الأندلس من بين الجامعات الخاصة التي تقوم بتوقيع اتفاقيات مع جامعات علمية غربية حيث وقعت اتفاقية تعاون علمي مشترك مع جامعة العلوم التقنية كرنتين النمساوية في مبنى الجامعة بمنطقة القدموس وبحضور الوفد الألماني الذي وقع الاتفاقية الأولى مع الأندلس.

في البداية تم التعريف بجامعة الأندلس وأقسامها وآفاق تطويرها، ثم تحدث الوفد الألماني عن اتفاقية التعاون التي تمت مع جامعة الأندلس منذ وضع حجر الأساس الأولى في موقع المشروع مبينين العلاقات الحميمة التي جمعتهم مع السوريين عبر فترة من الزمن. ليتابع نائب رئيس جامعة العلوم التقنية التطبيقية كرنتين النمساوية بعرض عن جامعة العلوم التي تهتم بعلوم الصحة والهندسات التقنية والمعمارية كما الأبحاث العلمية. مشيراً إلى أن هذه المعاهدة التي توقع مع جامعة الأندلس هي المعاهدة الأولى لجامعة العلوم التقنية التطبيقية مع الجامعات العربية كون الجامعة حديثة العهد ويريدون الاستفادة كما الفائدة بهدف تبادل الخبرات في مجال المشاريع العلمية، وأخرى بحثية علمية معينة. كما فتح فرص التدريب لطلاب جامعة الأندلس ممن تتوفر لديهم الشروط اللازمة لذلك وستتوفر لهم إمكانية مشاركة زملائهم في جامعة كرنتين فصل دراسي كامل، منوهاً إلى أن هذه الاتفاقية تمت باجتهاد شخصي من المغترب السوري د.عيسى إبراهيم الذي أولى جل اهتمامه هذه القضية.

ثم ألقى المغترب د.عيسى إبراهيم محاضرة علمية مؤكداً فيها أن مهمة البحث العلمي إيجاد حلول للمشاكل المطروحة بأبسط الطرق وأرخصها تكلفة. لأنه ليس من الجدوى إيجاد حلول جديدة ولا يمكن تسويقها فهذه هي مهمة البحث العلمي بحيث يكون من السهل منافسة الأسعار المطروحة في الأسواق للمنتجات المطورة أو المنتجة من خلال البحث وهنا لا ننسى أننا لا نبيع المادة إنما نبيع قيمة العمل التطوري الذي تم إنجازه أثناء البحث لتطوير هذه الأجهزة الجديد.

وفي لقاء مع رئيس جامعة الأندلس د. عبد القادر مارتيني أكد أن جامعة العلوم التقنية النمساوية هي جامعة حديثة لديها الرغبة بالتعاون مع جامعات حديثة ناشئة خاصة لها نفس الأهداف والطموحات. لذلك تم الموافقة على توقيع الاتفاقية ووثيقة التعاون بين الجامعتين رغم أن كلية الهندسة التقنية الطبية لم تبدأ نشاطها في جامعة الأندلس بعد. وعند البدء بالتدريس سيتم تدعيم الجامعة بالخبرات والأساتذة المختصين لإلقاء المحاضرات. كما أبدى الجانب النمساوي استعداده لتقبل طلبة من الأندلس للتدريب والاستفادة عن قرب من خلال زيارة الجامعة النمساوية. وعندما تكبر جامعة الأندلس سنقوم بمشاريع أبحاث علمية مشتركة.

والجدير بالذكر أن هذه الاتفاقيات التي توقع مع الجامعات الغربية هي بجهود الأطباء والأساتذة المغتربين بناء على معرفة شخصية أو من العاملين فيها ممن لديهم الموثوقية هناك، وهذا سهل الأمر وتم وضع الخطوة الأولى، مضيفاً تعود أهمية الاتفاقيات إلى اعتراف بالمؤسسة على أنها علمية ذات مستوى رفيع، وهذا يعني بالنسبة للطلبة بأن شهاداتهم معترف بها هناك مما يسهل عليهم العمل في الخارج والدراسة. وسيفسح المجال لتطوير التبادل من خلال الأبحاث العلمية وابتكار أجهزة طبية متطورة في المستقبل لتقضي الحاجة للعديد من المرضى والمشاكل الطبية في سورية.

وأشار نائب رئيس جامعة الأندلس د.محمود فتح الله إلى أن الأندلس أسست ما بين اتحاد أطباء العرب في أوروبا مع الشركة الهندسية العلمية لبناء جامعة علمية تحتوي فقط كليات طبية تتضمن الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والتمريض، والهندسة الطبية، وإدارة المشافي. وتحتوي مدينة جامعية وكل ما يستلزم العملية التعليمية والاجتماعية، والهدف من إقامتها أن تكون على مستوى علمي يضاهي الجامعات المشهورة في العالم وبالتالي تستقطب السوريين والعرب وتوفر عليهم مشقة السفر إلى الخارج للدراسة. ومن مجمل الأمور التي تعتمد عليها الجامعة هي إقامة اتفاقيات مع جامعات عالمية مشهورة بحيث تضمن مستوى علمي جيد إضافة إلى استمرارية هذا التميز العلمي وبالتالي تأمين أماكن لطلاب الجامعة الذين يرغبون باختصاصات خارج القطر أن يؤمن لهم ذلك وبسهولة خاصة وأن الجامعة وضعت في خطتها إضافة التعليم باللغة العربية كأمر أساسي ويتماشى مع ذلك يداً بيد لغة أجنبية تمكن الطالب عند التخرج لتتيح له الفرصة للاختصاص أو العمل خارج القطر. كما أن الهيئة التدريسية في الجامعة تعتمد بشكل رئيسي على أطباء سوريين ذهبوا للاختصاص خارج القطر وأنهوا اختصاصاتهم واستمروا بالعمل خارج القطر وهؤلاء أثبتو جدارتهم وهم الآن بمرحلة تستوجب عليهم رد بعض الدين لوطنهم الأم سورية لكونها بلد ينعم بالأمن والثبات، وحتى من الناحية المادية قد يعتبر أرخص من الأقطار المجاورة.

مضيفاً: "النشاط العلمي اليوم هو متابعة لما حدث منذ سنتين حيث أقيمت اتفاقية بين الجامعة وجامعات من ألمانيا واليوم بعد سنتين دعي فريق آخر من الجامعات الألمانية والنمساوية للتباحث بما وصلت إليه الأندلس وإمكانية تقوية الاتفاق السابق وإجراء اتفاقيات أخرى وهذا من صلب مناهج الجامعة لأن من أهدافها إقامة علاقات بين الجامعات العالمية الأخرى وضماناً لوجود عنصر خارج الجامعة يتتبع خطوات الجامعة وسلامة مسيرتها وسوف يلحق هذه الندوات ندوات لاحقة مماثلة.

وأكد ممثل جامعة ايرلنغن الألمانية رولينغ هوف قائلاً: "شاركنا بوضع حجر الأساس للجامعة منذ سنتين وهذه الزيارة الرابعة إضافة لمشاركته بالزيارات التي عقدت في ألمانيا ولم يتوقع أن تتطور هذه الفكرة إلى ما وصلت إليه حالياً، فعند الزيارة الأولى كانت الصخور منتشرة في الموقع والآن أنهي البناء الرئيسي والطلبة متواجدون في قاعاتهم فأصبحت الجامعة كواقع بثت فيه الحياة".

وهو كطبيب سيشارك في كلية الطب لذلك ربط زيارته القادمة مع افتتاح كلية الطب ويأمل أن يتحقق في القريب العاجل بناء المشفى ليكون فعالاً باختصاصه ويقدم أكثر ما يمكن تقديمه.

كما أكد المغترب الألماني د.فيضي محمود من جامعة ايرلانغن على أن جامعته والأندلس تم بينهما توقيع اتفاقية تعاون أكاديمي طبي لتبادل الخبرات وتطوير البرامج الطبية التي تتناسب وتماثل البرامج الألمانية الطبية. مؤكداً أنه سيتم تطبيق المناهج الطبية. ويود أن يكون فعالاً في مجال اختصاصه بعد افتتاح كلية الطب التي يترقبها في الأندلس، وفي نهاية الندوة وزعت الشهادات الفخرية على المشاركين فيه.