انطلقت الفكرة من أهمية استثمار المساحات الجغرافية الصغيرة في "طرطوس" والمستهلكة أغلبها بالأبنية الإسمنتية والحيازات الزراعية، فكان الهدف استثمار المكان لتخفيف الضغط واختصار الوقت الخاص بركن السيارات، ضمن مشروع تخرج طلابي قابل للتطبيق.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 18 أيلول 2015، مجموعة من طلاب كلية الهندسة التقنية الثانية في جامعة "تشرين"، الذين قدموا مشروع تخرجهم بعنوان: "الكراج الطابقي"، والبداية مع الطالب "عبد الله شحيمة" قسم أتمتة صناعية - سنة خامسة، حيث قال عن المشروع: «جاءت الفكرة الأساسية من معاناة البحث عن موقف لركن السيارة به، ضمن شوارع مدينة "طرطوس" الضيقة المكتظة بالسيارات أساساً، التي تضاعفت أعدادها كثيراً مع تزايد الضغط السكاني على ذات الرقعة الجغرافية الصغيرة والمحكومة ما بين البحر والجبل، حيث يمكن أن يتجول السائق نحو نصف ساعة ليجد مكاناً يركن به سياراته لدقائق معدودة فقط، لذلك انطلقت الفكرة بتصميم مبنى خاص يمكن إنشاؤه في الأماكن المزدحمة، لركن السيارات بطريقة منظمة إلكترونياً، ويمكن أن يكون هذا المبنى "الكراج الطابقي" ضمن أي بناء، ضمن تعديلات تدخل في الإنشاء و"الكروكيات" التصميمية الأساسية».

دورنا في المشروع كان تصميم برنامج المحاكاة الإلكتروني الخاص بجميع الحركات الميكانيكية الخاصة بإدخال وإخراج السيارة من الكراج، وقد تمتع هذا الكراج الطابقي بشكل وتصميم جمالي داخلياً وخارجياً، حيث إن تصميمه الدائري يتناسب وأي بيئة وموقع جغرافي، كما أنه قلل المساحة الشاغرة واختصر الزمن المحتسب أساساً على الراغب بركن سياراته فيه

ويتابع: «صممنا ثلاثة طوابق من المواقف، ويمكن أن تزيد بحسب الرغبة أو تنقص واحداً فقط، وتتحكم بها منظومة عمل إلكترونية مسؤولة عن التحكم بموقف كل سيارة، فبمجرد تلقي منظومة العمل إشارة وأمر وجوب ركن السيارة بدءاً من مدخل الكراج الطابقي، يحصل مالك السيارة على رقم سري خاص بموقف سيارته خلال هذا الإدخال، وذلك عبر الشاشة الإلكترونية المشغلة لمنظومة العمل بمدخل الكراج، وحينها تقوم المنظومة بتشغيل التجهيزات الميكانيكية والإلكترونية لنقل السيارة إلى الموقف الشاغر».

الطلاب مع مشروعهم

أما الطالب "محمد فواز الجاسم" قسم المعدات والآليات فيقول: «منظومة العمل ذكية ومبرمجة وفق خوارزمية لتوفير الزمن والطاقة، وذلك من خلال اختيارها لأقرب حجرة موقف شاغرة يمكن وضع السيارة المراد ركنها فيها، إضافة إلى أن منظومة العمل المؤتمتة تعمل بتتابع المراحل حتى في إخراج السيارة من الحجرة التي ركنت فيها سابقاً، وهذا ما يساهم في تخفيف تكلفة الركن عبر تقليل الزمن في الإدخال والخروج، وتقديم الفاتورة مباشرة عبر الشاشة الأساسية.

كما أن منظومة العمل والكراج الطابقي مراقب بالكامل عبر كاميرات متعددة ومتنوعة متوضعة في الداخل والخارج».

الطالب محمد الجاسم

ويتابع: «وضعنا في المشروع زبدة ما تمكنا منه من معلومات نظرية وعملية طوال مراحل الدراسة، ممزوجة بأفكارنا الخاصة، ورؤيتنا وتطلعاتنا نحو الأفضل كشباب في مقتبل العمر، حيث تمكنا من التطبيق العملي لجميع الأفكار النظرية التي تم وضعها مسبقاً للمشروع، وهذا كان إنجازاً بنيت عليه بقية الإنجازات، وكان الحافز الأساسي لنا على الرغم من الصعوبات التي اعترضتنا مع قلة الإمكانيات المتاحة لنا، فالمشروع من حيث المبدأ والتطبيق والتصميم هو الأول من نوعه في "سورية"».

الطالب "مهند حسن غزلان" قسم الأتمتة الصناعية - سنة خامسة، مشارك في المشروع أيضاً، يقول: «تمكنا من تطبيق أنظمة إدارة المباني وحمايتها من مختلف الأخطار والتهديدات السلامية والأمنية، ومنها الفوترة الآلية والحماية من الحريق والمراقبة والتكييف والتحكم بالطاقة المستهلكة؛ وحتى البيئة الخضراء المحيطة بالمبنى من الخارج، لذلك يمكن وصف هذا المبنى بشيء من الرفاهية، حيث لا يوجد عنصر بشري يعمل فيه أو يشغله، إضافة إلى أنه يمكن تشغيله بالطاقة الشمسية أو الطاقات البديلة الأخرى».

من الطلاب المشاركين بتصميم المشروع

وبالعودة إلى الطالب "الجاسم" يقول: «دورنا في المشروع كان تصميم برنامج المحاكاة الإلكتروني الخاص بجميع الحركات الميكانيكية الخاصة بإدخال وإخراج السيارة من الكراج، وقد تمتع هذا الكراج الطابقي بشكل وتصميم جمالي داخلياً وخارجياً، حيث إن تصميمه الدائري يتناسب وأي بيئة وموقع جغرافي، كما أنه قلل المساحة الشاغرة واختصر الزمن المحتسب أساساً على الراغب بركن سياراته فيه».

وفي لقاء مع الدكتورة "ميساء شاش" النائب العلمي لكلية الهندسة التقنية، قالت عن المشروع وجدواه الاقتصادية: «المشروع مشترك بين قسمين؛ الأول ميكانيكي، والثاني كهربائي، أو كما يسمى علمياً الأتمتة الصناعية، وهو مشروع رائد بكل معنى الكلمة وينتظر التطبيق أو الاستثمار لأنه مناسب جداً للبيئة الجغرافية الضيقة في المحافظة، وقد شارك فيه ثمانية طلاب؛ أربعة من قسم الأتمتة الصناعية، وأربعة من قسم المعدات والآليات، ويمكن أن يتجسد في كل مكان ضمن المواقع المكتظة بالسكان والحركة المرورية؛ وهو ما يخفف من ضغوط التزايد السكاني كثيراً».