يهدف المهندس "سهيل أسبر" من خلال بحثه إلى تصميم نظام يجمع بين الطاقة الكهربائية والشمسية، لتطبيقه كحالة على "جزيرة أرواد"، لما لها من خصوصية في الموقع، وينتظر سكان الجزيرة تطبيق المشروع بسرعة وجدية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 كانون الثاني 2016، المهندس "سهيل أسبر" ليحدثنا عن أهمية الفكرة التي يعمل عليها ضمن مشروعه البحثي لنيل درجة الدكتوراه في كلية الهندسة التقنية، ويقول: «عنوان البحث: "تصميم نظام كهروشمسي عائم متحكم به يعمل كنظام مربوط مع الشبكة العامة أو معزول عنها"، واعتمدت الحالة تغذية جزيرة "أرواد"، وذلك لخصوصيتها التي تنبع من بعدها عن اليابسة بنحو ثلاثة كيلومترات، وهي مغذاة بكبل يعمل بتوتر عشرين كيلوفوط رأسي بأسفل قاع البحر، وهذا الكبل يتعرض لمشكلات كبيرة، وخاصة في منطقة دخوله إلى الجزيرة نتيجة ارتطامه مع الريف الصخري؛ وهو ما يعني انقطاع الكهرباء عن الجزيرة نتيجة أعمال الصيانة الضخمة والمكلفة والطويلة زمنياً، وهي مشكلة متكررة.

العمل الميداني هو ما أكسبني الخبرة مع وجود المخابر البحثية، إضافة إلى التدريب والتدريس والتواصل الدائم مع كل جديد في مجال البحث العلمي

فالجزيرة مغذاة بالكبل منذ عام 2003، وفي تلك الفترة كان هناك مشروع لرفدها بكل إضافي لزيادة موثوقية التغذية الدائمة، لكن التكلفة كانت كبيرة جداً، ثانياً الجزيرة تستهلك الكثير من الطاقة وهي في حالة توسع وطلب دائم عليها مع تطور الحركة السياحية، ومجمل هذه العوامل كانت دافعاً أساسياً للتفكير بتغذية الجزيرة من خلال الطاقة البديلة، خاصة أن هذا الأمر ممكن ومتاح وبفعالية عالية ذات مردودية ملبية للطموحات».

خلال العمليات التجريبية البحثية

ويتابع: «توجد فكرة لإضافة نظام هجين مع الطاقة الشمسية نستفيد من خلاله من النفايات الكبيرة جداً في الجزيرة؛ حيث تتحول إلى طاقة كهربائية بديلة، وهذا متوافق مع التوجه العالمي الجديد نحو الألواح العائمة، ففي بعض الدول الأوروبية يصنعون بحيرات لهذا الغرض، والغاية الفنية خفض درجة حرارة اللوح الشمسي، وهو ما يعني تحسن كفاءته ومردوديته على عكس عملية التسخين، حيث يمكن أن تسحب هذه العملية على كامل المسطحات المائية الغنية بها محافظتنا كالسدود والبحيرات، ومنها "سد الباسل" مثلاً الذي يمكن أن يغذي نصف المحافظة فيما لو وضعت الألواح فوق بحيرته».

ويضيف: «الدراسة خاصة ببيئة محافظة "طرطوس" لصغر الحيازات الزراعية وغير الزراعية، أي لا يمكن تفتيتها أكثر بحجة الاستثمار للطاقات البديلة، ووضع الألواح على المسطحات المائية يحافظ على تلك الحيازات، كما أنه مفيد للبيئة ويمنع نمو الطحالب والأشنيات، كما يحافظ على نسبة كبيرة من المياه من عملية التبخر».

الدكتور محمد محمد

وبالعودة إلى بدايات المهندس "سهيل أسبر" يقول: «تخرجت في كلية الهندسة عام 1988، وكنت من الأوائل على دفعتي وعينت معيداً في كلية "الهمك" بجامعة "تشرين"، وفي عام 1989 تقدمت لدبلوم هندسة الطاقة الكهربائية في ذات الكلية، وبعدها تقدمت لبحث علمي في جامعة "حلب" حيث لم تفتتح آنذاك درجة الماجستير في جامعة "تشرين"، وكان عنوان البحث: "التوزيع الاقتصادي لمنابع الاستطاعة الردية باستخدام الحاسوب الإلكتروني"، وكان البحث موفقاً وناجحاً وحصلت على الماجستير عام 1997.

توقفت لفترة لعدم وجود درجة الدكتوراه في جامعة "تشرين"، وفي هذه الفترة انتقلت إلى طرطوس لأدرّس في جامعتها بعد افتتاح كلية الهندسة التقنية، ومن ثم أشرفت على الأعمال وبعدها ترفعت إلى مدير أعمال، ولي عدة مقالات منشورة محكمة دولياً».

خلال قياس الاستطاعة المستجرة من مراكز التحويل في جزيرة أرواد قبل البدء في حسابات النظام الكهروشمسي العائم

إن العمل الميداني سيد الخبرة برأي المهندس "سهيل"، ويقول: «العمل الميداني هو ما أكسبني الخبرة مع وجود المخابر البحثية، إضافة إلى التدريب والتدريس والتواصل الدائم مع كل جديد في مجال البحث العلمي».

وفي لقاء مع الدكتور "محمد أحمد محمد" النائب الإداري في كلية الهندسة التقنية، يقول: «نتيجة الوضع الراهن والطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية نرى أن أي وسيلة يمكن أن تفي بالفرض وبأسلوب علمي منهجي وتؤمن الطاقة هي ذات جدوى اقتصادية واجتماعية عالية، وبالنسبة لمشروع المهندس "سهيل" وتغذية جزيرة "أرواد" التي هي كتلة معزولة في البحر، ونقل الكهرباء إليها عبر الطرائق المعتادة وهي الكابلات يتخلله الكثير من المشكلات وعمليات الصيانة الدائمة، وحالات انقطاع التيار عن الجزيرة خلال الصيانة، إضافة إلى التكلفة المرتفعة للكابلات، والمشروع في حال تم ولو بشكل مصغر سيوضح أهميته ككل بمختلف أبعاده، ففيه حل مشكلة كبيرة للجزيرة، وكذلك إمكانية تطبيقه على مختلف المناطق بالمحافظة عبر التوزع المناطقي».

وفي اتصال هاتفي سابق مع الصياد "محمد عبد الباري حسين" رئيس "جمعية صيادي أرواد"، أكد أن جزيرة "أرواد" كانت تعاني كثيراً قبل تغذيتها بالطاقة عام 2003، وهذا الأمر ساعد في تحسين واقعها السياحي فيما بعد تباعاً، وأن الحالة السياحية المتنامية تفرض حالات تطور متنامية معها، وفكرة تغذيتها بالطاقة البديلة جيدة، ويضيف: «رأيت أن المهندس "سهيل" يقوم بأبحاث حول هذا الموضوع، وهو الأمر الذي نحتاج إلى إتمامه بكل جدية لمنعكساته الإيجابية الكثيرة، لذلك نتمنى كسكان جزيرة أن تتم الدراسة وتطبق بطريقة جدية».

يشار إلى أن المهندس "سهيل أسبر" من مواليد مدينة "صافيتا"، عام 1965.