قد يبدو اسم "بوهيميا" غريبا بداية الأمر، وقد لا يبدو مناسبا أن كعنوان لموقع الكتروني، لكن الانطباع الأول الذي تتركه أول زيارة لموقع "بوهيميا" على الانترنت يكفي لأن يجعلك من رواد هذا الموقع وربما أحد المشاركين فيه مستقبلا، "بوهيميا" مجلة الكترونية نصف شهرية، اشتركت فيها جهود عدد من الشبان من "حمص" و"صافيتا" وأصدقاء لهم خارج سورية، يتحدث المشرف العام عليها "الياس جرجوس" فيقول:

«"بوهيميا" حلم قديم شاركني به بعض الأصدقاء، وهو الإصرار على إظهار طابع ثقافي متقدم، ولكنه مغيب في ازدحام النشر الإلكتروني، "لمجرد النشر" ففكرة "بوهيميا" كموقع أدبي، أتت كحاجة ملحة بالنسبة لنا لابتعاد فضاء الشبكة عن التناول الجدي للمواد الأدبية واقتصار النشر لكبار الكتاب فقط او المعروفين».

طبعا لا يخلو الأمر من المشاكل والصعوبات التقنية الموجودة في أغلب المواقع السورية، أما من الناحية المالية فتمويل "بوهيميا" شخصي ولا نتبع أي مؤسسة تمولنا

"بوهيميا مملكة الحرف" هذا هو الاسم الكامل للموقع الذي يمثل ساحة حرة تتناول كل أجناس وفنون الأدب، كما يتحدث مشرفه "الياس" ويضيف عن فلسفة الموقع قائلا: «لا مجال للكلام اليوم، في عصر العولمة الاستهلاكية القسرية، عن جماعات أو مدن بوهيمية، مثلما كان الحال في أوروبا خلال القرنين الماضيين، لقد سدّت السوبرماركت أفق الخيال، وشتت التسويق تركيز القريحة، صار عالمنا صندوق محاسبة كبير نصطف أمامه في طابور لا ينتهي، كل يحمل حلمه بيد وبالأخرى يدفع حياته وحريته، لا بوهيميّة اليوم حتماً، و لكننا بلجاجة نستعير التسمية ، وبإصرار طفل لم يفقد تمامَ براءته، ندمغها على هوية موقعنا هذا، عذرنا أن في صدورنا بقية أمل: استرجاع البوهيمية ولكن بروح أخرى، بثوب أقل

الياس خلال لقاءه مع المؤرخ كمال صليبي

تقشفاً ، يقي من لفحة الألفية الثالثة، لا بوهيميين اليوم ..... لكننا في هذه الفسحة الضيقة الواسعة من الشبكة العنكبوتية، ندعو إلى نبشهم، بوهيميا ... إذاً ، هي دعوة لكلّ بوهيمي بالقوة، لكل من تنبه في دخيلته ، إلى أن العالم غدا ناقصاً , أنقص مما يحتمله قلب».

من أبواب المجلة: بوهيميات، سياسة، سحر مكتوب، تحقيقات و مقابلات، كتاب الشهر وأخيرا المقهى الثقافي، جديد "بوهيميا" قسم الدراسات ذات الشأن الكبير على المستوى العربي وكانت بدايته موفقة بدراسة قامت على ثلاث حلقات عن السلطان "عبد الحميد العثماني" ودوره في منع الاستيطان اليهودي في فلسطين من إعداد الباحث "بسام القحط"، كذلك قسم ساحة حرة الذي كتب فيه كتاب كبار أمثال (عوض سليمان و فاضل الخطيب و زياد هواش) كذلك قسم من الذاكرة مع بداية موفق بملف خاص عن أميرة الجبل "اسمهان".

آخر عدد من بوهيميا

والمتصفح لمجلة" بوهيميا" يدرك حجم العمل على الشكل بما يتناسب مع النوعية المنتقاة لمواد الموقع إضافة للصور التي ترافق المواد ويقول "الياس" عن ذلك: «قام الزميل "طارق القحط"

بمجهود كبير يشكر عليه لإخراج "بوهيميا" بأجمل حلة ممكنة، و أنا متأكد أنه نجح بذلك فخرجت "بوهيميا" بإطلالة تعكس الرؤية التي رغبنا أن تصل إليها، و الرسالة التي نرغب في إيصالها للعالم، أما نحن في "بوهيميا" نعتبر الصورة جزء مهم من المادة الأدبية، لا نضع الصور اعتباطيا، يجب أن تكتمل الرؤية البصرية مع سحر الكلمة».

الياس جرجوس

محررو "بوهيميا" م من الشباب ممن يعملون في الصحافة الالكترونية والمطبوعة، من سورية وخارجها وهم، ويتحدث المشرف "الياس" عن بعض المشاكل التقنية التي تواجهه فيقول: «طبعا لا يخلو الأمر من المشاكل والصعوبات التقنية الموجودة في أغلب المواقع السورية، أما من الناحية المالية فتمويل "بوهيميا" شخصي ولا نتبع أي مؤسسة تمولنا».

يعترف "الياس" أن لعبة المواقع الإخبارية لم تغريه وقرر أن يكون "بوهيميا" موقع للنص الأدبي الإبداعي على حد تعبيره، وردا على سؤال هل موقع "بوهيميا" نخبوي أجاب قائلا: «إلى حد ما إبداعيا و بالتأكيد بحثيا ولكنها في الوقت نفسه أيضا نسعى بطريقة أو بأخرى تتسع لكل الأقلام الواعدة وتخاطب كل الأجيال وتراعي كل التوجهات والتيارات الإبداعية».

وأخيرا تحدث "الياس" عن مستقبل الموقع فقال: «نحاول أن تكون "بوهيميا" شبكة أدبية شاملة من دراسات ومقالات وشعر وقصة، باختصار أن تتحول لمرجع أدبي الكتروني و كأي صاحب مجلة إلكترونية، أعمل مع فريق المجلة و نسعى للإرتقاء بالمواد إلى سوية إبداعية بحثية أكاديمية تاريخية و معاصرة وسهلة التناول والانتشار».