يميل الشباب عادة إلى استخدام أنواع عديدة من أجهزة تصفح الإنترنت، في حين يختلف نوع الجهاز وأساليب التصفح وغاياته بين مستخدم وآخر، تبعاً لعوامل ذاتية وأخرى اجتماعية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاب "حيدر حيدر" (سنة أولى - كلية تقنيات الحاسوب الثانية) في "طرطوس" وذلك بتاريخ 1 تموز 2014، الذي أشار إلى وجود خيارات متعددة من الأجهزة المستخدمة لتصفح الإنترنت، وأوضح أن شريحة الشباب هي الأكثر تنويعاً وتطلباً فيما يخص الأنواع ومزاياها، ولهذا الأمر علاقة بمتغيرات عدة، ويقول: «رغم شيوع أجهزة التصفح الحديثة الكمبيوتر اللوحي (تابليت) والهواتف الذكية، فإن للكمبيوتر المكتبي والمحمول أهمية كبيرة تبقيهما في مقدمة الأجهزة المفضلة لتخزين ومعالجة البيانات والاتصال بالإنترنت في وقت واحد، إلى جانب أداء الكثير من المهام للمتخصصين والشركات وطلاب الجامعات، وعلى الرغم من تطور الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية وجعلها سلسة للغاية في مهام كثيرة أهمها تصفح الإنترنت، لكنها لا تزال فيما يخص سعة التخزين ومعالجات البيانات أقل بكثير مما هو موجود في الكمبيوتر التقليدي، عدا أنظمة تشغيلها وبرامجها التي لا تلبي معظم احتياجات التصفح والمعالجة والنقل والتخزين، بالتالي كان التركيز على تصفح الإنترنت وخصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى مواقع الدردشة، وهو السبب الأكبر لشيوع استخدامها خاصة لدى فئة الشباب، وبالأخص طلاب المدارس والجامعات».

إن المنافسة بين شركات إنتاج الأجهزة الإلكترونية الحديثة هي من يحكم مقدار التطور والسهولة في إشباع حاجات المستخدمين، بالتالي يخضع الأمر لموضوع السباق التكنولوجي، ولا يوجد حدود معينة لهذه التقنيات وتطورها، وهدفها الأساسي والدائم إغراء المستهلكين وخاصة الشباب لاقتنائها وشراء الجديد منها بشكل مستمر

يبحث المستخدم عن جهاز يؤمن احتياجاته، كما يسعى وفقاً لعاداته الاجتماعية للتنافس على اقتناء الأجهزة الأحدث أو الأكثر كفاءة، وصولاً إلى الماركة، وعن هذا الجانب يقول "حيدر حيدر": «عند المقارنة بين الفئات العمرية نلاحظ أن طلاب الجامعات يميلون إلى الكمبيوتر التقليدي مكتبي أو محمول أكثر، نتيجة حاجتهم إليه خلال دراستهم الجامعية، وإمكانية العمل على أكثر من أداة وبرنامج، وأكثر من متصفح في ذات اللحظة، أما الفئات العمرية الأصغر فإنها تميل بشكل واضح إلى الأجهزة الصغيرة كالكمبيوتر اللوحي، والهواتف الكبيرة الحجم التي تلبي حاجتهم إلى التصفح، في حدود الصوت والصورة والمعلومات المكتوبة، والتواصل الاجتماعي عبر مواقعه العديدة، وفي مقارنة أخرى نجد أن الأجهزة الأخيرة تبقى لساعات طويلة قيد التشغيل والاستخدام وربما يبقى بعضها في حالة تشغيل دائمة تبعاً لأسباب استخدامها الذي يغلب عليه التواصل الاجتماعي الذي ينال قسطاً كبيراً من وقت الشباب واهتمامهم حالياً، أما فكرة محاكاة المستخدم فهي أحدث ما قدمته الأجهزة سابقة الذكر، حيث يشعر المستخدم بأن البرنامج يتفاعل معه سواء كان لعبة إلكترونية، أم برنامج إنترنت، أم برنامج معالجة للبيانات المكتوبة والمصورة والمسموعة، وهذا بحد ذاته يشكل عنصر جذب كبير للمستخدمين صغار السن».

الأستاذ علي ديب

في أحد متاجر بيع أجهزة الكمبيوتر وأجهزة التصفح اللوحي التقينا مهندس الحاسوب الأستاذ "علي ديب" الذي تحدث في سياق متصل، ويقول: «تابعت تطور التقنيات الإلكترونية الحديثة منذ عام 1999، من اقتناء كمبيوتر مكتبي وصولاً إلى المحمول عام 2003، ثم الحواسيب اللوحية والهواتف الذكية بأنواعها منذ بداياتها، ومن بين هذه الأجهزة جميعها لم أجد سوى الكمبيوتر العادي المكتبي أو المحمول يلبي حاجاتي المهنية، في حين لم أجد في الأجهزة الحديثة أو الهواتف الذكية أي إغراء أو سبب وجيه لأقتنيها، فأنا أستخدم هذه الأجهزة لأداء عمل محدد له علاقة بمعالجة البيانات وتصفح الإنترنت، بالتالي يحتل الكمبيوتر المحمول والمكتبي الأهمية المطلقة بالنسبة إلي، في حين اعتدت استقبال زبائن معظمهم من فئة الشباب يسألون عن مزايا الأجهزة الحديثة صغيرة الحجم، التي يطلبونها بشكل أساسي كما أعتقد لغاية التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت».

ويتابع: «إن المنافسة بين شركات إنتاج الأجهزة الإلكترونية الحديثة هي من يحكم مقدار التطور والسهولة في إشباع حاجات المستخدمين، بالتالي يخضع الأمر لموضوع السباق التكنولوجي، ولا يوجد حدود معينة لهذه التقنيات وتطورها، وهدفها الأساسي والدائم إغراء المستهلكين وخاصة الشباب لاقتنائها وشراء الجديد منها بشكل مستمر».

خيارات متعددة لأجهزة التصفح الأكثر حداثة

كما تحدثنا "فرح منصور" طالبة في الصف الثامن عن استخدامها لأجهزة تصفح الإنترنت، وتقول: «اقتنيت أول هاتف محمول في الصف الخامس وكانت الغاية حينها متابعة أهلي لي والاطمئنان علي، من جهة أخرى كانت لدي رغبة في التواصل عبر "الفيسبوك" مع بعض أصدقائي وأقربائي في الموقع، لكن بشكل محدود نسبياً، وفي مرحلة لاحقة استبدلته بجهاز أكثر تطوراً وسهولة في الاستخدام، ومعه ازداد استخدامي للإنترنت ورغبتي في دخول بعض مواقع الدردشة والبحث، أما ما يدفعني لاقتناء جهاز ما دون غيره فيعود إلى شكله ولونه بالدرجة الأولى، ثم سهولة العمل عليه وسرعته، وصولاً إلى نوعه وبعض مزاياه، علماً أنني أفضل الهاتف المحمول على جهاز التصفح اللوحي "التابليت" الذي يفضله الشباب أكثر من البنات، في حين أن الفتيات يتجهن إلى استخدام الهواتف لصغر حجمها وسهولة حفظها والتعامل معها».

الأستاذ "حيدر حيدر"