كما هي العادة في كل عام تعتمر في منازل أهالي المتفوقين في محافظة طرطوس أفراح التفوق والنجاح وهو الأمر الذي الأمر الذي اعتادت عليه كل العائلات في الريف والمدينة لأن العلم والحصول على أعلى الشهادات الجامعية هو الحلم الذي يصبو اليه أبناء طرطوس المعروفة بأعلى نسبة للشهادات الجامعية فيها من بين محافظات القطر كافة.

وفي هذا العام تضافرت جهود عائلة السيد "علي حسن" من أهالي قرية "خربة السناسل" التابعة لمدينة بانياس مع الجهد الكبير الذي بذلته ابنتهم "لمى" والاصرار الحازم على التفوق والحصول على أعلى الدرجات حيث حصلت على (305) درجات في شهادة التعليم الأساسي.

بدأت منذ الصيف بدراسة المواد الحفظية ومنذ بداية العام الدراسي لم أضيع أي لحظة فكل الأوقات أمضيتها في الدراسة حتى أيام العطل كنت أخصصها لمراجعة ماأخذته من دروس

eTartus زار "لمى" في منزلها بتاريخ (12/8/2008) وبارك لها التفوق الذي حدثتنا عن أسبابه قائلة: «بدأت منذ الصيف بدراسة المواد الحفظية ومنذ بداية العام الدراسي لم أضيع أي لحظة فكل الأوقات أمضيتها في الدراسة حتى أيام العطل كنت أخصصها لمراجعة ماأخذته من دروس».

السيد علي

وعن أوقات الدراسة وكيفية تنظيمها لها تقول "لمى" كنت أستيقظ مع ساعات الصباح الباكر حوالي الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً وأبقى أدرس حتى وقت الفطور في التاسعة صباحاً ثم أرتاح لمدة ساعة وبعدها أعود للدراسة حتى وقت الغداء في الساعة الثالثة ثم آخذ قسطاً من الراحة وقد أنام بعض الأحيان في فترة بعد الظهر في حال كنت متعبة جداً ولكن لاتتجاوز الاستراحة الساعة الخامسة مساء لأعود بعدها للدراسة حتى الساعة الحادية عشر ليلاً وهو وقت النوم».

أما عائلة "لمى" فقد قدمت لها كل التشجيع والدعم وخاصة أيام الامتحان التي شعرت خلالها بالخوف الكبير ولاننسى دور مدرسة "اعدادية خربة السناسل" التي شجعت الطالبة على التفوق وتخص بالذكر مدرس اللغة العربية الأستاذ"ناصر زاهر" الذي وقف بشكل خاص الى جانب "لمى "طيلة أيام الامتحان وكان أول المتصلين لتهنئتها كما تشكر مدرستي اللغتين الفرنسة والانكليزية لاهتمامهما بها وتشجيعهما لها.

السيدة رقية

يقول السيد "علي" والد الطالبة المتفوقة كنت الداعم الأساسي لها كونها متعلقة بي بشكل غير طبيعي بسبب طبيعة العلاقة الحميمية بيننا وقد وجهتها للاهتمام بالدراسة وشرحت لها أهمية العلم وثمراته وكيف أنه يضمن للانسان مستقبله وحياته وكانت تستجيب لي بشكل غير طبيعي كما أنني شعرت بأنها خامة قابلة وراغبة بالتفوق فنميتها وشجعتها بكل قوة وعزم وكنت أراقب دراستها بشكل يومي بالرغم من عدم حاجتها لذلك ولكنها كانت تحب أن ترانا نهتم بها ونشجعها وننمي حس الالتزام الزائد لديها بالرغم من وجود دافع ذاتي كبير للدراسة عندها فهي لم تكن تقبل أن تقوم بأي عمل حتى تناول الطعام اذا كان لديها أي واجب درسي.

أما قصة اليوم المأساوي حسب ماوصفه لنا والدي "لمى" فهو اليوم الذي تلا امتحان مادة الرياضيات حيث اكتشفت "لمى" وهي تراجع ورقة الأسئلة أنها وقعت في خطأ بسيط سيجعلها تفقد بعض العلامات في مادة الرياضيات وعندها راحت تبكي حتى خافت العائلة من تأثير ذلك على المواد الباقية ومازالت حتى اليوم تبكي عندما تذكر تلك اللحظة.

وسط عائلتها

وتقول السيدة "رقية ميا" والدة "لمى" سعيت لتوفير كل ماتحتاجه ابنتي لتكون في أحسن حالاتها النفسية والجسدية لتتمكن من التفرغ للدراسة بشكل تام حتى أنني كنت أحضر لها أنواع الطبخ الذي تحبه وخاصة "ورق العنب" الذي تعتبر أكلتها المفضلة كما أنني كنت أحياناً أراجع لها بعض الدروس في حال طلبت مني ذلك.

تقول "لمى": «خسرت ثلاث علامات في مادة الرياضيات بسبب خطأ بسيط كان يمكنني تداركه لو أنني تمكنت من مراجعة ورقة الاجابة لكن الأسئلة كانت طويلة وتحتاج لتركيز كبير والوقت كان غير كافي بالنسبة لي ولعدد كبير من زملائي الذين عانوا نفس المشكلة اضافة الى خسارتي علامتين في موضوع اللغة العربية وهذا أمر لم أكن أتوقعه ولكنني أدعو جميع الطلاب الى الدراسة الجيدة والتفوق لأنه الأساس الذي يقوم عليه أي تقدم وتبنى عيه أي حضارة».

وبالنسبة لها ستكمل مشوار التفوق لتتمكن من تحقيق حلمها في دراسة الصيدلة المهنة المفضلة لديها.