طوال أربع سنوات لم تخفت لهم عزيمة أو تضعف أو تتوان عن التفكير بحلم المستقبل في تحقيق التفوق والحصول على شرف المشاركة في حفل تخريج الدفعة الأولى لكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

موقع eTartus حضر الحفل الذي أقيم في صالة المركز الثقافي العربي بـ"طرطوس" بتاريخ 16/3/2010 والتقى الطالبة "بثينة علي شموس" الحاصلة على المرتبة الأولى في كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية حيث تقول: «التكريم لفتة جميلة جداً من المنظمين والقائمين عليه، ونشكر كل من ساهم فيه، لأنه توج لنا سعادة الفوز والتخرج، لكون دفعتنا هي أولى ثمار أشجار المعرفة والتحصيل العلمي التي نمت وترعرعت في ربوع كلية الآداب الثانية في "طرطوس"».

سأقدم على مسابقة المعيدين لمتابعة التحصيل العلمي ولو على حسابي الشخصي إن لم أقبل في المسابقة

وتضيف: «كان للكادر التدريسي الفضل في الوصول إلى هذا التفوق والنجاح، وحتى إنجاح هذا الحفل ليقدموا لنا سعادة إضافية على سعادة النجاح، فمنهم من كان يقوم بجمع صور هذا العرض على مدار العام الدراسي، ومنهم من كان مسؤول عن عملية التنظيم الرائعة للدخول والخروج والتقديم وإلقاء الكلمات وتسلسل الظهور على المسرح وغيرها».

الطالبة "بثينة شموس"

وعلى صعيد الدراسة للوصول إلى هذا اليوم وما ينتظرها في المستقبل، تقول: «ما شاء الله لدينا كوادر مختصة ومتميزة، حيث لكل سؤال لدينا جواب لديهم، أو بالأحرى لا نلبث نطلق بوادر السؤال حتى نحصل على الجواب، وهذا دليل على نوعية المعلومات التي نحصل عليها ودقتها، ولا يمكن أن اخفي تفاؤلي بالمستقبل الذي أراه مشرقاً بالنسبة لي، حيث إن هناك الكثير من الأشياء والأعمال في انتظاري».

لقد اكتسبت الطالبة "شموس" الكثير من الخبرات غير العلمية من كادرها التدريسي، وعنها تقول: «لقد تعلمت من هذه الكوادر التدريسية العلم والمعرفة، وطريقة الحياة والتعامل معها بكل ما فيها من ايجابيات وطرق تخطي السلبيات للوصول إلى الهدف المحدد».

الطالب "أحمد خدام" و زوجته

وعد قطعته على نفسها وستعمل بكل ما أعطاها الله من قوة لتحقيقه، وعنه تقول: «لقد قطعت وعداً على نفسي أن أصبح في المستقبل زميلة حقيقية لهذا الكادر التدريسي الذي أفخر به، وسأسعى جاهدة لمتابعة التحصيل العلمي على أعلى المستويات وأرقاها».

أما الطالب الأول على الدفعة الأولى من قسم اللغة الفرنسية "أحمد خدام" فقد كان له رأيه الخاص الذي يساهم في تحقيق المزيد من التفوق وزيادة عدد الخريجين في المستقبل، حيث يقول: «لدي فرحة عارمة تغمر قلبي، وأتمنى للجميع الوصول إليها، لذلك لا بد للقائمين والمهتمين في المحافظة من العمل على تجهيز مخابر اللغة لتقوية التعبير الشفهي والمخاطبة لدى الطلاب، إضافة إلى تزويد الكلية بمكتبة ضخمة تحتوي على جميع المراجع العلمية واللغوية المطلوبة لتخفيف عناء الذهاب إلى المركز الثقافي من قبل الطلاب للحصول عليها، ولتكون بمثابة عون للخريجين القادمين لزيادة عددهم في الأعوام القادمة ومضاعفتها».

الطالب "أحمد علي"

ويرى الطالب "أحمد سليمان علي" الخامس على الدفعة قسم اللغة العربية أن التنظيم والمتابعة المستمرة هي سبب تفوقه، فهو محب للعلم والمنافسة وعمل جاهداً للوصول إلى هذا الحدث الجميل، وخصوصاً بعدما قطع وعداً لأبيه الذي توفي خلال عامه الدراسي الأول بأن يحقق التفوق ضمن مراتبه الأولى، وقد تمكن من ذلك فهو الأول على زملائه الذكور.

ويتابع: «كنت أستمتع بالنشاط الثقافي الذي كان يقام في كل أسبوع وبشكل دوري في الكلية، فقد كان له الأثر الايجابي على المخزون الثقافي لدي والذي انعكس على عملية التحصيل العلمي».

ولإنجاح عملية التحصيل العلمي في الكلية مقترحات، يوضحها لنا: «لقد واجهنا بعض المشاكل والصعوبات خلال السنوات الأربع التي قضيناها في الكلية، حيث كنا نحتاج إلى إيجاد بيئة علمية أشمل تبعدنا عن الحالة المدرسية وتدخلنا في الحالة الجامعية وخاصة البنية الهيكلية، من قاعات المحاضرات والمقاعد الخاصة كبقية الجامعات والتجهيزات الخاصة بكل قاعة والبناء الجامعي المتخصص، فقد كانت بيئتنا الجامعية كدفعة أولى في السنوات الأولى مهمشة وكانت بيئة إنسانية علمية فرضها الكادر التدريسي لإنجاح العملية التعليمية».

وعن مشروعه المستقبلي يقول: «سأقدم على مسابقة المعيدين لمتابعة التحصيل العلمي ولو على حسابي الشخصي إن لم أقبل في المسابقة».

وأشار الدكتور "محمد يحيى معلا" رئيس جامعة "تشرين" خلال كلمته في الحفل إلى الجهد الذي بذلته كافة الدوائر والمؤسسات المعنية بالتعليم العالي بدءاً من الوزارة وجامعة "تشرين" والمعنيين في محافظة "طرطوس" لإنجاح العملية التعليمية في فروع الجامعة وتخريج هذه الدفعة من طلاب كلية الآداب الثانية.

وأضاف: «إن التعليم العالي عملية تشاركية طرفاها: الجامعة بمخابرها وأساتذتها والعاملين فيها، والأسرة التي تشارك في إنتاج هذه المعرفة العلمية، لذلك فقد أولي هذا التعليم اهتماماً كبيراً شمل كافة الجامعات والكليات والمعاهد في سورية للوصول إلى النتائج المطلوبة في أعلى مستوياتها».

وختم الدكتور "معلا" بالقول: «تعمل جامعة "تشرين" بالتعاون مع الجهات المختصة في محافظة "طرطوس" لإعادة تأهيل وصيانة مبنى المعهد الزراعي القديم لتخصيصه كموقع مؤقت لكلية السياحة والاستضافة».

بدوره عبر الدكتور "ممدوح عمران" عميد كلية الآداب الثانية عن أهمية هذا الحفل بقوله: «لقد جاء الحفل نتيجة التفاعل بين الجهد المبذول من قبل الطلبة الخريجين والكوادر التدريسية في الكلية وجهود الأهالي الذين أرادوا مشاركة أبنائهم فرحة التفوق والتميز، حيث بدأت اليوم رحلة العمل المهني للخريجين نحو المشاركة في البناء والتنمية سواء بانتقائهم مهنة التعليم أو متابعة الدراسات العليا من أجل الحصول على درجة الدكتوراه».

وفي ختام الحفل قام السادة "عدنان وسوف" أمين فرع الحزب في "طرطوس" والدكتور "عاطف النداف" محافظ "طرطوس" ورئيس جامعة "تشرين" والدكتور "غالب شحادة" أمين فرع حزب البعث في جامعة "تشرين" بتكريم الأوائل والخريجين والبالغ عددهم ثلاثين خريجاً.