شراكة اجتماعية تفنن بها الشباب، أسسوا من خلالها للكثير من المبادرات الاجتماعية والوطنية والثقافية، فأتقنوا تنظيمها وأبرموا عقودها مع مختلف أبناء المجتمع.

فالمبادرات الشبابية التطوعية صيغ من العمل الشبابي الجاد هدفه بلورة القدرات المجتمعية، وتنميتها وقولبتها والاستفادة منها ضمن أطر منظمة هادفة، وهذا ما أكده السيد "نادر شربا" رئيس مكتب الإعلام والمعلوماتية في "منظمة شبيبة الثورة" فرع "طرطوس"، وأضاف: «في كثير من الأوقات كانت الحملات الشبابية التطوعية مبادرات من أشخاص وجدوا في أنفسهم طاقات فكرية ووعي لإدارة محتوى الانفعالات الشبابية في البيئة أو المجتمع الذي يعيشون فيه، وكذلك كانت تبني هذه الأفكار وبقولبتها إن كانت تحتاج إلى قولبة، ومن ثم إطلاقها بروح الشباب وبجهدهم وتنظيمهم، ليكونوا المفكرين والمشرفين والمنظمين.

بالعموم يجب أن تكون هذه الحملات الشبابية تعبير عن الانتماء الوطني والاجتماعي، ونابعة من صميم روح العمل التطوعي الذي يقدم الخدمات بمختلف المجالات، ولكن بحسب ملاحظتي فإن معظم الحملات الشبابية التي ظهرت أخذت طابعاً إعلامياً مبهرجاً، ومعظم الأفكار المنفذة كانت أفكاراً مستهلكة، لذلك معظم هذه الحملات لم تتسم بصفة الديمومة، علماً أن معظمها كانت منظمة من قبل هيئات محددة. وفي النهاية يمكن القول إن هذه السلبيات التي حكمت طابع الحملات الشبابية، مردها إلى الواقع الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي يعاني منه الشباب، ومحاولات الاحتكار والدعم لمجموعات محددة

وقد أثبتت هذه الحملات الشبابية المتواضعة منها والمتمكنة من إدارة الموارد البشرية، أنها ناجحة وقائدة في البيئة الاجتماعية، كما أنها تمكنت في بعض الأحيان مما يمكن تسميته إدارة الطاقات وبلورتها وتوجيهها، وهذا ما كنا بحاجة إليه في بعض الفترات الزمنية، كبيئة مجتمعية».

المهندسة حنان اسماعيل

القدرات الشابة أثبتت أنها قادرة على التصويب والتوجيه والقيادة من خلال تنمية مجتمعية شاملة تكون هي الأساس فيها، وهنا تقول المهندسة "حنان اسماعيل" ممن عملوا في الحملات الشبابية التطوعية لسنوات، أي إن تجربتها واقعية من أرض الميدان: «إن ثقافة التطوع من أجمل القيم الراقية التي تمتع بها مجتمعنا على مر العصور، وخير من قام بها ونظمها الشباب، ونحن دائماً في "رابطة بانياس لشبيبة البعث" نعمل على دعمها وتنميتها بين الشباب، حيث نظمنا على مدار العام حملات تطوعية على مستوى المدينة، وكانت حملات نظافة أو تشجير أو تبرع بالدم، أو حملات توعوية عن أمراض أو ظواهر تنتشر حديثاً في المجتمع، أو المساهمة في حملات التلقيح الوطنية، بمشاركة الشباب وقدراتهم وطاقاتهم، أي إن التوظيف لتلك القدرات مهم جداً للمجتمع.

ولا نقف عند هذا الحد بل نشارك في أي عمل تطوعي من شأنه أن يقدم صورة راقية عن مجتمعنا، كإزالة الملصقات الورقية الإعلانية عن جدران المدينة، وتوزيع "البروشورات" التعريفية بكافة المناسبات العالمية، كيوم البيئة العالمي وغيره، إضافة إلى تقديم العون والمساعدة لكل من يحتاج مهما كان نوع المساعدة ولا سيما مؤخراً أسر الشهداء وجرحى "الجيش العربي السوري"، وكل ذلك انطلاقاً من إيماننا بضرورة بناء مجتمع قوي متماسك، ونشر أواصر المحبة والتعاون بين أبنائه، وقراءة أفكار الشباب وتنفيذ طموحاتهم بأطر عملية تنظم أفكارهم وتلبي طموحاتهم».

أما الشاب "أحمد عثمان" ممن عملوا أيضاً في الحملات الشبابية التطوعية، فقال: «هي روح المبادرة التي لا يمكن أن تثبطها صعوبات العمل، فالانطلاقة من الدوافع الذاتية والرغبة بتحقيق شيء، هو أساس هذه الحملات، كما أن الشباب وجدوا أنه أهلٌ لها وخير من يتقنها وينظمها، فهي هادفة برأيه، وهذا ما أدركته من خلال عملي التطوعي في مجال الحملات الشبابية التطوعية.

فكل منا يمتلك طاقة دفينة وأفكاراً بناءة يحاول الظهور لتنمية المجتمع وتثقيفه بما يخدمه، ومن خلال عملي في الحملات الشبابية تمكنت من توظيف قدراتي وأفكاري لخدمة بيئتي الاجتماعية التي أنتمي إليها، كما أنها شملت بيئات اجتماعية مختلفة من خلال التنقل في العمل التطوعي ليشمل أكبر شريحة اجتماعية أو بيئة طبيعية، وهذا حقق لي سعادة داخلية كنت بحاجة إليها».

المهندسة هبة قشعور

إن الشعارات التي أطلقها الشباب، ومنها: "يا الله نعمرها"، أو "يا الله نحميها"، أو "يا الله ننظفها"، شعارات خرجت من حناجرهم وأفكارهم في مختلف الشوارع والأحياء، ونالت منهم التنظيم الفعلي على أرض الواقع، لتكون مبادرات مجتمعية مميزة وفق برامج وآليات تنفيذية يمكن من خلالها استثمار الطاقات الشبابية بأفضل استثمار، وذلك بما يخدم المجتمع، من وجهة نظرهم، كما أنها قدمت الكثير من الأفكار، وأهم ما قدمته هو إشراك مؤسسات المجتمع المدني في الأعمال التي تقوم بها كما الجهات الحكومية الوصائية، ولكن هل هذه التجربة ناضجة مئة بالمئة وهل هي إيجابية بمختلف جوانبها، وهنا كان للمهندسة "هبة قشعور" رأي مختلف قالت خلاله: «بالعموم يجب أن تكون هذه الحملات الشبابية تعبير عن الانتماء الوطني والاجتماعي، ونابعة من صميم روح العمل التطوعي الذي يقدم الخدمات بمختلف المجالات، ولكن بحسب ملاحظتي فإن معظم الحملات الشبابية التي ظهرت أخذت طابعاً إعلامياً مبهرجاً، ومعظم الأفكار المنفذة كانت أفكاراً مستهلكة، لذلك معظم هذه الحملات لم تتسم بصفة الديمومة، علماً أن معظمها كانت منظمة من قبل هيئات محددة.

وفي النهاية يمكن القول إن هذه السلبيات التي حكمت طابع الحملات الشبابية، مردها إلى الواقع الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي يعاني منه الشباب، ومحاولات الاحتكار والدعم لمجموعات محددة».