ما بين حب العمل المهني الصيدلاني وحب تقديم كل ما يخدمه، قضت الصيدلانية "أحلام معنا" سنوات أربع كأصغر نقيب في "سورية"، فأسست صيدلية مركزية وأنشطة ثقافية، وحققت الوفرة المالية لصندوق نقابتها.

مدونة وطن "eSyria" وخلال لقاء الصيدلانية "أحلام علي معنا" بتاريخ 14 كانون الأول 2015، تحدثت عن بداياتها في مهنة الصيدلة، فقالت: «تخرجت في "جامعة تشرين" عام 2001 باختصاص قسم دوائي كيمياء صيدلية، وعملت بمهنتي بعد التخرج مباشرة، وخلال هذا العمل كانت لي مشاركاتي بالعمل النقابي كعضو هيئة نقابية على مدار ثماني سنوات، وبعدها تم ترشيحي لعضوية مجلس الفرع عام 2010، وحصلت خلال الانتخابات على المركز الأول، وباعتقادي في تلك الفترة كان هناك توجه عام نحو أن تكون المرأة قيادية في المجتمع، وكانت هذه المرحلة نقلة نوعية في حياتي المهنية والعملية، وأعدّها حساسة ومسؤولة، وتحتاج إلى الجهد والتركيز والعمل الفاعل، خاصة أن السمة العامة للنقباء السابقين أنهم ذكور ومتقدمون في السنّ، وأختلف عنهم لكوني أول أنثى تمارس عملها النقابي كأصغر نقيب في "سورية"، إضافة إلى أنني أصغر عضو نقابي في المجلس، وقد لاقى هذا الأمر ارتياحاً من قبل الجميع باعتباره تغييراً عن الرتم النقابي المعتاد.

كانت لها البصمة الجميلة في المساعدة بإنشاء أول معمل أدوية في "طرطوس"، عبر تقديم التسهيلات ومتابعتها الدقيقة للأمر

وهذا حملني مسؤولية كبيرة في التواصل مع الزملاء الصيادلة والنقابيين بطريقة جدية وفاعلة، حيث كان هذا التواصل أساساً مسبقاً بنيت عليه شعبية مهنية وعملية مكنتني من تجاوز الكثير من العراقيل، ومع هذا جاهدت لأكون الصوت المسموع لزملائي الصيادلة خلال عملي النقابي».

من النشاطات التي شاركت بها

وتتابع: «الصيدلاني يحتاج إلى الكثير من الدعم والوقوف إلى جانبه ليستمر في عمله، ويتكرس هذا الأمر فيما يمكن أن أحققه له ولمهنته، ولذلك عملت جاهدة كنقيب صيادلة لحل الكثير من الصعوبات وتبسيط العديد من الإجراءات، ومنها هموم ومشكلات تصنيع الدواء، وحتى المشكلات التي تطول عمل الصيدلاني ووجوده الدائم على رأس عمله، وتحقيق العدالة في العمل بالنسبة للأنثى الصيدلانية مقارنة مع نظيراتها الإناث في المهن الأخرى، اللواتي يتمتعن بحق الحصول على إجازة الأمومة مثلاً».

هموم وشجون واكبت مرحلة عملها كأصغر نقيب صيدلاني، وأكدت: «الفترة التي بدأت فيها بالعمل كنقيب، واكبت الفترة التي ينزف فيها وطني، وهذا وضعني أمام رهان صعب يهدد عمل المجتمع الصيدلاني كأسرة عمل واحدة، وقد تمكنا من تقريب وجهات النظر وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعضهم بمساعدة بعض الزملاء.

الصيدلانية لما حسن

كما عملنا مع الصيادلة الوافدين وشجعناهم على متابعة عملهم، وقدمنا لهم كل ما يلزم للعيش الكريم بعد تهجيرهم، والهمّ الأكبر كان في كيفية تأمين الأدوية للمحافظة، خاصة مع تعرض الكثير من المعامل التخصصية للخراب والدمار، وهو أمر أفلحت به، واستمرت الكثير من الأدوية بالتوارد لتلبي احتياجات المرضى، على الرغم من ضعف الكميات نتيجة الظروف الصعبة، وكان ذلك بالتنسيق مع صيادلة مبدعين في عملهم».

وأهم ما ميز مرحلة ترأسها العمل النقابي، النشاط الثقافي المعتمد على إبداعات بعض زملائها، حيث قالت: «أقمت ندوات حوار للصيادلة الوافدين وصيادلة "طرطوس"، إضافة إلى ندوات ثقافية تلامس روح الصيدلي، منها النشاط العلمي حول إنتاجية الدواء وأهمية المعامل الدوائية في "طرطوس" لخفض الحاجة الماسة للداخل، كذلك إقامة أمسية شعرية للصيادلة الذين يمتلكون الموهبة الإبداعية، إضافة إلى جولات كنا نقوم بها على أهل الشهداء والجرحى لتقديم اللازم من الأدوية والإسعافات والأغذية، كما خلقنا المناخ المناسب لمن يرغب بإقامة الواجبات الاجتماعية أمام أي حادث أو مناسبة للصيادلة».

الصيدلانية أحلام معنا

وأضافت: «بالتعاون مع بعض الشركات الدوائية أقمنا لقاءات ومآدب طعام بعد محاضرات تخص الأدوية، وهذا قرب المجتمع الصيدلاني بعضه من بعضه، حيث اكتشفت بعملية التواصل هذه المشكلات التي يمكن حلها سواء على صعيد العمل الصيدلاني أو المؤسساتي، وعملت على حلها، كما كان لنا اللقاءات الدورية مع الصيادلة كل يوم خميس في مقر النقابة، ليطرح كل زميل هموم وشجون العمل، للعمل على خلق مناخات أفضل للعمل، لأن من مساوئ العمل الصيدلاني العزلة في الصيدلية».

وأردفت قائلة عن البصمة التي تركتها في مجال عملها كنقيبة صيدلانية: «دخلت العمل النقابي وصندوق النقابة يعاني العجز المالي، وأنهيت مهمتي محققة لها وفراً مادياً كبيراً، وكان همي في تلك الفترة من الوفرة المادية تأمين الأدوية السرطانية والأدوية البديلة وأدوية الأمراض المزمنة.

حيث حققت الوفرة المادية من خلال الاشتراكات وتشديد الرقابة على المخالفات وخاصة لمستودعات الأدوية، إضافة إلى الاستثمارات العقارية في مقر النقابة».

وفي لقاء مع الصيدلاني "محمد يوسف" قال عن مرحلة ترأس الصيدلانية "أحلام معنا" لنقابة الصيادلة: «لقد كان لها الفضل الكبير في جذب الصيادلة الإناث إلى النقابة، وكانت لها بصمتها الجميلة الواضحة في عودة بعض الصيادلة إلى عملهم المهني الوطني مع بداية الأحداث وتشتت أفكارهم تجاه بلدهم، بمساعدة بعض الزملاء أمثال الصيدلاني الشهيد "علي وجيه شدود" وغيره، كما حصلت على استثناء بإنشاء وافتتاح الصيدلية المركزية التي تكرس العمل المهني الصيدلاني المؤسساتي».

ويتابع: «كانت لها البصمة الجميلة في المساعدة بإنشاء أول معمل أدوية في "طرطوس"، عبر تقديم التسهيلات ومتابعتها الدقيقة للأمر».

أما الصيدلانية "لما حسن" فقالت: «الدكتورة "أحلام معنا" نموذج للإنسان المسؤول والمتواضع، وقد عملت لأجل مهنتها كصيدلانية، من دون أن يعيقها موقعها كأنثى، كما اجتهدت لتحريك المجتمع الصيدلاني وخلق روابط معرفية ثقافية واجتماعية تعيقها أحياناً طبيعة المهنة كعمل مستقل، وذلك من خلال تنظيم العديد من الأنشطة لمصلحة النقابة، مثل ندوة للتعريف بمفهوم الهندسة النفسية، وأمسية شعرية للصيادلة الشعراء، والمشاركة بتنظيم حفل تأبين الشهيد الصيدلاني "علي شدود"، مع الحرص على القيام بواجب العزاء لزملائها حتى في القرى البعيدة أياً تكن ظروفها وجمع الزملاء للمشاركة.

كما كانت على الدوام تجتهد لتحصيل حقوق الصيدلاني، مثل موضوع تأمين حماية للصيادلة المناوبين، وموضوع العمل على تحصيل استثمارات للنقابة تخفف عبء القسط النقابي على الصيدلاني، على الرغم من عدم تجاوب الجهات المعنية، وبالنسبة لي كنت قريبة منها دائماً، لأننا طورنا صداقتنا بموجب اهتماماتنا المشتركة».

يذكر أن الصيدلانية "أحلام معنا" من مواليد 1977، قرية "يحمور".