تمكن طالبان من كلية هندسة المعلومات والاتصالات في جامعة "طرطوس" من إنجاز مشروع يتيح مراقبة خط الغاز لحمايته من الاعتداءات؛ باستخدام مفهوم التكامل بين شبكة حساسات لا سلكية تقوم بمنع حدوث أي خطأ أو تخريب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 كانون الأول 2015، الطالب "حسن سليم حسن" (خريج كلية هندسة المعلومات والاتصالات في جامعة طرطوس)؛ ليحدثنا عن مشروعه، ويقول: «انطلاقاً من الحاجة إلى مشاريع يكون لها انعكاسات على أرض الواقع في الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد؛ وبسبب تكرار الاعتداءات على خطوط نقل الغاز في ظل الأزمة؛ ولدت فكرة المشروع، وبالتعاون مع زميلي "صالح ديب"، وبإشراف الدكتورة "لبنى علي"، حيث قمنا بتصميم شبكة من الحساسات اللا سلكية لمراقبة كامل خط الغاز (الإيراني - السوري) لحمايته من التسربات، والاعتداءات الإرهابية، ولصوص الغاز».

المشروع بوضعه الحالي قابل للتنفيذ، وعلى الرغم من تكلفته المادية إلا أنه يقدم خدمة كبيرة تنهي سرقة وتخريب خطوط الغاز؛ وهو ما يجعل العائد من تطبيقه أكبر بكثير من التكلفة المادية، كما أنه قابل للتطوير حيث إنه باستخدام "خوارزميات" معينة نستطيع توفير الطاقة للبطاريات؛ حيث تستيقظ وتنام كل عشر دقائق، كذلك يمكن استخدام خلايا شمسية لتأمين الطاقة

وعن مبدأ عمل الشبكة يضيف: «الشبكة المدروسة عبارة عن مجموعة من الحساسات اللا سلكية الموزعة على كامل خط الغاز؛ ويكون هناك اتصال فيما بينها، حيث يتم تجميع هذه الحساسات ضمن عناقيد (Cluster)؛ وهي مجموعة من حساسات ضمن كل عنقود هذه العناقيد تقيس درجة الحرارة والضغط ونسبة الغاز الطبيعي، كما أنها ترتبط مع قائد العنقود (Cluster_head) الذي يتصل مع مركز المعالجة (Sink)، كما أضفنا حساسات ضوئية تم دفنها مع خط الغاز؛ فإن كان هناك سرقة أو أي عمل تخريبي تستطيع هذه الحساسات أن تتحسس الضوء، وتعطي إشارة بوجود اعتداء في مكان معين».

مخطط يظهر عمل المشروع

ولضمان عمل الشبكة بطريقة جيدة يقول الطالب "صالح ديب": «لضمان الاتصال بين الشبكات ووصول المعلومات إلى مركز المعالجة قمنا بتقسيم الشبكة إلى عدة عناقيد، وهنا واجهتنا مشكلة تكمن بكيفية تأمين الاتصال بين قادة العناقيد ومركز المعالجة، كما قمنا بتقسيم المنطقة الجغرافية للخط إلى قسمين؛ الأول منطقة المدن والتجمعات السكنية، أما الثاني فهو منطقة الصحارى والغابات، ففي المنطقة الأولى حيث تتوفر البنية التحتية من شبكات الاتصال، ومصادر الطاقة الكهربائية لضمان التغذية؛ حيث تم التكامل بين شبكة الحساسات اللا سلكية، وشبكة (CAN) وهي تقنية توصل بين الشبكات لتصل بالنهاية إلى العقدة المركزية؛ حيث تصب بها بيانات الشبكة عن طريق "راوترات"، وهنا يقوم قائد العنقود الموصول مع شركة الاتصالات بوظيفة نقل الاتصال إلى مركز المعالجة لضمان نقل المعلومات.

أما في منطقة الصحارى فلا تتوفر البنية التحتية من شبكات اتصال لذلك تم التكامل بين شبكة الحساسات اللا سلكية، والشبكة الخلوية (GSM) المتوافرة في كل مكان وتغطي معظم المناطق حيث يتم الاتصال بين قائد العناقيد، ومركز المعالجة عن طريق شبكة الخلوي لنقل المعلومات».

الدكتورة لبنى علي

وعن إمكانية استثمار المشروع، وتطويره يضيف: «المشروع بوضعه الحالي قابل للتنفيذ، وعلى الرغم من تكلفته المادية إلا أنه يقدم خدمة كبيرة تنهي سرقة وتخريب خطوط الغاز؛ وهو ما يجعل العائد من تطبيقه أكبر بكثير من التكلفة المادية، كما أنه قابل للتطوير حيث إنه باستخدام "خوارزميات" معينة نستطيع توفير الطاقة للبطاريات؛ حيث تستيقظ وتنام كل عشر دقائق، كذلك يمكن استخدام خلايا شمسية لتأمين الطاقة».

الدكتورة "لبنى علي" رئيسة قسم تكنولوجيا الاتصالات في جامعة "طرطوس"، والمشرفة على المشروع تقول: «الفكرة كانت مشروع تخرج الطلاب في الجامعة، وهي فكرة رائدة ومبتكرة، حيث لم يتم التطرق إليها من قبل في الكلية، حيث استطاع الطلاب تطبيق المعلومات التي تلقوها خلال سنوات دراستهم ليخرجوا بفكرة يمكن استثمارها في الوقت الراهن، بحماية خطوط نقل الغاز؛ وقد ناقشنا إمكانية تطبيقها على أرض الواقع ومن ثم البحث عن كيفية التأكد من صلاحية التطبيق من خلال النمذجة والمحاكاة والتحقيق وتوثيق النتائج، وبسبب ملامسة المشروع للواقع استحق التقدير والاهتمام من قبل الجهات الحكومية في معرض "الباسل" في دورته الأخيرة، وهو قابل للتطبيق والتطوير إذا ما لقي الاهتمام الكافي».

يذكر أن الطالبين من مواليد "اللاذقية" 1991، وقد شاركا بمشروعهما في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" هذا العام في دورته السابعة عشرة؛ حيث نال المشروع الميدالية الفضية في المسابقة التي أقيمت في ختام المعرض.