يرى الدكتور "علي حمدان" أن العطاء يجب أن يكون بهدف التحفيز على العمل المجتمعي، لذلك يقدم في كل جانب من حياة أبناء قريته "عين قضيب" مبادرات إيجابية، وكما هو متوقع؛ بعضهم تحفزوا وآخرون لم يتحفزوا.

فمن معاناته بالتحصيل العلمي انطلق ليكون مبادراً بتأمين سيارة نقل تقل الطلاب إلى مدارسهم وبالمجان، وذلك وفق شروط تحفيزية، وهنا قالت الطالبة "إيناس محمد" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 أيار 2015: «أصل وزملائي من أبناء وسكان القرية إلى مدرستنا في قرية "كاف الجاع"، التي تبعد نحو ستة كيلومترات، وبالعكس إلى منازلنا أيضاً، بحافلة نقل تعود ملكيتها للدكتور "علي حمدان"، من دون أن ندفع أي أجور جراء هذا النقل على مدار العام، ولكن بشرط اقترحه علينا الدكتور منذ البداية، وهو أن نكون متفوقين في دراستنا، وإلا سيدفع الطالب الكسول بعد انتهاء العام الدراسي أجور النقل عن كامل العام؛ هذا بهدف التحفيز على الجد والاجتهاد، ومن ناحيتي أدركت الأمر وأسعى لأكون كما عهدتني أسرتي متفوقة ومجتهدة، فأوفر عليهم أجور المواصلات، وهي من أهم نفقات التعليم بالنسبة لنا كأبناء قرية "عين قضيب".

بمحاولتي هذه أناشد الجوانب الفكرية والثقافية والاجتماعية في نفوس الناس، للتخلي عن القفز السريع للحضارة، فليس هناك أجمل من روح القرية وعلاقاتها الاجتماعية؛ كالتعاون في الأعمال الحقلية والبنائية الإنشائية للمنازل، و"لمّة" المحبة في النوائب والأفراح

والمهم في الأمر أن أجور النقل التي يدفعها الطالب الكسول لا تعود إلى جيب مالك السيارة، وإنما تعود إلى الطالب المتفوق، كتكريم لاجتهاده وكحافز لغيره ليكون مثله مجتهداً ومجداً في تحصيله العلمي».

أحمد إبراهيم

وهنا لم يقتصر التحفيز المجتمعي على التحصيل العلمي للطلبة خارج القرية، وإنما تعدى ذلك للاهتمام بالطلبة داخل القرية وتشجيع الأهالي لييكونوا عوناً لبعضهم بعضاً ريثما يكمل أبناؤهم تحصيلهم الدراسي، أي أن يكونوا متعاونين وغير اتكاليين، وهذا ما أوضحه المعلم "بسيم محمد" مدير مدرسة القرية، الذي قال: «في كل عام دراسي ومع بداية فصل الشتاء البارد جداً في قريتنا، يقدم الدكتور "علي حمدان" مساعدات تحفيزية للطلبة، وهي عبارة عن قرطاسية كاملة لبعض المحتاجين إليها، كما يساهم بتأمين وتوفير كميات مناسبة من المحروقات "مازوت" لزوم إشعال المدافئ في القاعات الدراسية، وخاصة في صفوف الطلبة الصغار، ومنها قاعة رياض الأطفال التي كسا أرضيتها أيضاً بفرش "موكيت" في محاولة لعزل المناخ العام لهذه القاعة عن برودة الطقس في الخارج، وهذا تشجيع منه ليكون هناك مبادرون من أبناء القرية الميسورين لحماية أطفالهم ودرء البرد عنهم، وأعتقد أنه سينجح في غايته المنشودة».

على الصعيد الفكري التنويري التثقيفي ألف "حمدان" العديد من الكتب الفكرية والفنية التشكيلية، لكونه فناناً تشكيلياً، وقدمها من دون أي مقابل لكل محب للثقافة والمطالعة، عن ذلك قال: «بمحاولتي هذه أناشد الجوانب الفكرية والثقافية والاجتماعية في نفوس الناس، للتخلي عن القفز السريع للحضارة، فليس هناك أجمل من روح القرية وعلاقاتها الاجتماعية؛ كالتعاون في الأعمال الحقلية والبنائية الإنشائية للمنازل، و"لمّة" المحبة في النوائب والأفراح».

خلال مساعدته لبعض المزارعين بالأعمال الحقلية

يشار إلى أن الدكتور "علي حمدان" من مواليد قرية "عين قضيب" في ريف "القدموس".