تكرست الحاجة الماسة إلى التعليم العالي بالتوسع الأفقي للجامعات وافتتاح الكليات الثانية الرديفة التي تعد خروجاً عن حالة المركزية في التعليم للنهوض بالمجتمع وتأمين الكوادر المؤهلة.

مدونة وطن "eSryia" التقت عدداً من طلاب كلية الآداب الثانية في جامعة "تشرين" بتاريخ 15/11/2013 للتعرف على آرائهم حول أهمية وجود الكليات الثانية في محافظة "طرطوس" لكونها النواة الحقيقية التي تشكل وتؤسس للجامعة الأم المنشودة، حيث أشار "خالد الأحمد" طالب أدب عربي إلى أن تلك الكليات سهلت عملية التحصيل العلمي وكرستها وساهمت في توظيف قدرات الطلاب وفق اختصاصات يرغبون في دراستها ضمن بيئتهم الاجتماعية القريبة من أماكن إقامتهم، وتابع: «هذا بدوره حدد مهام الطلاب وركز تفكيرهم الذي كان مشتتاً بين عناء السفر وضغط المواصلات ومخافة التأخر عن حضور المحاضرات».

هذا بدوره حدد مهام الطلاب وركز تفكيرهم الذي كان مشتتاً بين عناء السفر وضغط المواصلات ومخافة التأخر عن حضور المحاضرات

وأضاف زميله "هادي إبراهيم": «وفرت الكليات الثانية الكثير من الوقت والجهد لمتابعة التحصيل العلمي العالي، هذا لو لم نتحدث عن ضغط المصاريف المالية ومعاناة البحث عن السكن الجيد المناسب لخلق أجواء دراسية مريحة في حالة عدم الحصول على سكن جامعي الذي يكون عادة مكتظاً بالطلاب، ما ينعكس على المناخات الدراسية العامة التي تدفع بالطلاب نتيجة لذلك إلى البحث عن أجواء دراسية جيدة في الحدائق العامة مثلاً».

كلية الطب الثانية في طرطوس

من جهة أخرى أشار إلى أنه قبل وجود الكليات الثانية كان هناك الكثير من حالات التأخر عن حضور الامتحانات بسبب زحمة المواصلات والوصول إلى الجامعة الأم في أوقات الذروة، ما انعكس سلباً على نفوس الطلاب وأدى بهم إلى التراجع، لكن تلك الكليات الرديفة سهلت علينا الكثير وخلقت لنا مناخات دراسية عالية التركيز، وساهمت في تكريس الجهد وتخفيض الأعباء المالية على الأسرة.

أما الطالب "موسى خضر" فقال: «حالة اللامركزية في التعليم والقبول الجامعي التي خلقتها الكليات الثانية في المحافظة أو المحافظات الأخرى التي لا تتوافر فيها جامعة أم، ساهمت في تحسين وتخفيض معدلات القبول الجامعي في هذه الكليات نتيجة تخفيف الضغط عن الجامعة الأم أياً كانت، ومكنت الطالب من التسجيل في الفرع الذي يرغب ليحقق النجاح والتفوق فيه».

حرم كلية الآداب الثانية

وأضاف: إن افتتاح الكليات الثانية ساهم في تأمين كوادر تدريسية كبيرة مختصة تساعد الطالب في متابعة المحاضرة التعليمية الهامة وغيرها في مختلف الفترات الزمنية مهما تباعدت أزمنتها، وهو ما انعكس على الحالة النفسية والجسدية له وجعله مرتاحاً في تلقي المعلومات، فهو يحرر وقته بما يناسبه وينسجم مع زمن المحاضرات، وتابع: «كما ساهم ذلك في عملية التنمية المستدامة للمجتمع بشكل عام وخلق فرص عمل جديدة عبر الخدمات الجامعية التي توفرها الكليات من كافيتريا ومكتبات وغيرها».

وفي لقاء مع الدكتور "علي حسن سلمان" عميد كلية الطب الثانية في "طرطوس" قال: «تأتي أهمية الكليات الثانية من اختصار الوقت والزمن على الطالب والكادر التدريسي وتخفيف الضغط على الكلية الأم "تشرين" في محافظة "اللاذقية"، بالتالي تخفيف الضغط على السكن الجامعي وفتح شواغر شبه مجانية جديدة فيها لأبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة على حد سواء، ناهيك عن أنها تؤسس لجامعة متكاملة الكليات والخدمات ضمن المحافظة، وكلية الطب الثانية هي واحدة من ثماني كليات موجودة على أرض الواقع في "طرطوس"، ووجودها يساهم في نشر الوعي والتنمية المجتمعية، وذلك وفق اختصاص كل منها، وهي تساهم في تقديم الوعي الصحي للمجتمع الذي توجد فيه، وتقدم الخدمات الطبية للمشافي بما يتناسب والمواطنين المرضى وخاصة "مشفى الباسل" الموجودة بجواره مباشرة».

الدكتور "علي سلمان" عميد كلية الطب الثانية

وأشار إلى أن كلية الطب الثانية تملك مدرجاً بمواصفات عالية جداً تناسب التعليم العالي الجامعي، ويتسع إلى حوالي /300/ طالب، وفيها مجموعة من المخابر منها: مخبر الخلية والنسج ومخبر علم الحياة ومخبر الكيمياء، ومخبر التشريح والجنين وهما قيد التجهيز، وهذا بدوره يخلق بيئة مثالية للتلقي العلمي بالنسبة إلى الطالب.