ترعرع في أسرةٍ ريفيّةٍ تعلّم منها أنّ الإنسانيّة أعظم ما يمتلكُ الإنسان، فالطّبيب الجرّاح "وائل حبيب عمار" كان صاحب يَدٍ بيضاء عندما خيّم سوادُ التكفير على بلده "سورية" فوضَع خبرته في خدمة المتضررين من الحرب وكان مثالاً لأبناء "سورية" المعطائين.

التقت مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 14 تشرين الأول 2019 الدكتور "وائل عمار" وتحدّث لنا قائلاً: «كل ما تعلمناه في صغرنا وخلال مسيرة حياتنا - أقوالٍ وحكمٍ ومواعظ- لا بدّ لنا من تطبيقه في حياتنا اليوميّة وتقديمه بالشّكل الصحيح، فالإنسانيّة وخدمةُ الآخرين والوقوف إلى جانب المحتاجين هي من المسلمات وتفعيلها على أرض الواقع يحتاجُ إلى إيمانك الراسخ بأن الرجال تعرفُ عند الشدائد، وإيمانك المطلق بأن إنسانيتنا لا بدّ أن تطغى على كلّ الشرور لنحصد في نهاية المطاف ثمارَ التقدم والنجاح متكاتفين ومتعاونين، ونرتقي بأنفسنا وبلدنا ونحقق النجاح المشترك».

"وائل عمار" لديه إحساس عالٍ وضمير حيّ، يشعر بالمريض وبظروفه ويعيش معه تفاصيل معاناته ويستمع له بكلّ رحابة صدرٍ، ويقدم كل الفحوصات اللازمة له ليبني مع المريض علاقةً مميّزةً جداً، فهو طبيبٌ عاشقٌ للجراحة يحبّ الترتيب والتنظيم في العمل وهذا من أهم أسرار نجاحه العملي الكبير، كما أنّه متابع لكل المستجدّات العلميّة والمقالات الطّبيّة المتنوعة

وعن مسيرته الطّبية قال: «حصلت على شهادة "البورد السوري" عام 2011، وأنا عضو في "الجمعية السّوريّة لجراحة العظام"، بدأت بالعمل لمصلحة وزارة الصحّة السوريّة في "دمشق"، ورغم تقدّمي في السن عند بدايةِ الأحداث في "سورية" قرّرت التّطوع والعمل لمصلحة وزارة الدّفاع السوريّة في عام 2013 برغبةٍ منّي لعلاج جرحى الجيش العربيّ السّوري، وبدأت بالعمل كأخصائي في مشفى "تشرين" العسكري في العاصمة "دمشق" وعملي منصبٌّ على خدمة جرحى الحرب، وفي عام 2018 وبعد ما خفّت وتيرة الأعمال العسكرية اتّجهتُ مع مجموعةٍ من الأطباء لخدمةِ المجتمع المدني الذي عانى أيضاً خلال الأحداثِ الأخيرة، من خلال عدّة مبادراتٍ خاصّة تقدّم الخدمةَ الطّبيّةَ المجّانيّة للمواطنين بشكلٍ عام والذين لا يساعدهم وضعهم المادي على تلقي العلاجات اللازمة ودفع تكاليفها».

الطبيب فارس سلوم

وأضاف الدكتور "عمار": «قمنا مع مجموعةٍ من الأطباء الأصدقاء بتأسيسِ فريقٍ طبّي متعدد الاختصاصات، يقدّم الاستشارات المجّانية للمواطنين بشكلٍ عام في العيادات الخاصّة، وتمت هذه المبادرة عبر صفحاتِ التّواصل الاجتماعي في أوقاتٍ محدّدة يتمُّ الإعلانُ عنها بشكلٍ منتظم، وهناك العديد من المبادرات أيضاً والتي بدأنا بتنفيذها منذ فترة، فهناك جلسة طبّية للاستشارات العظمية كل يوم ثلاثاء في الساعة التّاسعة مساءً على صفحة العيادة العظميّة على موقع "face book" وهناك أيضاً جلسة مساء كل جمعة على صفحة "بانياس الآن" للإجابة عن التساؤلات الطّبية وتقديم الاستشارات اللازمة لهم».

وتواصلت مدوّنةُ وطن مع "فارس سلوم" طبيب القلبيّة ليطلعنا أكثر على شخصيّة الطبيب "وائل" فقال: «"وائل عمار" لديه إحساس عالٍ وضمير حيّ، يشعر بالمريض وبظروفه ويعيش معه تفاصيل معاناته ويستمع له بكلّ رحابة صدرٍ، ويقدم كل الفحوصات اللازمة له ليبني مع المريض علاقةً مميّزةً جداً، فهو طبيبٌ عاشقٌ للجراحة يحبّ الترتيب والتنظيم في العمل وهذا من أهم أسرار نجاحه العملي الكبير، كما أنّه متابع لكل المستجدّات العلميّة والمقالات الطّبيّة المتنوعة».

حيدر يونس مؤسس شباب المحبه

وفي لقاء مع "حيدر يونس" مؤسس مبادرة شباب المحبة في "سورية" تحدّث لمدوّنة وطن قائلاً: «بعد التجربة الناجحة التي قمنا بها مع مجموعة من الأطباء في مختلف المجالات الطّبية في مدينة "اللاذقية" تواصلت مع الطبيب "وائل عمار" وكان مرحباً بفكرة تشكيل مجلس طبي في "دمشق" أيضاً يقدم العلاج المجاني للمواطنين، وفي وقت قصير بدأ التنفيذ العملي لهذه المبادرة، ويوميّاً هناك عشرات الحالات التي تعالج من قبل الدكتور "وائل" بالمجان، ويمكنني القول بأنّه من الأطباء أصحاب الأيادي البيضاء وتتجلى إنسانيته الكبيرة في تقديمه العلاج والنصائح الطّبية لكل محتاج لها بالمجان».

يذكر أنّ الطبيب "وائل حبيب عمار" مواليد "طرطوس" قرية "باب النور" 1979.