الشعر بالنسبة إليها هو المجال الرحب الذي تفرغ فيه طاقاتها وخيالها وعشقها للغة العربية التي درستها بتعمق لتكون السبب لتوجهها إلى كتابة الشعر الذي أحبته منذ كانت صغيرة.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 22/4/2013 الشابة "هند الريس" التي فازت بالمركز الأول في المهرجان الأدبي "إشراقات طلابية"، وأجرت معها الحوار التالي:

في عينيها حزن عميق وفي نظراتها توق كبير إلى الحياة يتجدد كل لحظة، وفي روحها رفيف أجنحة ملائكية تعانق الأثير فتنسكب على الأوراق ألفاظاً رقيقة وأحاسيس رائعة، فهنيئاً لها الفوز بالمرتبة الأولى وأتمنى لها أن تتابع خطاها في عالم الشعر لتحصد مزيداً من النجاح الذي تستحقه

  • لتكن البداية الحديث عن ما حققته في المهرجان الأدبي "إشراقات طلابية"؟
  • قصيدة "عالمي" - مصورة

    ** لقد كانت مشاركتي الأولى في إلقاء الشعر في هذا المهرجان الذي أقامه "اتحاد طلبة سورية" فرع "طرطوس" بدورته الثانية لمجرد المشاركة فقط وتقديم موهبتي الشعرية دون أن أدرك ما يمكن أن أحققه فيها أمام لجنة التحكيم المؤلفة من أدباء لهم باعهم الطويل في المجال الأدبي وفي مجال اللغة العربية بشكل عام، فكانت نتيجة المسابقة تحقيقي المركز الأول في قصيدتي "عالمي", التي حاولت من خلالها رسم صورة للنزاع الداخلي بين الفرح والحزن.

  • هل تفكرين بجمع قصائدك في ديوان شعري واحد؟
  • "هند الريس" مع د. "خديجة حسين"

    ** إن عدد ومضمون قصائدي وطريقة كتابتها يؤهل جمعها في ديوان واحد، لكني أجهل تماما التفاصيل التي يجب القيام بها بهذا الخصوص، وأنا أتمنى هذا وأتمنى أن يحمل الغلاف صورة من رسم ريشتي أيضاً.

  • موهبتك الأدبية الشبابية انطلقت من خلف مقاعد الدراسة فهلا حدثتنا عن هذه النقطة؟
  • ** نعم, منذ طفولتي كانت تلفتني الأبيات الشعرية في كل الكتب الدراسية, فكنت أسارع إلى حفظها وترديدها قبل أن تُطلب منا من قِبَل المعلمين، وعندما دخلت الثانوية الشرعية كان ذلك عاملاً مساعداً لي في تقوية لغتي العربية, وقررت الدخول في الجامعة قسم اللغة العربية, ولاحظت وجود نشاط ثقافي لافت بإدارة الدكتور "حسين وقاف" ماكان سبباً رئيسياً في تشجيعي لخوض هذا المجال والانتقال من الكتابة للذات, إلى عرض كتابتي على زملائي, حيث لاقيت تشجيعاً أيضاً من الكادر التدريسي ومن بينهم الدكتورة "خديجة حسين" التي قدمت لي الدعم المعنوي، وكان الدكتور "حسين وقاف" ناقداً واقعياً رائعاً يتقدم بنا نحو الأمام .

  • البعض يعتبر أن المواهب الشابة انتشرت نتيجة سهولة التواصل عبر شبكات الانترنت فما هو رأيك بذلك؟
  • ** أرى أن التطورات التكنولوجية أو المعلوماتية إن صح التعبير من أفضل الأمور التي مرت في حياتنا, فقد أتاحت المجال لأي فنان مهما كان نوع فنه أن يشارك أعماله مع القاصي والداني عبر الشبكة العنكبوتية, وأن يستطلع آراءهم بسرعة وسهولة, كما أنه قد يعرض ما لديه لأشخاص مجهولي الهوية لا يعرف عنهم سوى اسمهم المستعار, وبلدانهم المختلفة, وهذا يجعله غنيّاً بالكثير من الآراء والأفكار وربما النقد البنّاء, كما أنه يوصل بطريقة أو بأخرى الأدب والفن لغير المهتمين بالكتب والصحف والدواوين وغيرها من الطرق التقليدية.

  • كيف كان دور البيئة الاجتماعية في تحفيزك وخاصة والدتك؟
  • ** إنني من بيئة اجتماعية مشجّعة للعلم ومحبة للفن أيضاً, فوالدي كان رساماً, وعمي مبدعٌ في ديكورات المنزل, وأختي مصممة للإكسسوارات, وأختي الثانية موهوبة في الشطرنج، وكانت عائلتي مشجعة لأي موهبة أو هواية تظهر في المنزل, ولقد كانت والدتي ملهمتي الأولى فيما أكتب, وكانت المستمعة الأولى والناقدة الأولى برأيها العفوي، حيث أنها لم تدرس الأدب إلا أنها من خلال مواكبتها لدراستي الأدبية كوّنت فكرة جيدة عن الشعر والنثر وما إلى ذلك، وأصبح بإمكانها إبداء رأي شخصي فيما أكتب, ولم تعتمد أسلوب المجاملة معي.

  • شعرك ممزوج بالحزن والتأمل، فما الدوافع والهدف من لك؟
  • ** شعري هو تعبير عن واقعٍ أليم نعيشه, ولا أعتقد أن زماننا هذا صالحٌ للغزل, فالغزل الحقيقي لا بدّ من أن يكون نابعاً من حبٍّ حقيقي, وزمان الحبّ الحقيقي قد ولّى وغاب إلى غير عودة, وأنا وإن كتبت عن الحب فبالطبع يكون ذلك نوعاً من الأمنيات التي يتمناها أي شخص بأن يجد الحبّ الحقيقي, الصادق.

  • هل هناك مرجع أدبي تلجئين له للحصول على رأي ناقد أو مادح فيما تكتبين، ولماذا؟
  • ** لم أعد كثيراً إلا المراجع الأدبية, ولم أعتمد عليها في كتابتي, فأنا أفضّل الكتابة العفوية البسيطة المعبرة, وأعين نفسي ناقداً أوليّاً لما أكتب, ثمّ والدتي كناقدٍ عفوي, ومن بعدها إن استطعت الالتقاء بالدكتور "حسين وقّاف" أعرض عليه قصيدتي لأعرف رأيه من الناحية اللغوية فهو ضليع في هذا المجال، وبالنسبة للمديح فهو لا يعنيني كثيراً, فنحن لسنا في زمن الشعر حسب رأيي, ولسنا في زمن المنافسات الشعرية, فأنا أكتب لنفسي ولتفريغ طاقاتي وللحصول على المتعة الآتية من تلك الكتابة.

  • على ماذا تعتمدين في كتابة الشعر ليكون جاذبا للمتلقي أياً يكن هذا المتلقي؟
  • ** لقد أشرت سابقاً إلى أنني لا أكتب الشعر للمتلقي, فأنا أكتب لمجرد الكتابة, وبالنسبة للمتلقي فأنا أحترم رأيه مهما يكن, حتى وإن لم ينجذب لما أكتب, فقصيدتي تعبّر عن تجربة شعورية وليست مسرحية أو فيلماً يحتاج جمهوراً ليثبت نفسه ونجاحه, فقصيدتي أعتبرها ناجحة إن عبّرت بشكل حقيقي عما أريد التعبير عنه, وآراء الناس تبقى آراء يجب أن احترامها وأن أستفيد منها.

  • هل تخضعين التراكيب والجمل لديك لمعايير معينة، أم أنها فطرية ؟
  • ** التراكيب والجمل أحاول أن أجعلها خاضعة لمعايير النحو, وأهدف إلى جعل لغتي خالية من الأخطاء النحوية واللغوية, أما التعابير الشعرية أو التراكيب الفنية فهي فطرية, وستبقى فطرية, فلستُ من هواة التكلّف, ومن وجهة نظري فإن الفن إن لم يكن واضحاً مفهوماً ولا أعني مباشراً فليس منه فائدة, فالفن الحقيقي نابعٌ من البساطة, فنحن لسنا في العصر الجاهلي لنستخدم تراكيباً جزلة مستعصية .

    الدكتورة "خديجة حسين" قالت عن "هند": «في عينيها حزن عميق وفي نظراتها توق كبير إلى الحياة يتجدد كل لحظة، وفي روحها رفيف أجنحة ملائكية تعانق الأثير فتنسكب على الأوراق ألفاظاً رقيقة وأحاسيس رائعة، فهنيئاً لها الفوز بالمرتبة الأولى وأتمنى لها أن تتابع خطاها في عالم الشعر لتحصد مزيداً من النجاح الذي تستحقه».

    يشار إلى أن الشابة "هند الريس" من مواليد مدينة "طرطوس" عام /1990/.