور مشابه للأجهزة العالمية وبقدرات وإمكانيات محلية، وخلق روح العمل الجماعي لديه من خلال التعاطي مع زملائه في المشروع أو مع المشرف عليه، إضافة إلى زرع روح التحدي لدى الطالب في مواجهة صعوبات العمل الحالي، وخاصة في ظروف الأزمة التي نمر بها، وكذلك في القدرة على تحقيق بعض المواصفات العالية الجودة في الآلة المنجزة، ومن أهمها أن تكون مؤتمتة ويمكن قيادتها من خلال الكمبيوتر».

أما القيمة المضافة للعمل فتكمن بحسب رأي المهندس "منذر عيسى" المشرف على المشروع بالخبرات الوطنية، حيث قال: «إن تصميم أو تنفيذ أي جهاز مخبري بأيدٍ وطنية متمثلة بالطلاب، هي توفير للقطع الأجنبي وخاصة مع صعوبة شراء هذه الأجهزة من الشركات العالمية بالعملة الصعبة في ظروف العقوبات الاقتصادية الحالية، إضافة إلى تسهيل العمل الأكاديمي وتوفير مستلزمات العمل المخبري للطلاب خلال سنوات الدراسة، وتطوير البنية التحتية للمخبر من خلال رفده بمجموعة من الأجهزة الجديدة الضرورية للعمل التدريسي وكذلك المهني».

الدكتور ياسر قرحيلي

بقي أن نذكر، أن المشروع شارك فيه أيضاً كل من الطلاب: "ريم قاسم"، و"رلى سليمان"، و"غالب العباس"، و"آية محمد".