أقامت رابطة شبيبة "بانياس" لقاء إعلامياً ثقافياً لطلاب الصف العاشر في وحدة الشهيد "فهيم محمد"، يهدف إلى إغناء الحس والقدرة البصرية على مقاربة الفبركات الإعلامية التي تعتمد عليها قنوات الفتنة والتحريض الإعلامي للواقع وتفكيك معطياته ومقارنتها بمعطيات من الشارع العام لكشف تزييفها وقلة احترامها للعقول البشرية في هذه المدينة التي تغفو بين أحضان المتوسط.

eSyria حضر اللقاء بتاريخ "18/5/2011" والتقى مع الطالبة "غرام وسوف" التي تحدثت بالقول: «الهدف هو زيادة الوعي والقدرة على كشف الحقائق والتزييف المختبئ وراء كل مقطع فيديو يعرض على قنوات الفتنة والتحريض المعتمد الهادف إلى الاستخفاف بالعقل السوري وخلق حالة من الهشاشة في المجتمع».

لقد زادني اللقاء قوة وقدرة على التعامل مع مثل هذه الأحداث بكل ذكاء وحنكة تمكنني من تفسيرها وتحليلها بشكل منطقي وعقلاني يعطيني نتيجة موضوعية قابلة للتطبيق على أرض الواقع

وتضيف: «أنا ابنة "بانياس" وأعرف كل أزقتها وحاراتها وطبيعة طرقاتها، ومع هذا لم أكن قادرة على تحديد موقع المقاطع التي كانت تعرض على قنوات الفتنة والتحريض، لأنها لم تكن واضحة، ولو فرضنا أننا نريد التعاون مع هؤلاء الذين يدعون أن مطلبهم للحرية والديمقراطية بعيداً عن صفتهم الأساسية وهي الفوضى والتخريب مثلاً، فكيف يمكننا معرفة أهدافهم ومضمون ما يطالبون به من خلال مقاطعهم التي يعرضونها لجذبنا وتوضيح ما يريدون على حد قولهم وهي غير واضحة ولا نعرف من أين أتوا بها؟».

الطالبة "غرام وسوف"

أما الطالب "يوسف بدور" فيقول: «باعتقادي لم يدرك الجميع خطورة المؤامرة المحاكة ضد "سورية" والتي ظهرت خطورتها في الصورة المرئية التي يحاولون نقلها لنا وهم مدركون كم للصورة من دور في نفس الإنسان، ومثل هذه اللقاءات مفيد جداً لكسب مهارة كشف حقيقة التزييف في مقاطع الفيديو التي يتم عرضها على قنوات الفتنة والتحريض.

فهنا كشفنا أسرار العمل على هذه المقاطع، وتوضح لنا بأنه من خلال التكبير والتصغير والتقريب والتبعيد والحركة البطئية يمكن أن نتحقق من حقيقة المقطع، وكيف تم اللعب به، وأين يمكن أن يكون ملتقطا في حقيقة أمره».

الطالب "يوسف بدور"

ويتابع: «أنا بدوري سأقوم بتوضيح هذه الأفكار لبقية الرفاق الذين لم يتسنّ لهم متابعة هذا اللقاء المفيد والمهم، أعتبر نفسي ممن يملكون القدرة على التحقق من هذه الفبركات وفق تحليل منطقي للحركات والمعطيات التي تظهر في المقطع، إضافة لكوني مشاركا بشكل جيد جداً مع مجموعة من الرفاق على صفحات الفيسبوك، وفق مجموعات تعشق الوطن والوطنية مثل مجمعة "طلاب سورية بلا حدود" و"كلنا سورية بشار الأسد" ونحن حوالي /40/ ألف عضو في كل مجموعة».

في حين تحدث الطالب "موسى محمد العلي" بالقول: «خلال اللقاء شعرت بقيمة وشأن لي جعلني في خضم المسؤولية الكبيرة الواجب علي تحملها تجاه بلدي ووطني، حيث وضح لي الشرح الكثير من الأمور التي كانت غير واضحة مثل كيفية التعامل مع رجل يدعي الإسلام وفقهه ويعمل على التحريض الطائفي وإجراء عمليات مسلحة ضد طوائف معينة».

الرفيقة "نهلة" وإلى يمينها الرفيقة "لما"

وتابع: «لقد زادني اللقاء قوة وقدرة على التعامل مع مثل هذه الأحداث بكل ذكاء وحنكة تمكنني من تفسيرها وتحليلها بشكل منطقي وعقلاني يعطيني نتيجة موضوعية قابلة للتطبيق على أرض الواقع».

كما حدثتنا الدكتورة "لما إدريس" عضو قيادة فرع في شبيبة "طرطوس" عما قدمته خلال اللقاء فقالت: «تحدثنا عن الفبركات الإعلامية التي تلعب على وترها قنوات الفتنة والتحريض الإعلامي وكشفنا للرفاق بعضاً منها، وكيف يتم العمل عليها كأساس في الحملة ضد "سورية" وكيف أيضاً حاولوا اللعب على وتر الطائفية التي لعن الله من تقصدها وأيقظها، إضافة إلى التأكيد على أن حدود التفكير تتوقف عند عقيدة الجيش الذي نعتبره خطا أحمر يجب عدم المساس به وبعقيدته فلا يمكن المساس به أو الاقتراب منه».

وأضافت: «ركزنا على تعميق فكرة العيش المشترك الذي نعمنا به لعقود، وكيف لنا أن نعيد هذه الفكرة التي هي من روح الوطنية التي تنعم بها الأغلبية الساحقة من المواطنين ويهدفون لها، ولكن هناك ظروف تحول دون هذا ويجب إزالتها بكافة الأشكال والتضحيات.

إضافة وهذا الأهم إلى إزالة وامتصاص الحقن والمشاعر السلبية التي ملأت قلب كل شاب وشابة من أهالي مدينة "بانياس" بكون اسم مدينتهم أصبح يذكر بشكل مسيء لها ولسكانها بعد أن كانت لؤلؤة يتزين بها المتوسط، ونحن كسكان المدينة نحاول توضيح أننا لسنا كما نوصف على المحطات المغرضة، والقلة القليلة التي ظهرت وشوهت اسم المدينة هم ليسوا باقون ولا يمثلون إلا أنفسهم».

وتابعت: «وضحنا أيضاً ضرورة الاعتياد على مظاهر التظاهر السلمي الذي أقرته الحكومة كأحد مظاهر الرقي في المجتمعات، فعلينا ألا نمتعض ونتأثر عند رؤيتنا لمظاهرة في الشارع بل على العكس يجب أن نقر حينها بأننا نعالج مكامن الخطأ تحت سقف الوطن وبشعور الوطنية».

وعن رأيها بطريقة تعامل المتلقين لهذه المعلومات قالت: «أذهلني الطلاب بطريقة استيعابهم للواقع وقدرتهم على محاورته والاستفادة منه وتسخيره وفق عقول "سورية" لم تستطع هذه القنوات أن تدرك عظمتها وقدرتها وإمكانياتها، لقد قدمنا نفس اللقاء في مدرسة "رياض حجار" ولكن لفئة عمرية لا تتجاوز /15/ عاما، وكان الوضع مختلفا من ناحية التعاطي مع الواقع فالشباب في "بانياس" متأثرون بما يحدث لمدنتهم وكيف ينتهك اسمها بطريقة مسيئة لها».

كما أكدت الرفيقة "نهلة سليمان" أمين رابطة شبيبة "بانياس" خلال لقائنا بها هدف اللقاء حيث قالت: «الهدف تسليط الضوء على الأحداث وفق رؤية شابة قادرة على التعاطي مع الأحداث بذهنية مختلفة عن بقية الذهنيات للفئات العمرية الأكبر سناً، وخاصة الوضع الحساس الذي تم اللعب عليه وهو الوضع الطائفي والعيش المشترك، الذي تمتع به الجميع في هذه المدينة وكيف حاولت بعض المحطات الفضائية تأجيج المشاعر من خلاله وتحريض النفوس، وما لقيناه من تفاعل دليل على الوعي الكبير الذي تمتع به الشباب ويجب على القنوات المغرضة عدم الاستخفاف به».