استطاع المدرّس "مطاع سلامة" عبر القوانين الرياضية التي يُدرّسها تغيير الخواص الكيميائية لخلطة ترابية، وإنتاج عجينة مادة جديدة تحتمل الكثير من التوظيف ضمن مختلف المجالات وأهمها التوظيف الفني؛ وهو ما جعله يسعى للحصول على براءة اختراع لها.

لم تكن مهنة التدريس بالنسبة لمدرّس الرياضيات "مطاع سلامة" مجرد عمل مهني فقط، وإنما كانت هاجساً وموهبة يسعى دائماً إلى تطويرها وتقديم كل جديد فيها، وآخر ما قام به عبر القوانين الرياضية تغيير الخواص الكيميائية لخلطة من مجموعة أتربة، وإنتاج مادة جديدة أسماها "شدو"؛ بحسب ما قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 تشرين الأول 2018، وتابع: «على مدى سنوات طويلة تميزت مادة "الرزين" بإمكانية قولبتها بأشكال مختلفة وأحجام كبيرة، واليوم تمكنت من تقديم عجينة خاصة أساسها مجموعة أتربة تم خلطها بموازين ونسب معنية لإنتاج عجينة خاصة غير مسبوقة قابلة للتشكيل والتلوين والالتصاق والتحمل؛ أي إنها يمكن أن تكون بديلاً حقيقياً ومهماً لمادة "الرزين" لكونها أقدر منها بعدة نواحٍ».

"شدو" مادة لاصقة على كل شيء مهما كانت خواصه الكيميائية، وهي مواصفة مهمة جداً بهذه العجينة الفنية، وفتحت الأفق للتعامل معها بأسلوب إبداعي بمختلف الأشكال والأفكار، كما يمكن أن تكون وسيطاً لاصقاً بين مادتين مختلفتين لتشكلان شكلاً واحداً

وتتميز هذه المادة بسهولة التعامل معها وتشكيلها بأي شكل كان؛ وهو ما سهل عليه كحرفي تقديم مجسمات فنية غير مسبوقة كما أوضح، وتابع: «ثابرت كثيراً لتحقيق أكبر فائدة من المادة المنتجة التي أسميتها "شدو"، فجربت بها الصلابة والتلوين والمقاومة، وكانت ناجحة وملبية لمختلف الأفكار التي قمت بتوظيفها، وهذا دفعني إلى الاستفادة منها بمختلف المجالات وأهمها الجانب الفني، فشكلت بها اللوحات الفنية ولوّنتها، وكذلك المجسمات الفنية، كالفطر، والمنازل الصغيرة، والألعاب، والجداريات التشكيلية، وجذبت بمرونتها وسهولة التعامل معها الكثيرين لتجريبها، وجميع ما قدمته فنياً حاولت أن يكون جديداً من حيث الفكرة والمضمون».

بعض منتجاته الفنية بالمادة الجديدة "شدو"

ويضيف عن المادة التي يسعى للحصول على براءة اختراع فيها: «"شدو" مادة لاصقة على كل شيء مهما كانت خواصه الكيميائية، وهي مواصفة مهمة جداً بهذه العجينة الفنية، وفتحت الأفق للتعامل معها بأسلوب إبداعي بمختلف الأشكال والأفكار، كما يمكن أن تكون وسيطاً لاصقاً بين مادتين مختلفتين لتشكلان شكلاً واحداً».

وبتوضيح ما الذي شدّه إلى هذا العمل وهو مدرّس مادة الرياضيات، قال: «الفن والأدب لم يكونا دخيلين على عائلتي بوجه عام، وإنما كانا موروثين فيها، وما استقيته من والدي الشاعر وأخوالي الفنانين هو الحس الفني، وبالنسبة للرياضيات مهنتي التي أحب، فقوانينها تدخل في كل شيء في الحياة والكون، فالتقسيمات الموسيقية مثال، والخواص الفيزيائية للمادة مثال آخر تدخل فيها العلوم الرياضية، وبوجه عام معرفتي لهذه الأمور وتوظيفي لقدراتي فيها، مكنني من معرفة استخدام المادة الجديدة استخداماً فنياً جميلاً».

معروضات "شدو"

إذاً، العقل الرياضي لا يقبل المعرفة إلا بالتجريب، ومن هنا كانت له الكثير من التجارب قال عنها: «بطبيعتي أهوى التجريب كثيراً للحصول على ما أريده بأفضل مواصفة وصورة، واستخدمت مختلف القوانين الرياضية والفيزيائية في تجاربي، وبعض التجارب الأخرى لم أستخدم فيها أي قوانين لإدراك الفرق بينهما، وهذا كان لإظهار وإثبات أهمية العلوم الرياضية في العمل المتميز القابل للنجاح غير المتوقع، فقدمت تشكيلات فنية غريبة على الوسط الفني، كتجسيد الفطر بأنواعه المتعددة وأحجامه المختلفة، ولوّنتها بألوانها الفنية، وذلك بعد اختبار إمكانية تلوين هذه المادة بحرفية فنية».

الحرفية "روجيه إبراهيم" المتابعة لأعمال المدرّس "مطاع" من خلال معرضه في المدينة القديمة قبل شهر، قالت: «ما يقدمه الفنان "سلامة" فني مميز من عدة معايير؛ أولها التشكيلات التزيينية التي أنتجها، وثانيها التلوين الجميل الذي استخدمه على المنتجات حيث أضفى بهرجة جميلة على القطع، وكل هذا ناتج عن جودة المادة المنتجة بيديه وخبرته، وقد علمت منه أنها قابلة للاستخدام كجداريات كبيرة، حيث تكون عازلة للرطوبة؛ وهو ما يعني أننا أمام مادة فنية غير مسبوقة في مجالها المستخدم.

المدرس مطاع سلامة

كما أن التشكيلات الفنية التي يقدمها قابلة لإعادة التدوير حين يحدث أي ضرر أو خدش يطرأ عليها، وهذا بفضل المادة المتماسكة "شدو"، كما أنه قدم أعمالاً فنية ضخمة بأقل تكاليف باستخدامه لمادة "شدو"؛ لأن لها قابلية التماسك على الأحجار الإسمنتية مباشرة من دون أي وسيط».

يشار إلى أن المدرّس "مطاع حافظ سلامة" من مواليد عام 1966 قرية "الصبورة" في محافظة "حماة"، مقيم ويعمل في مدينة "طرطوس".