بدأت في منطقة "القدموس" بلدية "الدي" قرية "كعبية عمار" فعاليات المخيم الخدمي والاجتماعي الذي يقيمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية بمشاركة عدد من طلبة كليات ومعاهد مختلف الاختصاصات الجامعية، حيث حضر الطلبة من محافظة "طرطوس" و"اللاذقية" و"ادلب" للمشاركة والتعبير عن حبهم لروح العمل التطوعي الجماعي ضمن الدفعة الثالثة للمخيمات التطوعية الجوالة.

وقد بدأ الطلبة المتطوعون يومهم الأول في قرية "الدي" بتنظيم ورشات عمل متعددة، بدأ نشاطها في الساعة التاسعة صباحاً كخلية نحل لا تعرف التعب، حيث تم تنسيق العمل وتوزيعه بين الطلبة المتطوعين بشكل يجعل أعمالهم متكاملة ومؤدية للغاية المرجوة منها، وهي إعادة تأهيل حديقة القرية وشوارعها وأرصفتها.

اكتسبت خبرة جديدة وتعلمت عملاً جديداً وممتعا لم أكن أعرفه من قبل، وهو إزالة الصدأ عن الشبك المعدني لسور الحديقة العامة في هذه القرية الجميلة، وعلمني إياها أحد الزملاء في العمل، ومتعتي تكمن في أني أقدم خدمة بلا مقابل وألقى صداها على أرض الواقع ومن المستفيدين منها

وتعبر الطالبة "صفاء زيدان" إحدى طالبات المعهد الزراعي خلال حديثها لموقع eSyria عن سعادتها للمشاركة في هذا العمل الخدمي ضمن نشاطات المخيم المختلفة حيث تقول: «اكتسبت خبرة جديدة وتعلمت عملاً جديداً وممتعا لم أكن أعرفه من قبل، وهو إزالة الصدأ عن الشبك المعدني لسور الحديقة العامة في هذه القرية الجميلة، وعلمني إياها أحد الزملاء في العمل، ومتعتي تكمن في أني أقدم خدمة بلا مقابل وألقى صداها على أرض الواقع ومن المستفيدين منها».

المتطوعتان "صفاء" و "غادة"

وتقول المتطوعة "غادة إسماعيل" من طالبات المعهد الزراعي أيضاً: «أنا من مشجعي ومحبي فكرة العمل التطوعي، لذلك كنت من أوائل المسجلين في المخيم، لنشر ثقافة التطوع من خلال تقديم خدمة لإنسان آخر شريكي في هذه البلاد، لتصبح قاعدة يبدأ فيها كل فرد من ذاته، لذلك في المستقبل عندما أتزوج وأنجب الأطفال سأحضرهم إلى هنا لأريهم ماذا قدمت في يوم من الأيام من أجل العمل التطوعي وأشجعهم عليه وأنمي في داخلهم حس المسؤولية تجاه الآخر».

ويأتي هذا المخيم الذي بدأ بتاريخ "25/6/2010" ويستمر لغاية "29/6/2010" ضمن خطة المخيمات التطوعية الجوالة التي تشمل اثنتي عشرة محافظة ستقدم الخدمات الاجتماعية والطبية والعلاجية وتأهيل مواقع أثرية وترميم مدارس وإنشاء حدائق ونشاطات وفعاليات اجتماعية بمشاركة الأهالي والمجتمع المحلي ضمن مناخ يرتكز على خدمة الريف أينما وجد، وهذا ما دفع المتطوع "زياد محمد دويلات" من طلاب معهد التربية الموسيقية في محافظة "اللاذقية" للمشاركة في هذا المخيم، حيث قال: «أنا أعمل ضمن ورشة الأتربة التي تهتم بتهيئة أحواض الحديقة وملئها بالأتربة لزراعة الأزهار فيها، لتصبح رمزاً للعمل التطوعي المنبثق من الذات، وهذا أمر ممتع جداً بالنسبة لي لأنه من تعب يدي، وسأكون أسعد بعد انتهائه وإنجازه على أكمل وجه لأعود إلى محافظتي سعيداً بما قدمته كبصمة لي في محافظة أخرى».

المتطوعة "نيرمين عبد الرحمن"

جميع المتطوعين المشاركين من مختلف مناطقهم ومحافظاتهم جاؤوا إلى قرية "الدي" التابعة لريف منطقة "القدموس" وفي جعبتهم شيء خاص غير العمل التطوعي، هذا ما أوضحته المتطوعة "سارة أسعد" في حديثها: «جئت من مدينة المحبة مدينة السلام محافظة "اللاذقية" حاملة المحبة والعمل المشرف الذي أقوم به الآن، والتشجيع على استمراريته ومتابعته والمحافظة على ما يتم إنجازه من خلاله، ليبقى بصمة لنا كطلبة "سورية" من مختلف المحافظات التي نمثلها في هذه المنطقة الساحرة بطبيعتها والجميلة بسكانها».

جمال الطبيعة والمناخ وطيبة الأهالي كان أبرز ما أكدت عليه المتطوعة "نيرمين عبد الرحمن" خلال حديثها لموقعنا: «يتوج عملنا هنا بفكرة العناية بأحد جوانب الطبيعة الساحرة الجميلة، وهي مقوماتها وبنيتها التحتية كالحديقة والأرصفة والشوارع الخدمية، التي قلما تجد مثلها كطبيعة بكر، والإطلالة الرائعة التي كشفت خفايا ريفنا الجميل بمناخه المعتدل اللطيف وخاصة في هذه الأيام الحارة، وهذا يكفيني لأحمله ذكرى معي أرويها لكل من أحب بكل شوق لها وفخر وخاصة عن طيبة الأهالي السكان الطيبين الذين يواظبون على زيارتنا خلال مراحل العمل وإحضار الشاي والماء».

المتطوعان "زياد" و "سارة"

في حين أكد المتطوع "سويد عز الدين" طالب المعهد الصحي بـ"طرطوس" أن أهم ما سيحمله معه من هذا المخيم الخدمي والاجتماعي هو العلاقات الجديدة مع الرفاق والزملاء والأهالي الذين تعرف عليهم خلال العمل والمخيم والصداقة الصادقة التي لم تنتج عن أية مصلحة.