صمّم القبطان "خالد الأسطة" برنامجاً افتراضياً يعتمد تقانة المعلوماتية لتبسيط الأعمال البحرية الخاصة بالسلامة، ويربط البواخر مهما كان عددها بمكاتبها الإدارية أينما كانت لمتابعة شؤونها بسهولة؛ وهو ما وفّر الوقت والجهد والمال.

بعد الحصول على الثانوية العامة توجه "خالد مصطفى الأسطة" إلى الدراسة في الأكاديمية البحرية المصرية، وعمل بعدها على باخرة يونانية كقبطان في سن مبكرة، وجاب العالم بحرياً، وتعرّف الكثير من التعاملات والخدمات البحرية في الدول المتقدمة، وخاصة منها اتفاقيات السلامة، إلا أن تكاليف استخدام تلك التعاملات والخدمات -وخاصة ما يخص السلامة البحرية للطاقم والسفن- مكلفة جداً، فقرر بحسب حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 آب 2017، الاستفادة من تقانة المعلوماتية التي شغف بها، فاتبع العديد من الدورات التخصصية في "الأردن" وأخرى في "مصر" كالحوسبة السحابية والشبكات و"الأوفس"، حيث قال: «بعد صدور المعاهدات والاتفاقيات الكثيرة الخاصة بالسلامة البحرية، رأيت أنها تحتاج إلى الكثير من الورقيات والتكاليف المالية، وطاقم بشري كبير، وزمن ليس بقليل، وهذا في عام 2002؛ وهو ما جعلني أفكر بكيفية الاستفادة من المعلوماتية لتبسيط الإجراءات وتخفيف التكاليف المادية والورقية وجعل الكادر البشري يتجه إلى أعمال بحرية أكثر فائدة بدلاً من التفرغ للأعمال الورقية، فأنشأت بعد الكثير من التجارب والمحاولات برنامجاً معلوماتياً افتراضياً يقدم خدمات بحرية بتكاليف بسيطة، ويربط البواخر مهما كان عددها بمكاتبها الأساسية أينما كانت.

القبطان "خالد" سباق في تصميم هذا البرنامج العالمي، وبتكاليف بسيطة، فعملية ربط السفن بمكاتبها أينما وجدت سهلت عمليات الشحن والتفريغ واختزان المؤن وخاصة منها المحروقات، إضافة إلى أن مالك تلك السفن على علم بمجريات العمل لحظة لحظة

وفعلاً طبقت البرنامج عبر نوافذ افتراضية متعددة يملك إدارتها المالك الأساسي الذي يمكن أن يضع موظفاً واحداً يتعقبها أيضاً، أو يساعده في تعقبها؛ أي إن الخيار هنا متاح له وبإشرافه، وبحسب الاحتياجات المطلوبة من الشركات البحرية، ليكون الوحيد والأول على المستوى المحلي، وبتكاليف مادية بسيطة، حيث يتمكن المالك أينما كان من متابعة أعماله البحرية وسفنه لحظة لحظة. واللافت في البرنامج أنني اعتمدت فيه نظام الألوان المريحة للبصر بعيداً عن تعقيدات المعلوماتية».

خلال العمل على البرنامج

ويتابع: «أتاحت لي الحوسبة السحابية تنسيق وإدخال الكثير من الخيارات الخدمية إلى السفن، منها مواعيد السفر والحملات والأوزان، والمؤن الغذائية، وكميات المحروقات، والاحتياجات القادمة للرحلات المتكررة، والأعطال الطارئة وصلاحيات الشهادات البحرية للباخرة والطاقم، وبتكاليف مالية وجهد بسيط».

القبطان "علي أبو عمر"، قال عن البرنامج: «القبطان "خالد" سباق في تصميم هذا البرنامج العالمي، وبتكاليف بسيطة، فعملية ربط السفن بمكاتبها أينما وجدت سهلت عمليات الشحن والتفريغ واختزان المؤن وخاصة منها المحروقات، إضافة إلى أن مالك تلك السفن على علم بمجريات العمل لحظة لحظة».

القبطان على أبو عمر

ويتابع "أبو عمر": «قدم القبطان "خالد" خدمات بحرية كانت تمثّل بتكاليفها الكبيرة عبئاً على الشركات البحرية والمالكين، وقدمها بتقنيات مواكبة لثورة المعلوماتية، وبتكاليف بسيطة، موفراً الجهد والمال والزمن، والجميل فيه أنه ينذر المالك والقبطان على حد سواء بالمشكلات قبل وقوعها، وخاصة فيما يخص الأعطال الميكانيكية عبر تحديد ساعات العمل للمحركات واستبدال القطع قبل انتهاء ساعات عملها».

القبطان "أيمن بصو" ابن جزيرة "أرواد" والمطلع على البرنامج أيضاً، قال: «المشروع رائع، ويحقق نقلة نوعية في التعاملات والخدمة البحرية، وأهمها فيما يتعلق بالشحن والتفريغ والاتزان في البحار ضمن الحمولات الكبيرة، وهذا ليس غريباً على القبطان "خالد"؛ لكونه مولعاً بالمعلوماتية، حيث تمكن من الحصول على شهادة الماستر من شركة "أوفس"، وهو يشعر بما يحتاج إليه القبطان والطاقم البحري ويلبي رغباته بهذا البرنامج؛ لكونه عمل -وما زال- قبطاناً بحرياً، وهذه ميزة تضاف إلى إنجازه بالبرنامج».

القبطان خالد مصطفى الأسطة

يشار إلى أن القبطان "خالد مصطفى الأسطة" من مواليد جزيرة "أرواد"، عام 1969.