بالحكمةِ والمنطقِ، استطاع أنْ يؤسسَ لمفهوم ثابتٍ للمصالحة في المجتمع السوري، فساهم بذلك في حقن الدماء، وإحلال التعايش السلميّ بين أفراده، ولم يقتصر عمله في تحقيق هذه الغاية على بقعةٍ واحدةٍ من الأراضي السورية، بل عمّم أفكاره حتى وصلت شتى محافظات الوطن.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 آب 2019 رئيسَ المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية الشيخ الدكتور "جابر عيسى" ليحدثنا بالقول: «بدأت عملي في المصالحة باسم الشيخ "جابر عيسى" لأنّ هذه الحركة بدأت باجتماع رجال الدين من كلّ الأطياف، ووجهاء المدن والبلدات، لتمكين هذه الفكرة في المجتمع السوري، ثمّ حصلت على دكتوراه فخرية في حلّ النزاعات والمصالحات الدولية، وبعد تقاعدي من العمل في المخابز الاحتياطية، باشرت عملي وتفرغت بشكل تام لما يخدم ملف المصالحة، وذلك في عام 2011، بعدما طلب سيادة الرئيس "بشار الأسد" في خطابه بإحداث لجانٍ أهلية وشعبية لمعالجة الأزمة، فباشرت بتأسيس لجانٍ حملت اسم لجانِ "المصالحات الشعبية" في "دمشق"، وانتشرت في سائر المحافظات، بحيث أنّ كل منطقة أصبح فيها لجنة فرعية، وفي عام 2012 قُدِر عددُ المتطوعين في هذه المبادرة بمئات الآلاف، وفي عامي 2013، و2014 تمّت إعادة هيكلية هذه اللجان، والإبقاء على الأفراد الذين كانوا حقاً فاعلين في عملهم لخدمة المصالحة، وفي هذه المرحلة تمّ تغيير اسم اللجان لتحمل اسم "المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية" وتمّ توثيقها بشكل رسمي، وترخيصها للعمل في كل "سورية"».

هو إنسان ودود، وما يميزه بشاشة وجهه مع الجميع، ومناقشته للآخرين بشكل منطقي، وبحكمة تمسُّ الواقع ما يقنع الطرف الآخر، لذا تمكن من اكتساب محبّة الناس بشكل سريع خلال السنوات الماضية، كما استطاع بناء ثقة ثابتة بينه وبينهم، ما ساهم في انتشار مفهوم المصالحة على الأراضي السورية بشكلٍ أسرع، من خلال إدارته وتوجيهاته الحكيمة لجميع اللجان

وتابع بالقول: «بالنسبة لنشاط المصالحة في مدينة "دمشق" وريفها، فقد تمكنت اللجان التي شكلناها من إعادة ما يقارب 20 ألف مسلح سلم سلاحه وتمّت تسوية وضعه، خاصة في منطقتي "الزبداني والقلمون"، وفي الواقع الميداني أثبتت هذه المبادرة فاعليةَ عملها على الأرض، فمفهوم المصالحة يأتي من المسامحة والعفو، وفي عمل المبادرة فإنّ هدفنا هو إعادة التعايش بين كل أطياف الشعب السوري، وحقن الدماء، وإحلال السلم بين الناس، وتجارب دول العالم كلها تثبت أنّ المصالحة هي حلٌّ طويل الأمد لجميع الصراعات».

الدكتور "فواز محمد علي نظام" رئيس لجان المصالحة في "دمشق" وريفها

الدكتور "فواز محمد علي نظام" رئيس لجان المصالحة في "دمشق" وريفها بدوره قال عن الشيخ الدكتور "جابر عيسى": «هو إنسان ودود، وما يميزه بشاشة وجهه مع الجميع، ومناقشته للآخرين بشكل منطقي، وبحكمة تمسُّ الواقع ما يقنع الطرف الآخر، لذا تمكن من اكتساب محبّة الناس بشكل سريع خلال السنوات الماضية، كما استطاع بناء ثقة ثابتة بينه وبينهم، ما ساهم في انتشار مفهوم المصالحة على الأراضي السورية بشكلٍ أسرع، من خلال إدارته وتوجيهاته الحكيمة لجميع اللجان».

"مرح علي ياسين" مديرة مكتب المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية في "سورية" وصفت الشيخ الدكتور "جابر عيسى" بالقول: «هو من أوائل الذين دخلوا مناطق الوجود المسلح، وفاوضهم لرمي السلاح والعودة إلى حضن الوطن، ولم يقتصر عمله على محافظة واحدة في "سورية"، بل ساهم في مصالحات بمناطق مختلفة، وأجريت كلها تحت إشرافه، كما ساهم في إعادة عدد من العائلات السورية من الدول الأوروبية، ومن المخيمات الحدودية في "لبنان"، و"تركيا"، ومخيم "الركبان" على الحدود الأردنية».

يذكر أنّ الشيخ الدكتور "جابر عيسى" من مواليد محافظة "طرطوس" قرية "ضهر مطرو" عام 1956.