يجد طلاب "كلية السياحة" في اختصاصهم الجامعي الجديد بصيص نور لسوق العمل الواسع والمتعطش لهم، ومع أن دخولهم للفرع فُرض عليهم من سقف علامات القبول الجامعي، إلا أن التعايش سيد الموقف.

الطالبة الجامعية "هبة رضوان" في سنتها الأولى ضمن كلية السياحة التي لم يمضِ على إحداثها سوى أربع سنوات، كانت تطمح كما بعض أقرانها باختصاص مختلف، قد رسمت خطوطه العريضة منذ المرحلة الثانوية، لكن الواقع قد فرض نفسه كما قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 كانون الأول 2015، حيث أردفت قائلة: «لم أفكر يوماً بدخول كلية السياحة مع أنني أدرك أنها اختصاص جديد يضاف إلى الاختصاصات الأكاديمية الكثيرة المحدثة، وقد كان مجموع علاماتي التي حصلت عليها في الثانوية العامة يؤهلني لدخول فرع جامعي رغبت به، إلا أن رفع سقف المفاضلات أبعدني عنه، وحتى الآن لم أتأقلم مع أجواء هذا الاختصاص الجديد، لأنني لا أضمن المستقبل منه، وهذا سيدفعني لمتابعة ما كنت أطمح به دراسياً ضمن التعليم المفتوح إن أمكن.

أنا سعيدة بانتسابي إلى كلية السياحة المحدثة، وبوجود خيرة المدرّسين المختصين، إضافة إلى المناهج الأكاديمية التي تلامس واقعنا وتجعلنا مشبعين بخبرات التعامل معه بما يملكه من مقومات تحتاج إلى توظيف علمي ممنهج، هذا ناهيك عن إمكانية متابعة التحصيل العلمي العالي حين التفوق الجامعي

بالعموم أنا أدرك أن سوق العمل سيكون متعطشاً لخريجي كلية السياحة بمختلف اختصاصاتهم لكونها حديثة، وهذا عامل أساسي سيدفعني كما قلت لمتابعة الدراسة ضمن التعليم المفتوح، كي لا تتقاذفني فرص العمل المأمولة "الحلم"».

كلية السياحة

أما الطالبة "ريم ناصر" فتقول: «إحداث كلية السياحة التي سأكون من دفعاتها الأولى كان مشجعاً لي للانتساب إليها، لكون سوق العمل يفتقر إلى اختصاصاتنا ويعتمد على مقدرات بلادي من المقومات السياحية الكثيرة التي يمتلكها، خاصة مع رواج فكرة صناعة السياحة؛ وهو ما يعني الاعتماد الأساسي على الخبرات والكفاءات الأكاديمية».

وتضيف: «أنا سعيدة بانتسابي إلى كلية السياحة المحدثة، وبوجود خيرة المدرّسين المختصين، إضافة إلى المناهج الأكاديمية التي تلامس واقعنا وتجعلنا مشبعين بخبرات التعامل معه بما يملكه من مقومات تحتاج إلى توظيف علمي ممنهج، هذا ناهيك عن إمكانية متابعة التحصيل العلمي العالي حين التفوق الجامعي».

الدكتور ميخائيل مخول

وفي لقاء مع الأستاذ الدكتور "ميخائيل مخول" عميد كلية السياحة المحدثة في "جامعة طرطوس"، عن أهمية هذا الاختصاص الجديد يقول: «تأتي أهمية إحداث كلية سياحية من بروز أهمية كبيرة لفكرة صناعة السياحة، ويهدف هذا الإحداث الأكاديمي الجديد إلى إعداد الطلاب وتأهيلهم للمجال السياحي، وإعداد القوة البشرية المؤهلة للعمل في الوظائف الفنية والإدارية، والنهوض والمشاركة في البحوث العلمية والدراسات المختلفة، وتطوير وسائل البحث العلمي والتعليم العالي وأساليبها، وتكوين شخصية الطالب العلمية وإنماء وحب العمل، إضافة إلى توثيق الروابط الثقافية والعلمية بين الجامعات والهيئات التعليمية، وتحقيق مستوى عالٍ من التفاعل بين الكلية والمجتمع، وتقديم دورات واستشارات علمية، وهذا بالاعتماد على الهيكلية الإدارية والتدريسية التخصصية في الكلية، حيث يوجد فيها قسم الإدارة السياحية، وقسم الإدارة الفندقية، وقسم الإرشاد السياحي».

ويتابع الدكتور "ميخائيل": «من وجهة نظري كأب لديه أبناء يدرسون في الجامعات، أؤكد أنه لا يوجد خوف في هذا المجال السياحي أو غيره ككليات هندسية، بل يوجد اطمئنان نوعاً ما لخريجي الكليات الهندسية والطب والصيدلة وطب الأسنان، بل يمكن القول أكثر إن المستقبل لهم، وخاصة لخريجي السياحة، ولا سيما لخريجي المنطقة الساحلية، لكون المنطقة سياحية، وفيها الكثير من المنشآت الفندقية والمنشآت الرديفة التي تتوضع على كامل "الساحل السوري"، إضافة إلى المواقع الداخلية الأثرية مثل: "تدمر"، و"بصرى"، وغيرها.

وبالمجمل يجب ألا يبقى لدى خريج السياحة هم وقلق العمل باختصاصه، إلا أن الثقافة العامة لمجتمعنا أن نتجه نحو الوظيفة، وهنا أقول يجب العمل على تغيير هذه الثقافة، ويجب على الخريج أن يكون له هاجسه اليومي نحو تطوير المهارات والقدرات ورؤى العمل والذات، فالتطوير والتدريب يجب أن يكون هاجساً للخريج، ويكون ذلك بالاعتماد على جهده الخاص».

والتطوير الأكاديمي أساس العمل في كلية السياحة، على حد تعبير الدكتور "ميخائيل"، ويقول: «نسعى حالياً لإعداد دراسة تخصصية، وفتح أبواب دراسة الماجستير وبعدها الدكتوراه في اختصاص السياحة، بالاعتماد على أن "سورية" بلد سياحي له مقوماته الكبيرة والمهمة، ويجب أن نهتم ونسعى لتحقيق ما يهتم به الآخرون "السياح" ليأتوا إلينا، وذلك من خدمات سياحية متنوعة كالفنادق وغيرها من الخدمات الجاذبة لهم».

يذكر أن كلية السياحة التابعة لـ"جامعة طرطوس" أحدثت بموجب المرسوم الجمهوري 283، بتاريخ 7 تشرين الأول 2010.